تركي العازمي / جلسة غزة بين التحقيق و«الهوشة»!

تصغير
تكبير
أحياناً نقول إن هناك خطأ حصل في جلسة مجلس الأمة وإنه لن يتكرر، ولكن أثبتت الأيام اننا لم نفهم ولم نكن ملمين بما حدث، لأن الشوائب مازالت تتحرك في خلجات أنفس بعض النواب لاختلاف أيديولوجياتهم وكل يغني على ليلاه.
في جلسة غزة التي كانت في يوم الأربعاء الموافق 14 يناير 2009 أجمع النواب على نصرة غزة قولاً وفعلاً بالتبرع براتب شهر، وفي الجلسة ذاتها ضاعت الهمة وحلت النكسة على وقع الـ «الهوشة» التي حصلت بين اثنين من نخبة أعضاء مجلس الأمة... وضاع التحقيق الذي استماتت «حدس» على المطالبة فيه حتى بعد إضافة قضية المصفاة الرابعة وقضايا آخرى.
«كي داو» و«المصفاة الرابعة» وقضايا مازالت عالقة تبحث عن الحقائق ولا نعلم إن كانت الحقيقة مرة أو خلفها دوافع لا يراد لها أن تكشف، وجاء وصف الدكتور ناصر الصانع الذي صوّر لنا الحكومة بأنها لا تريد الكشف عن الحقيقة بحاجة إلى تفسير حكومي، فهل بالفعل الحكومة لا تريد كشف الحقيقة؟
إنه في مرحلة النضج السياسي يستطيع الفرد التمييز بين الغث والسمين: فأين الغث؟ ومتى نحصل على الصيد السمين؟
وفي مرحلة النضج يحدق الرجال في أطراف البدن، وهي تتحرك مندفعة تقصد القتال، وكأنها تبحث عن فريسة ويعطي المراقب فرصة واحدة فقط كردة فعل وهي «فك الفك .... كلكم حبايب»!
هل هناك نضج سياسي وسلوكي في مجلس الأمة؟ لا أظن الأمر في متناول البعض، لأن القلة تبحث عن المشكلة، حتى ولو كان السواد الأعظم ينادي بالتهدئة!
عزيزي القارئ والقارئة لا تنظرا لأسطري هذه بحال من الدهشة، فهذا حدث في مجلس الأمة، وقبلها حادثة الكأس ومادامت الأنفس مشحونة حتى وإن أعطيناها مسكناً موضعياً فإنها ستعود بعد فترة محدودة للنمط السلوكي نفسه وتعال «رقع»!
المسافة مازالت بالأمتار ومتى ما وصلت إلى بعد خطوة فسلم على العقال والغترة!
دعونا نتماسك، اتركوا عنكم الخلاف واسمحوا للناس تشاهد روحاً جديدة في عطائكم الذي لن يكون في متناولكم بهذه الطريقة التي لمسناها من جلسة الأربعاء الفائت.
كلكم إخوان، ونحن نبحث عن الحقيقة ولا نريد غير الحقيقة سواء بالنسبة إلى القضايا الخلافية أو حتى على مستوى الدوافع التي غيّرت سلوك البعض.
أنتم أحبة لنا ونريدكم أن تفهموا حساسية الأوضاع، وأن الخطأ لن يستمر مهما كانت الظروف والملابسات، ونتمنى أن نشاهد منكم توافقاً، كما نتمنى أن نجد خطة الحكومة متفقاً عليها ولها رجال على مستوى قيادي رفيع ينتشل البلاد من هم الانحدار في مستوى الخدمات والشفافية... والله المستعان!

تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي