جدال على لجنة التحقيق في «داو كيميكال»، وقرار من «حدس» بتوجيه استجواب لسمو رئيس مجلس الوزراء... وتباينت في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض! فلو كنت مكان المقرب من سمو رئيس مجلس الوزراء لنصحته بصعود المنصة وتفنيد محاور الاستجواب مادامت الغالبية بالإمكان التوصل إليها.
إن أفضل تعليق على قرار استجواب «حدس» لسمو الرئيس جاء على لسان النائب خلف دميثير حين قال: «إن الاستجواب لعب عيال»، مطالباً رئيس الوزراء بصعود المنصة و«بط الدمل»، خصوصاً أن «حدس» كانت حليفة للحكومة لزمن طويل، ما يمكن الحكومة من معرفة المداخل المناسبة ومعرفة دواعي الاستجواب غير المعلنة من دون قبول أي مساومة أو تفاوض، مهما كانت الأسباب!
إن الاستجواب المقدم فرصة سانحة للحكومة، كي ترسم استراتيجيتها المقبلة إزاء التعامل مع الكتل بما فيها الحلفاء الحاليين. ونرى أن الاعتماد على المستقلين أفضل، إذ ان عددهم كبير ويمكن الحكومة من توفير عنصر الغالبية الذي يساعدها في المضي قدماً.
صحيح أن الفساد موجود، وقد تظهر التحقيقات الجدية مصادره، وبالتالي القضاء عليه إن أرادت الحكومة والمجلس ذلك، فالمضي قدماً من دون دراسة متأنية للأوضاع التي مرت بها الحكومات المتعاقبة من المؤكد أنه سيساعد في استمرار الفساد.
عيون النواب والشعب شاخصة، وبعضهم جهز مفاتيحه الانتخابية لتوقعه الحل، ونحن هنا نرغب في تجاوز العرف وصعود الرئيس المنصة وتفنيد المحاور واقتلاع الفساد من جذوره: فأين المشكلة؟
قد يتصور البعض السيناريو المقبل، وعجباً لمهلة الستة أسابيع التي ابتكرتها «حدس»، فأي تصور مهما كان إنما ينم عن مدى عمق الفهم والاستيعاب والحنكة لصاحب التصور، وليس كل تصور صحيحا وجميع التصورات قابلة للنقد بما فيها تصورنا هذا! لقد سارت العجلة على طريق متعرج ويطلب من الحكومة القيادة بسرعة عليه؟ فكيف يحصل هذا؟
وأخيراً، طالب محمد الجاسم رئيس مجلس الوزراء بتقديم استقالته وحث «حدس» على عدم التراجع، ونحن معه، ولكن لا لاستقالة سمو الرئيس.
إن الخطأ الحاصل مشترك... وشاءت الظروف المتأزمة في تصوير سمو الرئيس بأنه مقصر، ولكن من هو المقصر في واقع الحال؟
رئيس مجلس الوزراء لديه وزراء يفترض أن يعينوه، ونواب مجلس ينبغي منهم إعطاءه فرصة والأخذ بزمام المبادرة لا التهديد بالاستجواب.
إنها مشكلة في التعامل مع القضايا، وغياب الشفافية، وقصور البعض، ساعد في ظهور المشهد الذي تعايشه البلاد حالياً... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]