د. وائل الحساوي / نسمات / كثرة قممكم... دلالة هزيمتكم

تصغير
تكبير
أقول للمتحمسين لاستصدار قرار من الأمم المتحدة لإيقاف الهجوم البربري على غزة، ولكل اصحاب المبادرات العرب وغيرهم:
اربأوا بأنفسكم فإسرائيل قد حددت موعدا للانتهاء من عملياتها مع قرب تولي الرئيس الاميركي الجديد اوباما بعد ان حققت الاهداف التي ارادتها، فالعملية مطبوخة منذ شهر فبراير الماضي بالتواطؤ مع الادارة الاميركية، وان كان من شيء يضغط بقوة على الاسرائيليين لوقف الهجوم فهو تزايد اعمال المقاومة الباسلة ضدهم وتحقيقها لضربات موجعة لجيشها الجبان اضافة الى تزايد الغضب الشعبي العالمي الذي وصل حدا يكاد يقلب به الطاولة على اسرائيل.
اذا فشكرا (عمرو موسى) وشكرا (بان كي مون) وشكرا ابو الغيط وشكرا لقممنا العربية الباسلة، فلن تزيد تحركاتكم على ان تكون اصفارا مصفوفة على الشمال.

أدمي ميزانية للانتخابات
يدفع المرشحون للانتخابات في الكويت آلاف الدنانير ليصلوا إلى الفوز، وفي الولايات المتحدة الاميركية يدفعون الملايين لتحقيق الفوز، لكن اكبر فاتورة يدفعها العالم - وليس المرشح - للفوز هي الفاتورة التي دفعها (ايهود باراك) رئيس حزب العمل الاسرائيلي، فعندما خرج في برنامج تلفزيوني اسرائيلي في نهاية شهر ديسمبر الماضي ليخبر الاسرائيليين بأنه قد يفوز في انتخابات رئاسة الوزراء المقبلة فإن الجميع قد ضحك عليه بسبب ضعف شعبيته، لكنه كان رجلا بمعنى الكلمة فقد خطط لحرب ابادة لم يشهد لها العالم مثيلا وبذلك اصبح باراك هو الاكثر شعبية في اسرائيل والمرشح لفوز ساحق في انتخابات فبراير، ومادامت اشلاء الضحايا ودماء الابرياء هي الثمن الانتخابي في اسرائيل فهنيئا لشعبها وقادتها هذه الديموقراطية!
وماذا قدمت إيران لكم يا شلح؟!
الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الذي تعتبر حركته هي بوابة ايران الى فلسطين فكريا وحركيا (رمضان شلح) قال في تصريح ملغوم: «الدم الفلسطيني ليس سلعة كي يناقش في قمة اقتصادية في الكويت» ومع تقديرنا لمعاناة اخواننا في فلسطين المجاهدة لكن هذا الكلام مليء بالمغالطات اذ ان القمة كانت مقررة منذ اكثر من عام، وهي لقاء تشاوري بين زعماء العرب وليست سوقا تجاريا. كذلك فإن العرب كان امامهم عشرون يوما لعقد قمة سياسية لكنهم لم يفعلوا، فما ذنب الكويت التي لم تتخلف عن اي قمة عربية، وقد اوضحت الكويت منذ البداية بأن قمتها ستخصص جزءا كبيرا من جدول اعمالها لغزة، وما المساعدات التي اوصى بها وزراء الخارجية لدعم غزة (2 مليار دولار) الا تنفيذ فعلي لدعم اهل غزة.
وكنت اتمنى من شلح ان يخبرنا عما فعلته ايران التي تتشدق بدعم القضية الفلسطينية والدول والاحزاب التي تدور في فلكها اكثر من التصريحات الفارغة ومنع المتطوعين الايرانيين من الذهاب إلى غزة لنصرة الشعب الفلسطيني؟!
شخصيات نحترمها
بعض الشخصيات السياسية غير العربية لا يملك الانسان إلا ان يبدي اعجابه بمواقفها المبدئية ويقارنها بالمواقف الملتوية لكثير من السياسيين العرب، فبالإضافة إلى موقف رئيس فنزويلا ورئيس بوليفيا في طرد السفراء الاسرائيليين من بلادهم اعجبني موقف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة (من نيكاراغوا) الذي كان يناقش مع وفود الدول اصدار قرار يطالب فيه اسرائيل بالتوقف عن عدوانها، فوقف مندوب اسرائيل يحتج على اضطلاع الأمم المتحدة بهذا الدور فرد عليه بعفوية ومن دون تحضير: «أتريد ان تعرقل اجتماعات الامم المتحدة وتمنعنا من استصدار القرارات؟! تمنيت لو ان دولتكم قد احترمت عشرات القرارات التي اصدرتها الأمم المتحدة خلال اربعين عاما ضدكم دون ان تحترموها أو تنفذوها».
د. وائل الحساوي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي