محمد الوشيحي / آمال / الكويت تتجه حرقا

تصغير
تكبير
كلما جلسنا على الرصيف نسترد انفاسنا الغائبة ونمسح عرقنا بعد رحلة غباء طويلة، صرخ في وجوهنا البعض: «ليس الآن»، وعلى رأس هؤلاء الصارخين سعادة الوكيل محمد باقر المهري.
بوصلة سعادة الوكيل لا تحوي سوى اتجاه واحد، الشرق، ولا شيء سوى الشرق. والشرق حرْق. وإن بدأ يظهر «اتجاه الشمال» في بوصلته في الآونة الأخيرة، لكنه شمال يتيم يعيش مع أمه الشرقية. وسعادة الوكيل سيربطنا من أعناقنا وسيستخدم كل حروف وأدوات الجر ليجرنا بها باتجاه مؤشر بوصلته. حيث السادة هناك، ونحن العبيد، ويجب أن نتشرف بأن نكون عبيدهم. وهو الوكيل في الكويت، ونحن الطلبة، وسيصحبنا الوكيل للناظر ليضربنا أمامه.
ويوم السبت، أمس، قرأت في إحدى الصحف تصريحا لسعادة الوكيل هاجم فيه «المتزمتين» وطالب بعودة الفالي، والفالي هو الذي أثبت أن في الكويت براكين قابلة للانفجار، بعكس ما يدّعيه علماء الجيولوجيا، وهو داعية إيراني طيب سريرة، خطبته تقود إلى الصرقعة والطرقعة مباشرة، وإلى الاقتتال الطائفي على مراحل، بالتقسيط المريح، ومن دون كفيل، فقط أحضر بطاقتك المدنية وتعال لتقتل أخاك، شعاره كما أراه «ما أجمل التقتيل في الشوارع، والكبدة والكوارع».

وقبل يومين، وأثناء جلوسنا في الديوانية وتنقلنا بين المحطات الفضائية، توقفنا عند أغنية وطنية قديمة بثتها إحدى الفضائيات الكويتية، وما أن انتهت حتى خرج إلينا متدين يرتدي البذلة ويخطب بلهجة عراقية صافية لا شوائب فيها، فبدأ قصيدته بشتم يزيد ومعاوية. أما يزيد فشتمهٌ لا يٌغضب المتدينين السُنة، كما أظن، بينما سيُشعل شتم معاوية فتائل البارود في صدور غالبية السنة، متدينين وغير متدينين، وستخرج بسببه أسلحة الغضب من مخابئها، وسيثور الناس، وسينقلب البلد أيما انقلاب. وليش كل هذا يا الأخو يا صاحب القناة؟ لأن الحبل على غاربي، والعين الحكومية خجلى / صدقت ولكن متى سيعبر «باص الناقورة»؟ قريبا، قريبا جدا.
باقر الفالي والآخر الخطيب العراقي، أو ذو اللهجة العراقية، ليسا كويتيين، بل يلعبان هنا كمحترفين. وقوانين الرياضة في العالم كله تمنح إدارة النادي حق اختيار لاعبيه المحترفين، إلا في هذا النادي، نادي الطائفية، إذ تقوم إيران بفرض اللاعب المحترف على الإدارة والمدرب والجمهور. وإيران لديها فائض من المحترفين تنثرهم في أصقاع الأرض، وتجلس منتظرة بالورقة والقلم لتحسب حصادهم وتمنحهم نسبة من الأرباح نهاية العام، ودعاتها لا يحملون معهم سوى قوت يومهم و«جركن» بنزين وعود ثقاب، فقط، والرزق على الله، و«عشاء الغلابة عليك يا رب».
من يعتقد بأن إيران لم تنته من بناء مفاعلاتها النووية، فليسأل نفسه: ماذا يكون الفالي، وردة جوري، أم قنبلة نووية بغطاء متحرك؟... والخير قدام يابا.
***
كل يوم نتعلم شيئا جديدا... الست المسؤولة النفطية الكبيرة غضبت بعد إلغاء مشروع «داو كيميكال» وقالت: «الحكومة غدرت بنا»! وأنا قسما بالله كنت أعتقد بأن شركات النفط تتبع الدولة أبا عن جد، أثاريني غلطان.
محمد الوشيحي
alwashi7i@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي