عمار تقي / انتصار غزة
6 فبراير 2009
12:00 ص
1243
كما كانت عليه الحال بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006 عندما زايد «البعض» من أبناء جلدتنا على الإسرائيليين أنفسهم برفضهم الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان على إسرائيل، ها هم اليوم يعيدون الكرة مع «حماس»! في صيف 2006 أقر الإسرائيليون أنفسهم بالهزيمة الساحقة أمام «حزب الله» وبالنصر الاستراتيجي الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية على الكيان الصهيوني. لكن «البعض» أبى إلا أن يكون إسرائيلياً أكثر من الإسرائيليين انفسهم عندما انبرى بالدفاع المستميت عن إسرائيل، رافضاً الإقرار بأي هزيمة لحقت بالكيان الصهيوني. الغريب أن الصحافة والإعلام ومراكز الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلية أقرت بالهزيمة في صيف 2006 إلا ذلك «البعض المتصهين» من أبناء جلدتنا أبى الاعتراف بتلك الهزيمة!
اليوم نجد تلك الجوقة نفسها من كتاب وإعلاميين عرب الذين اشتهروا بمقالاتهم المتصهينة يصرون على أن إسرائيل هي التي انتصرت في عدوانها الأخير على غزة، وأن المقاومة الإسلامية في فلسطين قد منيت بهزيمة ساحقة، في الوقت الذي أقر فيه الإسرائيليون أنفسهم بأن الحرب على غزة قد «فشلت» وأنها لم تحقق أهدافها، إلى درجة بات الإسرائيليون أنفسهم يستشهدون بمقالات لكتاب عرب ينتصرون فيها لإسرائيل وتتصدر مقالاتهم موقع الخارجية الإسرائيلية! حتى أن الكاتبة الإسرائيلي سمدار بيري في «يديعوت أحرونوت» العبرية استشهدت بمجموعة من المقالات لكتاب عرب وصفهتم في إحدى مقالاتها الأسبوع الماضي بأنهم يفوقون في إسرائيليتهم الإسرائيليين أنفسهم من خلال دفاعهم المستميت عن إسرائيل، وهو ما يذكرني بأحد هؤلاء المتصهينين الذين يعيشون بين ظهرانينا عندما تمنى في العام 2006 أن يكون جندياً إسرائيلياً! لكن ماذا عسانا أن نقول تجاه من امتشق القلم ليمارس من خلاله فنون... في الدفاع عن الإسرائيليين!
لن أطيل أكثر بالحديث عن أولئك المتصهينين من أبناء جلدتنا من باب أن «الضرب في الميت حرام»، و«كل إناء بما فيه ينضح»! لكنني سأتجاوز هذا الموضوع لأنتقل بالحديث لأسلط الضوء على بعض ما جاء في الصحافة الإسرائيلية عن الفشل الذي مُنيت به إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة!
في الأيام الأولى لوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينين حاولت الصحافة الإسرائيلية أن توحي بأن الحرب الأخيرة قد أعادت إلى الكيان الصهيوني قوة الردع التي تهاوت صيف 2006 من خلال تحقيقها لـ«النصر المزعوم» على غزة، كما أطلق عليه يرمياهو يوفيل من صحيفة «هآرتس»، لكن السؤال المطروح أمامنا: هل حقاً رممت إسرائيل تلك القوة التي تهاوت؟ جدعون سامت من صحيفة «معاريف» العبرية يجيب عن هذا التساؤل بالقول: «صورة الردع للقوة العظمى الإسرائيلية لا تزال تنزف»! موشيه آرنس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أشار في «هآرتس» إلى أن «هناك من يعشقون مفهوم الردع لدرجة أنهم يؤمنون بأن الضربات التي وجهها سلاح الجو إلى لبنان في حرب لبنان الثانية نجحت في ترميم قدرة الردع الإسرائيلية في الشمال! لكن ردع منظمات مثل (حزب الله) و(حماس) موضوع آخر تماماً»! كيف ذلك؟ يجيب أرنس: «الضربات التي تتلقاها تزيد فقط المساعدات المالية التي تتدفق اليها من مؤيديها»! ويضيف قائلا: « لا، لا يمكن ردعهم، «حماس» لم نتمكن من ردعها. الضربات التي وجهت إليها تزيد فقط التأييد لها في أوساط السكان المحليين والمسلمين». ثم يختم مقاله بالقول: «إن فكرة ردع (حماس) هاذية. (حماس) يجب هزمها. والهزيمة معناها تصفية قدرة المنظمة على إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل»!
اللافت في الأمر أن الإسرائيليين لم يكتفوا فقط بالحديث عن استمرار تهاوي قدرة الردع لديهم منذ الحرب على لبنان في 2006 وصولاً الى العدوان على غزة، بل إنهم باتوا يتحدثون اليوم بكل صراحة عن حال الهلع التي أصابت الجيش الإسرائيلي من خلال هروبه من أرض المعركة تماماً، كما حدث في صيف 2006! يقول الكاتب الإسرائيلي غاي بخور في «يديعوت أحرونوت»: «كيف يمكن أن نفسر الحقيقة المدهشة، وهي أن الجيش الإسرائيلي العظيم يهرب من المواجهة في غزة كهروبه من النار وأنه يدعو الله كل صباح أن تستمر التهدئة»؟ ثم يقول: «للأسف الشديد لم يتغير الجيش الإسرائيلي، وكما كانت الحال في حرب لبنان الأخيرة بالضبط لا يريد اليوم القتال ببساطة»! ويردف بخور ساخراً: «آنذاك كما هي الحال اليوم لم يعد هذا هو الجيش الذي يحمي المواطنين، بل المواطنون يحمون الجيش الذي يتقاعس جنوده في الثكنات كجنود من الشوكولاته»!
الآن دعونا ننتقل إلى موضوع مهم أشار إليه وزير الدفاع السابق موشيه آرنس في مقاله السابق، وهو هل استطاعت إسرائيل بعد مرور أكثر من عشرين يوماً على حرب غزة أن تقضي على قدرة «حماس» على إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل أو وقف دخول الأسلحة، والذي كان يعتبر أحد أهم الاهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب؟ جدعون ليفي، المحلل الاستراتيجي البارز، في «هآرتس» يجيب عن هذا التساؤل بالقول: «إسرائيل فشلت في هذه الحرب فشلاً ذريعاً»! والفشل هنا الذي يقصده ليفي هو الفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة. يقول ليفي: «لا يدور الحديث فقط عن الفشل الأخلاقي الكبير، وإنما عن عدم قدرتها أيضاً على إحراز أهدافها المعلنة، لم نحرز شيئاً من هذه الحرب، سوى مئات القبور، والدمار الكثير وانهيار صورة إسرائيل». ثم يردف قائلاً: «إذا كان أول هدف للحرب وقف إطلاق صواريخ القسام فهذا لم يتحقق، لأن الصواريخ ظلت تطلق حتى يومها الأخير، وإذا كان الهدف الثاني وقف التهريب فإنه حسب تقديرات رئيس (الشاباك) سيتجدد التهريب في غضون شهرين». ثم يشير ليفي إلى أنه «إذا كان الهدف الحقيقي من الحرب ترميم قوة الردع الإسرائيلية فإن هذا الهدف لم يتحقق أيضاً لأن الجيش الإسرائيلي لم يعد بناء قدرته»! ثم يختم ليفي مقاله: «إن وصف العملية على أنها انجاز عسكري كما يقول الجنرالات والمحللون ليس أكثر من سخيف، لم نضعف (حماس). فالكثرة الساحقة من مقاتليها لم تصب وسيزيد التأييد الشعبي لها. فهذه الحرب زادت من قوة روح الصمود والثبات لديهم». أما غاي بخور فإنه أقر بحقيقة فشل الهدف الإسرائيلي من الحرب بوقف وصول الأسلحة إلى غزة بقوله: «بالكاد توقفت النار في قطاع غزة، فاذا بـ(حماس) تعود إلى تهريب الصواريخ إلى القطاع، هذا محزن، فبعد جهد إسرائيلي كبير بهذا القدر وأضرار هائلة للطرفين فإن استئناف التهريب الفوري يدل على أنه ليس الكثير تغير ومن غير المتوقع أن يتغير»!
خلاصة القول، إسرائيل، وعلى مدى اكثر من عشرين يوماً خلال عدوانها الهمجي والوحشي على غزة، فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها المعلنة، فهي لم تنجح في ترميم قوة الردع التي تهاوت، ولم تنجح في منع وصول الصواريخ إلى إسرائيل، ولم تنجح في منع وصول الأسلحة إلى غزة. لكن ورغم هذا كله واعتراف الإسرائيليين أنفسهم بفشل العدوان على غزة من تحقيق أي من أهدافها لا يزال «المتصهينون العرب» يصرون على أن إسرائيل قد انتصرت، وهؤلاء نحيلهم إلى كلام المحلل الإسرائيلي سيفر بلوتسكر من صحيفة «يديعوت أحرونوت» علهم يخجلون! يقول بلوتسكر: «(حماس) خرجت من القتال في غزة ويدها هي الأعلى، ونتيجة لذلك ستكون إسرائيل ملزمة رغم أنفها التسليم بموقف (حماس) وتأثيرها الكبير في فلسطين، فـ(حماس) لم تهزم ولم تتمكن إسرائيل من تصفيتها ولم تركع، بل رفضت وتحدت وباتت تطرح شروطها على إسرائيل»!
عمار تقي
كاتب كويتي
اليوم نجد تلك الجوقة نفسها من كتاب وإعلاميين عرب الذين اشتهروا بمقالاتهم المتصهينة يصرون على أن إسرائيل هي التي انتصرت في عدوانها الأخير على غزة، وأن المقاومة الإسلامية في فلسطين قد منيت بهزيمة ساحقة، في الوقت الذي أقر فيه الإسرائيليون أنفسهم بأن الحرب على غزة قد «فشلت» وأنها لم تحقق أهدافها، إلى درجة بات الإسرائيليون أنفسهم يستشهدون بمقالات لكتاب عرب ينتصرون فيها لإسرائيل وتتصدر مقالاتهم موقع الخارجية الإسرائيلية! حتى أن الكاتبة الإسرائيلي سمدار بيري في «يديعوت أحرونوت» العبرية استشهدت بمجموعة من المقالات لكتاب عرب وصفهتم في إحدى مقالاتها الأسبوع الماضي بأنهم يفوقون في إسرائيليتهم الإسرائيليين أنفسهم من خلال دفاعهم المستميت عن إسرائيل، وهو ما يذكرني بأحد هؤلاء المتصهينين الذين يعيشون بين ظهرانينا عندما تمنى في العام 2006 أن يكون جندياً إسرائيلياً! لكن ماذا عسانا أن نقول تجاه من امتشق القلم ليمارس من خلاله فنون... في الدفاع عن الإسرائيليين!
لن أطيل أكثر بالحديث عن أولئك المتصهينين من أبناء جلدتنا من باب أن «الضرب في الميت حرام»، و«كل إناء بما فيه ينضح»! لكنني سأتجاوز هذا الموضوع لأنتقل بالحديث لأسلط الضوء على بعض ما جاء في الصحافة الإسرائيلية عن الفشل الذي مُنيت به إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة!
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
في الأيام الأولى لوقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينين حاولت الصحافة الإسرائيلية أن توحي بأن الحرب الأخيرة قد أعادت إلى الكيان الصهيوني قوة الردع التي تهاوت صيف 2006 من خلال تحقيقها لـ«النصر المزعوم» على غزة، كما أطلق عليه يرمياهو يوفيل من صحيفة «هآرتس»، لكن السؤال المطروح أمامنا: هل حقاً رممت إسرائيل تلك القوة التي تهاوت؟ جدعون سامت من صحيفة «معاريف» العبرية يجيب عن هذا التساؤل بالقول: «صورة الردع للقوة العظمى الإسرائيلية لا تزال تنزف»! موشيه آرنس، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، أشار في «هآرتس» إلى أن «هناك من يعشقون مفهوم الردع لدرجة أنهم يؤمنون بأن الضربات التي وجهها سلاح الجو إلى لبنان في حرب لبنان الثانية نجحت في ترميم قدرة الردع الإسرائيلية في الشمال! لكن ردع منظمات مثل (حزب الله) و(حماس) موضوع آخر تماماً»! كيف ذلك؟ يجيب أرنس: «الضربات التي تتلقاها تزيد فقط المساعدات المالية التي تتدفق اليها من مؤيديها»! ويضيف قائلا: « لا، لا يمكن ردعهم، «حماس» لم نتمكن من ردعها. الضربات التي وجهت إليها تزيد فقط التأييد لها في أوساط السكان المحليين والمسلمين». ثم يختم مقاله بالقول: «إن فكرة ردع (حماس) هاذية. (حماس) يجب هزمها. والهزيمة معناها تصفية قدرة المنظمة على إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل»!
اللافت في الأمر أن الإسرائيليين لم يكتفوا فقط بالحديث عن استمرار تهاوي قدرة الردع لديهم منذ الحرب على لبنان في 2006 وصولاً الى العدوان على غزة، بل إنهم باتوا يتحدثون اليوم بكل صراحة عن حال الهلع التي أصابت الجيش الإسرائيلي من خلال هروبه من أرض المعركة تماماً، كما حدث في صيف 2006! يقول الكاتب الإسرائيلي غاي بخور في «يديعوت أحرونوت»: «كيف يمكن أن نفسر الحقيقة المدهشة، وهي أن الجيش الإسرائيلي العظيم يهرب من المواجهة في غزة كهروبه من النار وأنه يدعو الله كل صباح أن تستمر التهدئة»؟ ثم يقول: «للأسف الشديد لم يتغير الجيش الإسرائيلي، وكما كانت الحال في حرب لبنان الأخيرة بالضبط لا يريد اليوم القتال ببساطة»! ويردف بخور ساخراً: «آنذاك كما هي الحال اليوم لم يعد هذا هو الجيش الذي يحمي المواطنين، بل المواطنون يحمون الجيش الذي يتقاعس جنوده في الثكنات كجنود من الشوكولاته»!
الآن دعونا ننتقل إلى موضوع مهم أشار إليه وزير الدفاع السابق موشيه آرنس في مقاله السابق، وهو هل استطاعت إسرائيل بعد مرور أكثر من عشرين يوماً على حرب غزة أن تقضي على قدرة «حماس» على إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل أو وقف دخول الأسلحة، والذي كان يعتبر أحد أهم الاهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب؟ جدعون ليفي، المحلل الاستراتيجي البارز، في «هآرتس» يجيب عن هذا التساؤل بالقول: «إسرائيل فشلت في هذه الحرب فشلاً ذريعاً»! والفشل هنا الذي يقصده ليفي هو الفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة. يقول ليفي: «لا يدور الحديث فقط عن الفشل الأخلاقي الكبير، وإنما عن عدم قدرتها أيضاً على إحراز أهدافها المعلنة، لم نحرز شيئاً من هذه الحرب، سوى مئات القبور، والدمار الكثير وانهيار صورة إسرائيل». ثم يردف قائلاً: «إذا كان أول هدف للحرب وقف إطلاق صواريخ القسام فهذا لم يتحقق، لأن الصواريخ ظلت تطلق حتى يومها الأخير، وإذا كان الهدف الثاني وقف التهريب فإنه حسب تقديرات رئيس (الشاباك) سيتجدد التهريب في غضون شهرين». ثم يشير ليفي إلى أنه «إذا كان الهدف الحقيقي من الحرب ترميم قوة الردع الإسرائيلية فإن هذا الهدف لم يتحقق أيضاً لأن الجيش الإسرائيلي لم يعد بناء قدرته»! ثم يختم ليفي مقاله: «إن وصف العملية على أنها انجاز عسكري كما يقول الجنرالات والمحللون ليس أكثر من سخيف، لم نضعف (حماس). فالكثرة الساحقة من مقاتليها لم تصب وسيزيد التأييد الشعبي لها. فهذه الحرب زادت من قوة روح الصمود والثبات لديهم». أما غاي بخور فإنه أقر بحقيقة فشل الهدف الإسرائيلي من الحرب بوقف وصول الأسلحة إلى غزة بقوله: «بالكاد توقفت النار في قطاع غزة، فاذا بـ(حماس) تعود إلى تهريب الصواريخ إلى القطاع، هذا محزن، فبعد جهد إسرائيلي كبير بهذا القدر وأضرار هائلة للطرفين فإن استئناف التهريب الفوري يدل على أنه ليس الكثير تغير ومن غير المتوقع أن يتغير»!
خلاصة القول، إسرائيل، وعلى مدى اكثر من عشرين يوماً خلال عدوانها الهمجي والوحشي على غزة، فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها المعلنة، فهي لم تنجح في ترميم قوة الردع التي تهاوت، ولم تنجح في منع وصول الصواريخ إلى إسرائيل، ولم تنجح في منع وصول الأسلحة إلى غزة. لكن ورغم هذا كله واعتراف الإسرائيليين أنفسهم بفشل العدوان على غزة من تحقيق أي من أهدافها لا يزال «المتصهينون العرب» يصرون على أن إسرائيل قد انتصرت، وهؤلاء نحيلهم إلى كلام المحلل الإسرائيلي سيفر بلوتسكر من صحيفة «يديعوت أحرونوت» علهم يخجلون! يقول بلوتسكر: «(حماس) خرجت من القتال في غزة ويدها هي الأعلى، ونتيجة لذلك ستكون إسرائيل ملزمة رغم أنفها التسليم بموقف (حماس) وتأثيرها الكبير في فلسطين، فـ(حماس) لم تهزم ولم تتمكن إسرائيل من تصفيتها ولم تركع، بل رفضت وتحدت وباتت تطرح شروطها على إسرائيل»!
عمار تقي
كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي