المشهد الأخير

محمد رشدي قطار الحياة... في محطته الأخيرة / 15

| القاهرة - من حنان عبدالهادي |
إذا كانت الأفلام المصرية... اشتهرت في خمسينات وستينات القرن الماضي، بالنهايات السعيدة... كانتصار قوى الخير على الشر، أو التقاء الحبيبين، بعدما ظنا كل الظن ألا تلاقيا، وزفافهما بين الأهل والأحباب والأصحاب... فإن المشهد الأخير في حياة عدد غير قليل من الفنانين والمشاهير المصريين والعرب كثيرا ما بدا مأساويا مؤلما مفعما بالحزن.
ففي لحظة فارقة... تنطفئ أضواء النجومية، ويضعف الجسد الذي كان يوما ممشوقا يصول ويجول أمام الكاميرات، ويقدم أصعب الأدوار وأعنفها.
في لحظة فارقة... تكتفي الحياة بما قدمته لفنان ما، وتقول له «يكفيك هذا... لقد حانت نهايتك»... وشتان بين إقبال الحياة وإدبارها وتبسمها وسخريتها، وعطفها وقسوتها، وفارق كبير... بين أن تربت على كتفيك وتفيض عليك بحنانها، وبين أن تركلك بأرجلها، كما يركل اللاعب الكرة.
كم كان مؤلما... المشهد الأخير في حياة فنانين أثروا الشاشتين الصغيرة والكبيرة بأعمال مميزة، لاتزال باقية في الذاكرة، أو مطربين ومطربات أثروا وجداننا ببديع أصواتهم، أو نجوم ومشاهير في مجالات أخرى... كان لهم حضور قوي... وتأثير واسع، سرعان ما ينهار ويندثر.
فبينما كان النجم أحمد زكي يواصل تألقه وإبداعه الفني، باعتباره «حالة فنية مختلفة»... أوقفه المرض الخبيث، وأخفى حالة من الحزن في الوسط الفني، لم تنته بعد، وبالرغم من مرور نحو 4 أعوام على وفاته، ويشبهه شكلا ومصيرا عبد الله محمود الذي قتله السرطان في ريعان شبابه.
كما جاءت نهاية ممثلة بسيطة وطيبة القلب مثل وداد حمدي مؤلمة... عندما غدر بها «ريجسير»، وقتلها في شقتها، من دون أن تقترف في حقه إثما، وفي أوج تألقها... أمطر رجل الأعمال المصري أيمن السويدي زوجته المطربة التونسية ذكرى بـ «21» طلقة، لتقضي نحبها في الحال.
وهكذا تتعدد النهايات الحزينة لفنانين ومشاهير... طالما أمتعونا وأسعدونا، وطالما عاشوا عقودا من الشهرة والأضواء والثراء... ولكن الأقدار... التي يصرفها البارئ... كيف يشاء... وفي السطور التالية... نهايات مع الفقر والحاجة والمرض والنسيان وأشياء أخرى.
استطاع... أن ينال شعبية كبيرة بين جيله من المطربين في مصر والوطن العربي، وقد نجح في أداء أغنيات علقت بالوجدان العربي مثل أغنيات «ملحمة أدهم الشرقاوي» و«ميتى أشوفك» و«على الرملة» و«مجاريح» و«عدوية» وغيرها واكتسح ألبومه الأخيرة «دامت لمين» ألبومات المطربين الشباب محققا نجاحا مبهرا... وبعدها كان مشهد النهاية أو المشهد الأخير للفنان الشعبي كان عبارة عن ألم واصابة بفشل كلوي وهشاشة عظام ثم التهاب رئوي حاد أدى الى الوفاة.
ولد المطرب الشعبي محمد رشدي محمد في 20 يوليو العام 1932 بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ «شمال غرب مصر» وكانت عائلته فقيرة جدا... حفظ محمد رشدي القرآن في كُتاب القرية، وأثناء دراسته الابتدائية بدأ عشقه للغناء فكان يغني بمولد سيدي ابراهيم الدسوقي.
أم كلثوم والصدفة
وفي أحد الموالد حضرت بالصدفة السيدة أم كلثوم وسمعت صوته وهو يغني وقالت له جملتها الشهيرة: «روح يا ابني أنت مطرب» وكل من يستمع لصوته يشهد له بجمال الصوت، لذا حضر محمد رشدي للقاهرة العام 1948 وهو في سن السادسة عشرة من عمره ليلتحق بمعهد فؤاد الموسيقي العام 1949.
عندما حضر رشدي للقاهرة... كان المطلوب منه أن يدبر شؤونه بـ 3 جنيهات فقط شهريا يحصل عليها من معهد الموسيقى... الذي كان يعطيها لكل طالب يدرس بالمعهد.
فقام باستئجار غرفة صغيرة تحت بير السلم لم يكن بها شبابيك ولا يدخلها الهواء والشمس برقم 18 بحارة المغاربة بحيّ باب الشعرية - بالقرب من وسط العاصمة مقابل جنيه شهريا، وكان عليه أن يدبر أموره بالباقي.
لذا التحق رشدي بمسرح بديعة مصابني وارتفع أجره لـ 9 جنيهات في الشهر، وكان يرسل منها 4 جنيهات لأبيه الفقير بالقرية.
ومن الطريف أن الغرفة التي كان يقطنها محمد رشدي في حيّ باب الشعرية أحضرها له أحد بلدياته وكان يعمل فراشا بمكتب الموسيقار محمد عبدالوهاب، وذات يوم طلب منه رشدي أن يجعله يرى مكتب الموسيقار عبدالوهاب في عدم وجوده، فلم يكن يجرؤ على الاقتراب منه في حضور الموسيقار عبدالوهاب.
وحقق له بلدياته الفراش رغبته... فدخل رشدي وراح يلمس الجدران والمكتب والأوراق، ثم وقع نظره على سلة المهملات ووجد بها أوراقا كان عبدالوهاب قد مزقها وألقاها فالتقط رشدي بعضها وراح يقرأها ووجد من بينها كلمات أغنية يقول مطلعها: «ياللي انت في بالي والعمر قضيته أغنيلك».
وهنا قال رشدي لقريبه: هل من الممكن أن آخذ هذه الورقة؟ فأكد له قريبه أن الأستاذ طالما ألقى بها هكذا... فهي اذن غير مهمة بالنسبة له، فقام رشدي بعمل لحن لها وتقدم بها لامتحانات الاذاعة وكانت اللجنة تضم عمالقة كبارا منهم «أم كلثوم والسنباطي»، بل وعبدالوهاب نفسه.
عبدالوهاب... والقصة
عندما استمع عبدالوهاب للأغنية جُن... لأنه يمتحن بتلك الكلمات التي شاهدها من قبل وكاد يفتك به، وعرف منه القصة فضحك بشدة وتمت اجازة صوته مطربا بالاذاعة وراحت الصحف تكتب عنه والمجلات تشيد بصوته وأصبحت صوره تحتل أغلفة المجلات، وظل رشدي يتذكر هذه الواقعة المثيرة طيلة حياته، فقد تسببت الواقعة في كتابة شهادة ميلاده الفنية.
وقد استمع الاذاعي الكبير علي فايق زغلول... لصوت رشدي وأبدى اعجابه الشديد به، وهو الذي شجعه على خوض اختبارات الاذاعة في العام 1950، بلحن عاطفي بالرغم من أنه كان يغني الطقاطيق الشعبية والفولكلورية، ثم قام بوضع لحن لأغنية «قولوا لمأذون البلد» وقام بتسجيلها لبرنامج «عقبال عندكم» بالاذاعة بناء على طلب مستشار الاذاعة في ذلك الوقت محمد حسن الشجاعي.
الأفراح الشعبية
وانطلق محمد رشدي كمطرب بالأفراح الشعبية... فيجلس في مقهى التجارة الشهير بتجمع الموسيقيين والمطربين الشعبيين والراقصات بشارع محمد علي ينتظر «الأوردرات» من قبل وكلاء الفنانين ومتعهدي الحفلات.
لم يكن أمام محمد رشدي... بديلا سوى هذه الأفراح وكانت الاذاعة التي كانت تعطي 17 جنيها فقط للمؤلف والمطرب والملحن بل والفرقة الموسيقية،
وكان نصيب رشدي منها 8 جنيهات وعليه أن ينتظر حتى يأتي دوره لتسجيل عمل آخر، فكان غالبا ما يقوم بتسجيل أغنيتين فقط شهريا.
ولهذا كله كان محمد رشدي مشغولا دائما بلقمة العيش الى جانب الفن، وبالرغم من ذلك كانت الأجيال السابقة لهم أسوأ حالا وحظا منهم فكانت هناك عائلات كبيرة تتبنى المطربين وتقدمهم في أفراحهم ومناسباتهم الاجتماعية الى أن ظهر أغنياء جدد بدأوا في مساندة الفن فظهر شكوكو وعبدالمطلب وعبدالعزيز محمود.
حتى قامت ثورة يوليو وتبنت الدولة المطربين، وكان أعلى أجر وصلت له أعظم مطربات القرن الماضي السيدة أم كلثوم بعد أغنية «انت عمري» هو 3 آلاف جنيه لها وللفرقة والمؤلف والملحن.
ملحمة الشرقاوي
وكانت النقلة المهمة في مشوار المطرب محمد رشدي... هي ملحمة أدهم الشرقاوي التي انتشرت بشكل ملحوظ... حيث كان يؤكد أنه تأثر بشدة بالمطرب الراحل محمد عبدالمطلب ولا ينسى يوم أن نجح في اقناع «طلب» كما كان يطلق على محمد عبدالمطلب بزيارته فذهب واشترى بكل ما يملك لحمة ضاني... لمعرفته مدى عشق «طلب» لها وقام بسلقها كما يجب حتى يدفعه لقضاء أطول وقت ممكن معه،
وبالرغم من هذا تأثر به عبدالمطلب واندفع بشدة لتطوير نفسه بعد أن نجح رشدي ومعه الأبنودي وبليغ حمدي في الانتقال بالأغنية الشعبية لمرحلة مختلفة عن المرحلة السابقة لهم والتي اشتهر فيها عبدالعزيز محمود وكارم محمود وعبدالمطلب وغيرهم.
تلك النقلة لا يمكن أن يكون لها تأثيرها فقط على المطربين الشعبيين فحسب، بل امتدت لمطربي الأغنية العاطفية وفي مقدمتهم «عبدالحليم حافظ» الذي شعر بخطر شديد فتعاون مع الأبنودي في أغنية «أنا كل ما أقول التوبة يا بوي... ترميني المجادير» حتى يجاري ما أصبح سائدا فقد كان لمجموعة الأغنيات التي قدمها رشدي ابتداء من «تحت الشجر يا وهيبة ياما كلنا برتقان» ومرورا بـ «عدوية» و«كعب الغزال» و«عرباوي» و«ع الرملة» و«ما على العاشق ملام» و«ميتى أشوفك» و«طاير يا هوا» وغيرها.
قمة الشهرة
وكان لأغاني رشدي تأثير كبير على الساحة الغنائية... وهكذا انطلق رشدي لقمة الشهرة ما عرضه لحروب عديدة وتم احضار «فهد بلان» لينافسه ويسحب البساط من تحد قدميه الا أن «بلان» فاجأ الجميع بالاشادة به ولم يؤثر ذلك على مسيرته.
وبعد أن كان رشدي مجرد مطرب أفراح يشدو في المناسبات السعيدة، أصبح أيضا مطربا لأفراح الزعماء والملوك والأمراء العرب فقد طلبه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالاسم ليحيي فرح شقيقه بعد أن أبدى اعجابه الشديد بصوته عندما استمع له في فرح ابنة البغدادي، كما أمر أنور السادات باحضاره حيا أو ميتا لاحياء فرح ابنته.
وهكذا أصبح رشدي بأغانيه عاملا مشتركا في معظم حفلات الأفراح والمناسبات سواء التي تقام في مصر أو خارجها في جميع الأقطار العربية والأوروبية الأخرى ولم يقتصر غناؤه على اللون الشعبي فقط بل أمتد ليشمل الأغاني الدينية والوطنية وكان آخر مسلسل غنى تتراته هو «ابن ماجة» للفنان حسن يوسف العام 2001.
ثلاثي الطرب
انطلق محمد رشدي الى عالم الشهرة بعدما كون ثلاثيا غنائيا مع الشاعر عبدالرحمن الأبنودي والموسيقار بليغ حمدي ومن أغنياته التي انتشرت بشدة «يا مغنواتي» و«مغرم صبابة» و«قمر اسكندراني».
حيث يقول الأبنودي عن سر صداقته بمحمد رشدي: «عشقت الشعر والغناء الشعبي في قريتي «أبنود» وحفظت الكثير من الأغنيات وأنا في مستهل الشباب وما حفظته هو الذي قادني لكتابة «السيرة الهلالية» فيما بعد... ومن أبنود بصعيد مصر وجئت للقاهرة... ومن «دسوق» - مركز كفر الشيخ جاء محمد رشدي وكنت أعرفه وهو لا يعرفني فقد استمعت لصوته وأنا في «أبنود» وهو يغني «قولوا لمأذون البلد» و«يا أم طرحة معطرة» فشعرت أنه قريب من قلبي جدا واقترب مني بصوته أكثر وأكثر... حينما استمعت اليه وهو يشدو بأغنية «أدهم الشرقاوي» فاخترق بها صدري وصدور الجميع فكنا نلتف حول الراديو بالعشرات لنستمع له وكان ذلك خلال المسلسل الاذاعي «أدهم الشرقاوي» وهي من أهم الملاحم الشعبية المصرية والتي أكسبته لقب «أدهم الغناء العربي».
ويحكي الأبنودي عن صديقه رشدي فيقول: «أول عمل جمعني مع محمد رشدي أغنية «تحت الشجر يا وهيبة» والتي حققت نجاحا مدويا حينها، وأذكر أن الأستاذ الشجاعي لم يبد ارتياحا لكلمات الأغنية في البداية وأعادها لي مؤكدا أن الموسيقار منير مراد وغيره من الملحنين رفضوها لكونهم لم يستوعبوا كلماتها.
فاقترحت عليه أن يعطيها للملحن الصعيدي عبدالعظيم عبدالحق... لأنه مثلي وسيفهم معناها فاستجاب الشجاعي لطلبي وبالفعل لحنها عبدالعظيم عبدالحق ببراعة وأعجب بها الشجاعي.
وسألنا: من الذي يمكن - في رأيك - أن يغنيها؟ فأجبته على الفور قائلا هو شخص واحد فقط... الذي غنى أدهم الشرقاوي... فقال لي الشجاعي ولكن هذا المطرب تعرض لحادث أتوبيس أثناء سفره للسويس... لاحياء حفل هناك حيث انقلب الأتوبيس وماتت في الحادث المطربة نادية فهمي ولا يستطيع الغناء الآن... فقلت له الحادثة كما أعرف كسرت ذراعه وساقه ولكن هل كسرت صوته؟
فقال لي: اذن عليك أن تذهب وتبحث عنه وتحضره طالما أنك مصرّ عليه وعلى الفور توجهت لمعهد الموسيقى العربية لأحصل على تليفونه ولأنني كنت شخصا مجهولا أذاقوني الأمرين ورفضوا اعطائي رقم هاتفه وأمام اصراري طلبوه لي هو هاتفيا.
بعبع الاذاعة
فقد كان جسدي نحيلا جدا، وملابسي كانت متواضعة للغاية ومنظري يوحي لمن يراني أنني انسان معدم... فشعر هو أنني دخيل على الشعر وأسعى لفرض نفسي عليه، فما أكثر ما كان يلتقي بهم بهذا الشكل،
وحينما شعرت بهذا التجاهل منه وعدم ابداء أي رغبة لديه في الاستماع لي قلت له بحدة: انني قادم له من عند الأستاذ «الشجاعي» وكان معروفا بلقب «بعبع الاذاعة» فاعتدل في جلسته وأجلسني واستمع لي وطار فرحا بالكلمات.
وأذكر أنني قضيت هذه الليلة معه، وحدثته عن نفسي ومعاناتي ولماذا أعجبت به وطلبت منه الهروب من لقب «مطرب الأفراح» الذي كان مشهورا به ودون أن نشعر صارت بيننا صداقة واستمع للحن عبدالعظيم عبدالحق وأعجب به بشدة.
وهكذا بدأنا مشوارنا سويا حيث حققت الأغنية نجاحا مدويا وأصبح اسمانا على كل لسان ووجدتني فجأة مؤلف أشهر أغنية في مصر كلها ثم تعرفت على الموسيقار الكبير بليغ حمدي في مكتب الشجاعي أيضا وقدمنا سويا مجموعة أغنيات لرشدي من تأليفي وألحان بليغ حمدي أذكر منها «بلديات» و«وسع للنور» و«بيتنا الصغير».
شارك محمد رشدي في العديد من الأفلام السينمائية - سواء التي شارك فيها بالغناء أو الغناء والتمثيل معا... بداية بـ «المارد» العام 1964 ومرورا بـ «حارة السقايين» مع شريفة فاضل العام 1965، وشارك في بطولة فيلم «عدوية» مع ناهد شريف ونعمت مختار وفي نفس العام 1965 قدم أفلام «السيرك» و«6 بنات وعريس» وفي العام 1969 قدم فيلم «فرقة الفرح» وفي العام 1971 قدم فيلم «ورد وشوك» مع ناهد شريف ونوال أبوالفتوح ونجوى فؤاد... اخراج كمال الدين صلاح.
وكان آخر الأعمال التي قدمها للسينما وقرر بعدها التفرغ فقط للغناء وبالرغم من كثرة العروض التي كانت تنهال عليه من قبل معظم المخرجين والمنتجين سواء في مصر أو لبنان الا أنه اعتذر عنها جميعا.
وقد تربع على قمة توزيعات الكاسيت في مصر والوطن العربي العام 2004 بآخر ألبوماته «دامت لمين».
المشهد الأخير
بدأ المشهد الأخير في حياة محمد رشدي قبل وفاته بعام أي في العام 2004... عندما أصيب بفشل كلوي وكان عليه أن يقوم باجراء عملية غسيل كلوي لمدة 3 مرات في الأسبوع، بالاضافة الى اصابته بهشاشة العظام.
ولكنه دائما ما كان يردد: «مستسلم لأمر الله تعالى لأنها ارادته».
وكان أخطر ما يعاني منه محمد رشدي هو مرض السرطان ولكنه توفي اثر اصابته بالتهاب رئوي حاد.
قبل وفاته بـ «3» أسابيع قامت الشركة المنتجة لألبومه الجديد «البيت القديم» ببذل مجهودات مكثفة لتسجيل أغاني ألبومه لاصداره في نفس التوقيت وكان يضم الألبوم 10 أغنيات رائعة.
واتفق المطرب محمد رشدي مع منتج الألبوم نصر محروس على تصوير أغنية «قطر الحياة» التي يتضمنها الألبوم بالحي الريفي بمدينة الانتاج الاعلامي في مدينة 6 أكتوبر «35 كيلو متر جنوب القاهرة».
وبالفعل توجهوا سويا وكانت الكاميرات وفريق العمل بالكامل سبقهم في الذهاب وذلك في يوم 22 مارس 2005، وتصادف أن كان الجو شديد الحرارة... ما كان يدفع رشدي لتصوير جزء بسيط، ثم يجلس رشدي في السيارة المكيفة، ثم يعود حتى شعر باعياء شديد واشتدت الحالة سوءا عند وصوله لمنزله فلم يقو على الوقوف ما دفع أفراد أسرته لادخاله الفيللا على كرسي متحرك وتوقعوا أن تكون متاعب الكلى التي يعاني منها منذ 14 شهرا... ويقوم باجراء عملية غسيل كلوي 3 مرات أسبوعيا هي السبب في تدهور حالته بهذا الشكل.
الا أن المشرف على علاجه الدكتور عمر الخشاب أكد لهم أنه يعاني من نزلة شعبية حادة ولم يمض من الوقت الكثير حتى شعر محمد رشدي بصعوبة في التنفس... فتم نقله لمستشفى السلام ووضعه على جهاز التنفس الصناعي وظل بداخل المستشفى... حتى توفي يوم الثلاثاء 3 مايو 2005.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي