ممدوح إسماعيل / الصهاينة... قنبلة فوسفورية

تصغير
تكبير
العدوان الهمجي الصهيوني الذي بدأ على غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، أسبوعين لم يشبع نهمه من تدمير المنازل والمساجد والمدارس وقتل المدنيين أطفالاً ونساءً وشيوخاً، فالدماء يتم سفكها بصورة بشعة وسط عجز العربي وتواطؤ الدولي دفع العدو الصهيوني إلى التمادي في إجرامه.
ففي ظل ذلك الإجرام الصهيوني قال أحد الأطباء الوافدين على غزة - لإحدى القنوات الفضائية - إنه رغم خبرته أكثر من ثلاثين عاماً لم يرَ مثل تلك الجروح والإصابات القاتلة، وبالطبع لم يرها، ولكن المقاومة تعرفها، فهي نتيجة القنابل الفوسفورية التي يلقيها العدو الصهيوني على أهل غزة.
وهو ما كشفته صحيفة «التايمز» البريطانية يوم 8 يناير أن الجيش الإسرائيلي استعمل قنابل الفوسفور الأبيض في الحرب التي يشنها على قطاع غزة، ويتفاعل الفوسفور الأبيض مع الأكسجين بسرعة كبيرة، وتنتج عن هذا التفاعل غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الأبيض الكثيف.

والفوسفور الأبيض يحرق جسم الإنسان ولحمه ولا يتبقى منه إلا العظام، فهي تذيب الجسم حتى العظم ولا تتفاعل إلا مع الذرات التي فيها ماء، بالإضافة إلى كون الفوسفور الأبيض سلاحاً محرقاً تنبعث منه أثناء اشتعاله سحابة كثيفة من الدخان تستغلها الجيوش للتغطية على تحركات الجنود.
وتحرم اتفاقية جنيف العام 1980 استخدام الفوسفور الأبيض ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن بها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب.
ولقد سبق للقوات الأميركية أن استخدمته في حربها على مدينة الفلوجة العراقية العام 2004، وكشفت ذلك قناة إيطالية كما استخدمه الصهاينة في حرب لبنان العام 2006. وقد ارتفع صوت المنظمات الحقوقية الدولية، مثل «هيومان رايتس ووتش»، منددة باستخدام هذه القنابل، وارتفع صوت الحقوقيين الذين يطالبون بمحاكمة دولية لمجرمي الحرب الصهاينة.
ولكنني أقول للجميع إن وجود الصهاينة المحتلين لفلسطين والسياسة الصهيونية كلها قنبلة فوسفورية لأنها تقضي على ماء الحياة والحرية والكرامة والحق للشعب الفلسطيني، فالكيان الصهيوني كله قنبلة فوسفورية ينبغي إزالته وتطهير المنطقة منه، فهو كيان فاسد للبيئة وللقيم والحقوق الإنسانية كلها التي عرفتها البشرية من لدن آدم (عليه السلام) حتى نهاية البشرية.
ولم تفلح القوانين الدولية ولا المجتمع الدولي ومؤسساته في وقف هذا الكيان الفوسفوري المجرم عن وقف مفاسده في الأرض الفلسطينية، فهو يغطي جرائمه كالقنبلة الفوسفورية بسحب كثيرة من الدخان منها المساعدة الدولية التي يلقاها من الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية.
وإذا كانت القنبلة الفوسفورية تتفاعل مع الأكسجين فتقضي عليه فوجود الكيان الصهيوني واستمراره في جرائمه يُعد إعلاناً واقعياً بتهديد كل ذرة أوكسجين في المنطقة العربية، فهو وجود خانق للحرية في المنطقة، كما أن الذين يتعاونون مع هذه القنبلة الفوسفورية الصهيونية في المنطقة يقضون على كل ذرة ماء وخير في المنطقة العربية.
وكما لم تنفع السياسة والمؤتمرات والقرارات الدولية لوقف استخدام القنبلة الفوسفورية فلن ينفع مع العدوان الصهيوني إلا المقاومة، فهي الحل الوحيد للبقاء أحراراً نتنفس ونعيش في الحياة، فلا حياة من دون ماء، والكيان الصهيوني قنبلة فوسفورية تقضي على الماء فينبغي مقاومته، وإزالة من يريد القضاء على حياة الأمة العربية وليس أهل غزة فقط.
ممدوح إسماعيل
محامٍ وكاتب مصري
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي