استبشرت الأوساط الكويتية خيراً بالأخبار المتواترة بترشيح السيد عبدالعزيز العدساني لتولي منصب رئاسة ديوان المحاسبة خلفاً للمغفور له بإذن الله براك المرزوق، الرئيس السابق للديوان، وبعد الاعتذار الكريم للسيد أحمد الكليب عن ترشحه للمنصب ذاته. ويدعم اختيار رئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي الموفق للعدساني لما سطره الأخير في تاريخه السياسي والعملي من أداء سياسي مقدر وخبرات متراكمة من خلال تولي مهام عدة في المؤسسات ذات البعدين التنفيذي والتنموي، كرئاسة المجلس البلدي والأمانة العامة لمنظمة المدن العربية.
إن المهام التي تنتظر السيد عبدالعزيز العدساني في إدارة دفة ديوان المحاسبة مهمة وحساسة، فديوان المحاسبة يحتل مكانة أساسية في النظام الرقابي للدولة، وهو الذراع الأيمن لمجلس الأمة في أدائه لأدواره الدستورية والرقابية، ويعد من أهم المؤسسات التي لها دور في توجيه الحكومة ومؤسسات الدولة نحو تطبيق القانون والحد من انتهاك المال العام وتحسين الأداء الحكومي.
ولتحقيق الديوان لأهدافه المرسومة في ظل الواقع السياسي الحالي المضطرب فإن رئيس الديوان القادم مطالب بأن ينوء بالديوان عن التجاذبات السياسية والفوضى الحكومية في إطار كفالة قيام الديوان بأداء أدواره الرقابية من دون تدخل المتنفذين في الحكومة أو المجلس. كما أن رئاسة الديوان عليها واجب تحديد، وبشكل مؤسسي ومرسوم، طبيعة العلاقة المطلوبة بين كل من الديوان والسلطات الدستورية الثلاث (مجلس الأمة - الحكومة - القضاء) متجاوزاً الاختلال البيّن بين الصلاحيات الدستورية في واقع العلاقة القائمة بين تلك السلطات والمنعكسة سلباً على الديوان، وبما يحقق دوراً أكثر حيوية وحيادية للديوان. كما أنه منتظر أن يقوم رئيس ديوان المحاسبة بتطوير القوانين المنظمة لعمل الديوان، خصوصاً منح الديوان صلاحيات رقابية أكبر على الأداء في إطار معايير الجودة والكفاءة والفاعلية والاقتصاد لتدعيم الأداء الإداري للدولة وصلاحيات أخرى للرقابة والتوجيه والتوعية تأتي ضمن مهام الدولة في مكافحة الفساد بشتى صوره.
ولا يفوتني أن اشير إلى أن العاملين بالديوان يتحملون أعباء كبيرة ضمن واجباتهم الرقابية والوظيفية وضغوطاً من الأطراف كافة، مما يتطلب توفير أقصى صور الدعم والحماية وتوفير الجو المناسب لإنجاز مهامهم والحوافز اللازمة لمكافأة المجد والمجتهد منهم.
إننا على قدر من التفاؤل بقدوم السيد عبدالعزيز العدساني لإدارة دفة الديوان، وبإذن الله خير خلف لخير سلف، وربان نراهن عليه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الكويت.
محمد الدلال
كاتب كويتي
[email protected]