د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / «حدس» وحسد!

تصغير
تكبير
الحسد أول ذنب عُصي به الله، وهو يأكل صاحبه لا محالة، ويقض مضجعه، فلا يرتاح في يقظة ولا منام، فالحسود لا يسود، كما يقال، وكما جاء في الأثر أنه لا يخلو جسد من حسد، فالكريم يخفيه، واللئيم يظهره.
الهجمة الشرسة - والتي أعتقد أنها منظمة - التي تتعرض إليها «حدس» منذ عزمها على استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد؛ ذكرتني بالمثل القائل: «إذا طاح البعير كثرت سكاكينه»، فالكل بدأ يناوشها، و«المغمور» إذا أراد مجداً وشهرة فما عليه سوى أن يطعن في استجواب «حدس» ورموزها!
حلفاء الأمس انقلبوا! و«التجمع السلفي» وجدها فرصة على طبق من ذهب للتخلص من خصمه السياسي من يعرف «حدس» ومن لا يعرفها بدأ ينهش في لحمها، ويطعنها من الخلف! فتارة يربطونها بحركة «الإخوان المسلمين»، معتقدين أنها سبة وعار وما علموا أنها تشريف، وتارة يطعنون حركة «حماس» ويربطون ذلك بـ «حدس» ظناً منهم أن ذلك يفقدها رصيدها الشعبي!
أحب أن أنبه أحبتي في «التجمع السلفي» أن الضربة المقبلة ستكون من نصيبكم، وها قد أطلت برأسها! فبالأمس كانت «حدس» وغداً ستكونون مكانها، (والدنيا دوارة). ولإخواني في «حدس» أذكرهم بمقولة أعجبتي تقول: «عظمة عقلك تجلب لك الحساد، وعظمة قلبك تجلب لك الأصدقاء»، فالجزء الأول من المقولة ما نراه هذه الأيام من طعن بالذمم، والمزايدة على الوطنية، وكأنها صك يوزعه البعض على من يشتهي ممن يوافق هواه! والجزء الثاني من المقولة مطلوب أكثر هذه الأيام، فانتبهوا.
إن «الحسد» ضريبة النجاح والتميز يا «حدس»، وما عزمتم على القيام به من تفعيل لمواد الدستور حق شرعي لا ينازعكم فيه أحد، ولا يلومكم عليه إلا جاهل بحقوقه، أو ببغاء لوسائل إعلام مأجورة، أو حاقد حاسد ناقم، أو متزلف ذو مصلحة شخصية!
وهنا أستثني بعض المخلصين الذين انتقدوا الحركة نقداً موضوعياً من دون الخروج عن إطار الأدب، ومن دون التعدي على حريات الآخرين في التعبير، فكلنا خطاء، و«حدس» جزء من هذا الكل، ومن قال إنها معصومة فقد جانبه الصواب.
وأقول لمن يهاجم «حدس» بسوء نية، إنك ترفع أسهمها من حيث لا تعلم، وأدعوك إلى المزيد والمزيد من اللامنطق واللاعقلانية في النقد، لأنك كلما خرجت عن المنطق والعقل وتطرفت في النقد تعاطف الناس معها، والتفوا حول رموزها، فلا تتذاكى على الناس، فأهل الكويت يعرفون الصالح من الطالح.

في الأفق:
الحسد داء منصف، يفعل في الحاسد أكثر من فعله بالمحسود.


د. عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي