«الراي» تنشر أهم وأكبر دراسة عن الظاهرة وأسبابها وطرق مواجهتها

ثلث الطلبة غشّوا ومثلهم سيحاولون!

4 مايو 2023 10:00 م

- أبرز التوصيات: مراعاة الذكاء... وإلغاء الحشو والتركيز على المعلومات الأساسية
- أهم طرق المواجهة: العقوبات والتشويش ومنع إخراج أيّ وثيقة إلا بعد ساعة من بدء الامتحان
- أهم الأسباب: طريقة تصميم الاختبارات وتركيزها على قياس أدنى المستويات المعرفية
- أكبر المخاطر: تخريج أفراد تنقصهم الكفاءة وقد يستحلون الرشاوى

خلصت دراسة تربوية غير مسبوقة، شارك فيها 1780 معلماً ومعلمة و1725 طالباً وطالبة من 83 مدرسة ثانوية، إلى جملة توصيات لمكافحة الغش في اختبارات المرحلة الثانوية، تتضمن الوسائل التقليدية مثل العقوبات الصارمة والإجراءات المشددة، لكنها للمرة الأولى دخلت في عمق المشكلة وتطرقت إلى «أهمية ربط المناهج بحاجات الطلبة ورغباتهم وميولهم»، و«إلغاء الحشو الزائد فيها والتركيز على المعلومات الأساسية».

الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في وزارة التربية، وحصلت «الراي» على نسخة منها، أجرتها إدارة البحوث في قطاع المناهج، ركزت على معرفة مدى انتشار الغش وأسبابه من وجهة نظر الطلبة والمعلمين وطرق المواجهة الشاملة.

ومن المقرر أن تطبق التوصيات التي خلصت لها الدراسة، في اختبارات نهاية العام الدراسي الحالي، ومن أهمها: عقوبات صارمة على الطلبة الغشاشين، وأجهزة تشويش للتصدي للسماعات، وعدم السماح بإخراج أيّ وثيقة تتضمن الأسئلة خارج قاعة الامتحان إلّا بعد ساعة على الأقل من بدء الامتحان.

وتوصّلت الدراسة إلى نتائج أهمها أن 30.60 في المئة من أفراد عينة الطلبة قاموا بسلوك الغش في مادة ما في المرحلة الثانوية، و28.90 في المئة سيحاولون الغش في الامتحان عند وجود الفرصة لذلك، ما يعني أن لديهم الرغبة في الغش.

وبيّنت الدراسة، التي حصلت «الراي» على نسخة منها، أن أكثر أساليب الغش في الامتحانات من وجهة نظر المعلمين وفقاً للترتيب هي: استخدام السماعات الصغيرة ثم الهواتف النقالة، فالإشارات باليد وغيرها، واستعمال قصاصات الورق، واستخدام الإشارات المتفق عليها مع الزملاء، فيما جاءت الأسباب من وجهة نظر الطلبة بأسباب تتعلق بالمناهج والإدارة المدرسية، تليها أسباب خاصة بالطالب ثم خاصة بالمعلم، وأخيراً أسباب خاصة بالأسرة والمجتمع المحلي.

وبحسب الدراسة، فإن أهم طرق مواجهة الغش في الامتحانات من وجهة نظر المعلمين هي «تعريف الطالب بالإجراءات التي سيتعرض لها في حال ارتكابه للغش، ومنع دخول التلفونات والأجهزة الإلكترونية إلى قاعة الاختبار، وأن تقوم وزارة الإعلام بالتوعية بخطورة الغش من خلال شخصيات بارزة لها قيمة مجتمعية بالنسبة للشباب بما يناسب أعمار طلبة الثانوية».

وتطرقت إلى الآثار السلبية للغش في الامتحانات، وأهمها «قتل روح المنافسة بين الطلبة، والتقليل من أهمية الاختبارات في تقويم التحصيل المدرسي، وإعطاء نتائج غير حقيقية وصورة مزيفة لنتائج العملية التعليمية تؤدي إلى تخريج أفراد تنقصهم الكفاءة والانضباط في العمل، وستمتد إلى ما بعد الدراسة لأن الموظف الذي اعتاد على الغش قد يستحل المال العام ويمارس الكسب غير المشروع والتزوير في الأوراق الرسمية واستحلال الرشاوى».