No Script

أصبوحة

لقاء الحكمة

تصغير
تكبير

ما خاب حاكم يوماً استند على شعبه واستقوى به، فقوة الحاكم واستقرار الدولة يأتيان بتكاتف الشعوب مع حكامها، فقوته لا تعتمد على جيوشه أو أجهزته فقط، بل القوة الحقيقية هي بوجود جبهة شعبية وطنية تشكل السد والسور المانع من الأخطار، وتضع أساساً لتطور البلد وتقدمه ومنعته.
فالاعتماد والاتكاء على الشعب يعني تهديم الحواجز بين الحاكم وشعبه، ويعني الصلة العضوية بينهما التي تضمن الاستقرار والأمان، وأساس حماية الدولة من الأخطار الداخلية والخارجية، وكما أن العدل أساس الملك، يكون الحب والولاء للحاكم وللدولة.
ولذا، فقد تلقى الشعب الكويتي خبر استقبال سمو نائب الأمير ولي العهد، للشخصية الوطنية المرموقة الدكتور أحمد الخطيب، بتفاؤل كبير وانشراح وترحيب بالخطوة الصحيحة، فالدكتور الخطيب من الآباء المؤسسين للدستور ومجلس الأمة، وقد عاصر شؤون الدولة وتحولات الأحداث السياسية والاجتماعية منذ خمسينات القرن الماضي.
وأمضى أحمد الخطيب جل شبابه وحياته، في خدمة الكويت وقضاياها، سواء من موقع المعارضة لأسلوب الإدارة الحكومية، أو من موقع الناصح المخلص لقيادات البلد العليا، ولم يحمل معه لا سراً ولا جهاراً أدنى طموح شخصي، ويوجد أمثاله من أبناء الكويت المخلصين الكثير، الذين هم على استعداد لتقديم الرأي والمشورة، دون أغراض خاصة أو طموحات ذاتية.
لقد كان أحد عوامل بقاء دولة الكويت أثناء الغزو والاحتلال، تمسك الشعب الكويتي بأرضه وشرعية الحكم، وأثبت أبناء هذا الوطن العزيز، أنهم خير سند سواء في مؤتمر جدة الشعبي، أم في الصمود الرائع والتضحيات الهائلة، أم في العمل الدؤوب في الخارج من أجل عودة الكويت لهم.
كما أثبتت هذه الجائحة التي نمر بها، مدى ولاء أبناء وبنات الكويت لوطنهم، من خلال الأعمال التطوعية والتبرعات السخية، وتقديم الكثير من الخدمات للشعب في محنته، وإذا ما رجعنا لأزمان ماضية، فسنجد التفاني والبسالة في الدفاع عن الكويت ضد الغزاة، هذا عدا مساهماتهم في بناء مؤسسات الدولة المدنية، مثل المجلس البلدي ومجلس التعليم والمدارس النظامية والجمعيات الثقافية وغيرها.
نستطيع أن نطلق على لقاء سمو نائب الأمير ولي العهد بالدكتور أحمد الخطيب «لقاء الحكمة»، لقاء جمع اثنين ممن قدموا ما استطاعوا لخدمة الكويت وقضاياها في العقود السابقة، ولذا استبشر الشعب خيراً من هذه الخطوة الصحيحة، في طريق إعادة الاعتبار إلى مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المؤسسات والقانون، وإعادة الألق لشعلة التنوير الثقافي والإشعاع الفكري.


osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي