No Script

الأمير تكفل بابتعاث عدد منهم وغياب تام للقوانين والنقابات الفنية

وفاة فرح فاوست بالسرطان بعد علاج طويل فمن يحمي فنانينا في سنوات العجز والمرض؟

تصغير
تكبير
| كتب صالح الدويخ |
ممثلة فيلم «ملائكة تشارلي» الأميركية فرح فاوست، قضت نحبها بسبب مرض السرطان، فرح قادرة بملايين حصدتها أثر نجاحها المذهل في الافلام «ملائكة تشارلي أطلقتها وفيلم السرير المشتعل الذي تحدث عن الخيانة الزوجية» وغيرها الكثير والمسلسلات والمسرحيات واشهرها «اكستريماتيز» وكفتاة غلاف صاحبة أجمل وجه وقوام ومعروفة بتسريحة شعرها الشهيرة والتى قلدتها بنات جيلها.
فرح فاوست عالجت نفسها على حسابها، بالرغم من وجود حقوق لها لدى نقابات فنية طويلة وعريضة بالولايات المتحدة الاميركية، الا انها قررت تحمل نفقات علاجها المكلف منذ 2005 وحتى وفاتها الاسبوع الماضي عن عمر يناهز الثانية والستين..
من يحمي المنتسبين للوسط الفني والاعلامي في أيام عجزهم ومرضهم، لقد تكفل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح في تولي ذلك، وله مكرمات مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا حين تكفل بعلاجه في لندن، وابتعاث الفنانة الراحلة مريم الغضبان الى لندن، وفي رعايته بعودة جثمان الفنان خالد النفيسي واعادتة للبلاد بطيارته الخاصة، وفي علاج الفنان الكبير الراحل علي المفيدي في اميركا كما تولى ديوان سموه علاج الفنانة زهرة الخرجي أثناء اصابتها بالسرطان في لندن، وليس آخرها المطرب صالح الحريبي المنوي سفره على نفقة سموه الى لندن.
الامر فردي بحت، ليس هنا من قوانين تحمي الفنانين في نكباتهم، لا نقابة توفر العلاج لهم، مات الفنان علي سلطان وحيدا في مستشفى حسين مكي جمعة للامراض السرطانية...
بين وقت واخر نسمع عن اصابة احد الممثلين او المطربين او الاعلاميين بمرض خطير يحتاج الى علاج سريع، فيسعى من خلال مجهود فردي لإيجاد حل جذري لحالته الصحية من خلال سفره للمستشفيات الشهيرة في اوروبا واميركا وعلى نفقته الخاصة لعل وعسى ان يلحق لما تبقى له من حياة، ومع مرور الوقت وتفشي المرض في انحاء الجسم يبدأ هذا الفنان او الاعلامي بتحريك ادواته ليحصل على هذه الامور عن طريق الدولة بمساعدة الصحف التي بدورها تنشر خبر تردي حالة لاسم معين.
توجهنا لبعض الفنانين والاعلاميين بسؤال حول الدور الذي ينتظره الجميع من الجهات المعنية سواء مؤسسات حكومية او نقابات او جمعيات نفع عام في حال تعرض أي منهم لأي مكروه مستقبلاً. فهم ليسوا «مليونيرية» كفرح فاوست، والكثيرون يدفنهم كبرياؤهم ولا يدفعهم لطلب السفر من رجال الدولة..فكانت ردودهم كالتالي: -
الاعلامية القديرة أمل عبدالله ترد على تساؤلنا بسؤال: أين النقابة التي تهتم بنا كفنانين واعلاميين ؟ وهل يعقل انه في الكويت التي يعتبرها الكل منبع الفن والابداع لا نستطيع خلق اجواء مناسبة لهذه النقابة التي تسعى للوقوف بجانب الفنان والاعلامي في السراء والضراء ؟
وتضيف: انا حقيقة لا ألوم النقابة التي اعلن عنها أخيرا لعدم وضوح آلية عملها، بالاضافة الى الانشقاق الذي حدث بين اعضائها كما نسمع.
وسأعطيك مثالا حيا نعيشه هذه الايام في ظل وجود اسماء كبيرة خدمت الفن في الكويت بالمستشفى الان مثل صالح الحريبي وعبدالامير مطر دون رعاية باستثناء الاجتهادات الفردية التي يقومون بها افراد اسرهم من هنا وهناك، ولا اعرف ما هو دور جمعية الفنانين وفاعليتها ازاء هذا الوضع.
وناشدت امل عبدالله الجهات المعنية بتكاتف وتضافر الجهود لخلق روح جديدة تنشط دور النقابة في المرحلة المقبلة.
اما الشاعر علي المعتوق يقول: للاسف كاد حلمنا ان يتحقق بوجود النقابة لولا انها ولدت ميتة، ومن المفترض ان يتم انشاؤها على اساس توزيع الفرع بحسب التخصص بمعنى نقابة للمثلين واخرى للاعلاميين وايضاً للموسيقيين لتوفر لأعضائها كل سبل الراحة وتدافع عن حقوقهم، رغم ان الفنان في الكويت يتوارى خلف عزة النفس التي اودت بحياة البعض، لكن هذا لا يمنع من انشاء صندوق خاص بالفنانين المرضى ورعايتهم، كما ان للدولة دور فيجب عليها البحث في حالة الفنان من خلال قنواتها المتمثلة في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية، خصوصاً الفنانين الذين افنوا جل وقتهم وجهدهم في سبيل خدمة الفن الكويتي، وبصراحة هذا الموضوع يحتاج الى اهتمام اكبر حتى لا يؤخذ علينا كدولة متطورة بأنها تقاعست واهملت ارواح فنانيها والمبدعين فيها.
في نفس السياق أكد الفنان القدير جاسم النبهان ان من حق الفنان ان تتكفل به الدولة وبشكل خاص وهو من اثرى واعطى في مجاله لتاريخ بلاده، كما ان الفنان جزء لا يتجزأ من الشعب والدولة لذلك يحتاج الى توفير التكافل الصحي له ومتابعة حالته في وقت مرضه، رغم معرفتنا بجهود المخلصين سواء في وزارة الصحة ووزارة الدفاع في ابتعاث من يحتاج للعلاج في الخارج.
واضاف النبهان: في الوقت الحالي نحتاج الى التكافل فيما بيننا كفنانين وهذه مسئولية النقابة من خلال عقد جمعية عمومية لاتخاذ القرارات من خلالها لحماية حقوق الفنان والاهتمام به.
القى الفنان القدير غانم الصالح اللوم على نواب مجلس الامة وطالبهم بوضع تشريعات تؤكد وجود نقابة خاصة بالفنانين تحفظ حقوقهم وتمنع توغل الدخلاء في المجال وتراعي صحة الفنان من خلال توفير العلاج اللازم وعلاجه عن طريق القنوات الرسمية سواء في الخارج او على الاقل في مستشفيات خاصة في الكويت، مشيراً الى ان النقابة التي ظهرت واختفت فجأة لا ترضي طموح الفنانين خصوصاً اذا كانت تعامل كمعاملة جمعيات النفع العام او المسارح الاهلية بميزانيات ضئيلة جداً.
الاعلامي غالب العصيمي بدأ كلامه في هذا الموضوع: نطلب السلامة لجميع مرضانا على الاسرّة البيضاء، ونتمنى الشفاء العاجل للفنان القدير صالح الحريبي ليعود الى اهله واصدقائه ومحبيه من الجمهور، هذه المسألة برأيي تقوم عليها عدة جهات بحيث يكون الدور مشترك وألا يقتصر الامر على جهة واحدة فقط، كما حصل مع نقابة الفنانين التي قتلت قبل ولادتها بسبب الصراعات على الكراسي والمناصب رغم تحفظي على فلسفة انشائها الخاطئة، وللاسف الكل ضائع من فنانين واعلاميين ولا نعرف الى من نذهب لنقتنص حقوقنا والاهتمام بنا في سقمنا.
ويضيف العصيمي: ورغم ريادتنا في الفن والاعلام الا اننا لا نجد السند الحقيقي الذي يعالج قضايانا، فإذا جئنا الى وزارة الاعلام فلها نقابة تقوم بواجبها، واذا جئنا الى المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب فهي تغرد خارج السرب ويقتصر دورها على التكريمات فقط، لذلك ينقصنا نقابة فاعلة كحال جمعية المهندسين التي اعتبرها الافضل في نقابات الكويت، وذلك لا يأتي الا بتضافر جهدنا كأعلاميين وفنانين للوصول الى هذا الهدف بعد ان تصفى النفوس وتوحد الصفوف.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي