No Script

ترك الطيران بعد أن وقع في غرام... العطور

محمد هلال : مجموعاتي العطرية صمّمتها لكل المواسم والمناسبات

تصغير
تكبير
| كتبت ليلى أحمد |

في الحديث الشريف ننشد الى قول الرسول الكريم: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه»، فالعطر يرتقي إلى أن يكون سنة إلى حد كبير، أضاف عليها التقليد الاجتماعي أبعادا ثقافية ممزوجة بحضارات أخرى، ما جعل تجربة العطر في المنطقة مزيجا متعدد التجارب والخبرات.... وهذا ما كان وراء قصة محمد هلال الشديد الطموح.

منذ طفولتة الباكرة كانت بيئة مبتكر العطور الاماراتي الشاب محمد هلال محاطة بالاطياب العطرية منها العود والمسك ودهن الورد، يحملها كذاكرة متّقدة تصقل موهبة إحساسه بروح المكتشف، ليس الامر كذلك فبروح الحماس والتحدي أراد هلال إزالة فكرة ان الاطياب الخليجية خلقت لفصل الشتاء فقط، هو قام في صناعتة الجديدة وتركيبتة المختارة بعناية في جعل مجموعة «هند العود» عطرا لكل المواسم والدهور.

محمد هلال المتحفز في البحث عن كل جديد، بدأت مسيرته في تصميم العطور الى العام 2001، وتفرغ لها 2006 حينما أسس شركة «هند العود» المتخصصة في العطورالاصيلة، التي لاقت رواجا مذهلا لدى شعوب دول الخليج منذ أول طرح له في اسواق الامارات، فحينما كانوا يزورون الامارات كان الخليجيون يحرصون على شراء عطوره لهم ولاقاربهم كهدية ثمينة وهو أمر شجعه لترسيخ ابداعاتة وتطويراتة في ابتكار عطورات متنوعة من رحم بيئتنا الخليجية لكي يترك الخيار لأفراد الاسرة للتعطر بما يناسب ذوقهم، وتوقيت المناسبة التي يذهبون اليها.

يرى المبتكر هلال ان تصميم العطر فن بحد ذاته لا يختلف عن بقية الفنون الأخرى كالرسم والزخرفة والكتابة، باعتبار أن الفن طاقة ابداعية وهدية من رب العالمين تتميز بفطريتها، لذلك يقول:«أمارس تصميم العطر بإحساسي.. فشعوري يسبق في غالب الأحيان اختياري للمواد التي سأصنع منها رائحة جديدة».

ذلك الشغف بالعطور وأسرارها، هو ما دفع هلال إلى ترك مهنته في عالم الطيران التي درسها في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل أن يتفرغ لموهبته، وكان من الطبيعي أن يجد معارضة ممن يحيطون به، لكنه أختار ما يريد. يقول موضحاً «اخترت أن أصنع روائح خاصة تحمل اسمي».

صقل هلال موهبته بالبحث والإصرار، وبحضور دورات تدريبية مكثّفة في دول عدة من العالم. وبعد آلاف التجارب لاختيار أنواع خاصة من العطور صمّم حتى الآن 20 نوعاً تحمل بصمته، شكلت مجموعة علامات مسجلة في مجال العطور نذكر منها «كحل» و«ليلك» و«كريمسن».

على الرغم من تحضير هلال لإطلاق عطرين جديدين، هما «أنا» للرجل و«أناها» للمرأة، إلا أنه لا يؤمن بتخصيص عطر للرجل وآخر للمرأة. فعطوره هي لكلا الجنسين، ويقول في هذا «لا أؤمن بتحديد جنس للرائحة، لأنها اختيار صاحبها»، معتبراً أن تحديد نوع العطر هو مجرد تسويق تجاري روج له الغرب، وأن «مصمم العطر مهمته أن يقدم رائحة مميزة ومبتكرة، وتبقى مسألة الاختيار والقناعة لمقتني العطور أنفسهم، رجالاً كانوا أم نساء».

انعكست تلك الرؤية أثناء تصميمه لعطر «كحل» للجنسين، فمزج هلال مجموعة متناغمة من العود وخلاصات الورود، قائلاً «اعتاد الناس في الخليج في أفراحهم التعطّر بدهن العود والمسك وروائح أخرى، مؤكداً أن «كحل» يغنيهم عن كل ذلك، فبـ«بخّه» واحدة من عطر كحل تجتمع كل العطور».

أما عن «أنا» و «أناها»، فيقول «هي تجربة متفردة.. لم أقصد منها تخصيص عطر لرجل وإمرأة، إنما تقديم عطري الخاص، لذا أسميته «أنا»، أما «أناها» فصممته من رائحة اخترتها للمرأة».

في أحاديث هلال اليومية تجده يبحث عن شيء فهو ليس تقليديا بإحساسه تجاه الأشياء، ويمتلك رؤية مختلفة،هذه الرؤية جعلته يترك مهنة الطيار بعد ان وقع في غرام العطور. ولما تأكد أن مهنة الطيار سوف تعيقه عن موهبته في تصميم العطور ومتابعة دراستها وحضور دورات تدريبية، اختار العطور واختار حلمه في أن يصبح متميزا ويصنع شيئا خاصا يحمل اسمه ويعمم تجربته وقدرته على إبداع ما يسعد الناس.

لدي هلال دائما القدرة على الاجابة عن كل الاسئلة، لا يرضيه أي شيء ويبحث عن الكمال. فمجموعتة «كحل» و«ليلك» و«كريمسن» هي من روحه الخالصة وهناك آتٍ اسمه «ظل».فقد قصد أن يكون العطر ظلا لشخصية صاحبه يعكس بعضا من تميزه واختياره.

يرى هلال ان الطقس يحدد نوع العطر المستخدم. فالأجواء الباردة لها عطورها وكذلك الاجواء الحارة فالعطر مرتبط بالمواسم والفصول، والأوقات. لذلك فقد تنوعت العطور التي صممها هلال لتتناسب مع الاختيارات والنكهات المحببة لمستخدمي العطر.

يقول هلال ان معظم الشركات التي تصنع العطور على أنها عطور شرقية، هي شركات انطلقت بتجربة غربية ولا تعكس روح المنطقة وخصوصيتها. ولعدم وجود مصممي عطور من المنطقة أفسح المجال لرواج العطور الغربية التي نجدها في الأسواق.وما اعتاده الخليجيون أن يتم تصنيع عطورهم محليا للاستخدام في البيوت فهي مزيج متنوع للأعشاب والعود والورود المحلية.وتعكس روح بيئتهم التي تملك تاريخا عريقا مع العطور.

هلال يملك التفرد والموهبة،لذا فقد جاءت عطوره متكاملة في تصميم رائحتها وابتكار عبوات خاصة تتميز بروعة تصميمها وأشرف على صناعتها متخصصون عالميون في مجالهم؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي