غصّت بالمستأجرين... وساحاتها الترابية مرتعٌ للكلاب الضالّة
«سعد العبدالله»... مدينة المطبّات!
- مواطنون لـ «الراي»:
- المدينة منسية من التشجير... ومساحاتها الشاسعة بلا أي استغلال
- - منظر الدوارات يبعث الشجن في مدينة مصنفة من المدن الذكية
- - المطبات كل 200 متر وبعضها من صنع أصحاب المنازل
- - قطعان الكلاب تجول بين البيوت وعلى الدوارات وأمام الجمعيات
- - المطر نقمة بسبب «التقحيص» حتى ساعات الفجر
- - الإيجارات سبب مشكلة انعدام المواقف وفي المناسبات تغلق الشوارع
- - مداخل ومخارج محدودة لمدينة تضم آلاف الوحدات السكنية
بين معسكرات وزارة الدفاع، ومصانع الطابوق والإسمنت، تستلقي «سعد العبدالله»، المدينة الأكبر مساحة وسكاناً في محافظة الجهراء، والتي تتكون من 11 قطعة، تضم آلاف الوحدات السكنية بين قسائم ومبانٍ حكومية وآلاف المواطنين والمقيمين.
وما بين نسيان وإهمال، يطوي أهل المدينة أيامهم بعد أن أغمضت الخدمات عنها عينها، وهجرتها هيئة الزراعة، فلا تشجير ولا تخضير ولا لمسات جمالية تزهو بها الشوارع والدوارات والساحات الترابية، فكأنها في عين ساكنيها «الأرض القفر في عز فصل الربيع».
«مدينة المطبات» التي لا تحسد على إطلالاتها الأربع: مصانع أمغرة - معسكرات الجيش - صحراء الدائري السادس - طريق الجهراء السريع، غصت بالمستأجرين، وهي الأكثر كثافة سكانية في مدن الجهراء، إلا أنها تفتقر إلى المتنفس الذي يعيد إلى كهولتها الشباب، فإطلالتها على التراب ومخلفات السكراب، يبعث الشجن لدى أهلها، فلا خضرة ولا ماء ولا معلم جميلاً يطل عليه ذلك الوجه الحسن.
«الراي» تجولت في المدينة الترابية، وتحدثت إلى بعض قاطنيها عن أهم المشكلات التي تخيم في سماء مدينتهم، حيث أكد حمود الشمري أن مدينة سعد العبدالله، تعتبر من أكبر المدن السكنية مساحة، وبها كثافات سكانية مهولة، بسبب الإيجارات، ولكن للأسف تغيب عنها معظم الخدمات الضرورية، وأهمها التشجير واستغلال الساحات الترابية التي أصبح منظرها مدعاة للحزن، مشدداً على ضرورة تحويل بعض الساحات إلى حدائق عامة للعائلات، والبعض الآخر يجب أن يستغل من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة، في إنشاء ملاعب رياضية، يتم من خلالها استثمار أوقات الشباب خاصة في العطلة الصيفية.
واستغرب الشمري أن مدينة بحجم سعد العبدالله، تضم 11 قطعة سكنية لا توجد بها أي حديقة عامة، وساحاتها الترابية الشاسعة لم تستغل منذ نشأتها، حتى أصبحت مرتعاً للكلاب الضالة، فيما هناك مدن أصغر مساحة وأقل كثافة سكانية، تحتوي على حدائق ومنتزهات وأماكن ترفيه وصالات رياضية للشباب، متسائلاً «لماذا هذا الإهمال والنسيان؟»، مؤكداً أن منظر الدوارات يبعث على الشجن، في مدينة مصنفة من المدن الذكية.
وتطرق ناصر الشامان إلى مشكلة وصفها بـ «المزعجة جداً»، وهي المطبات في الشوارع الخارجية والداخلية للمدينة، حيث الآلاف منها تتزاحم بشكل عجيب كل 200 متر، فيما هناك مطبات إضافية في الشوارع الداخلية من صنع بعض أصحاب المنازل، مستغرباً العقول الهندسية التي اقترحت هذه المطبات بهذه الأعداد، ومعظمها مفاجئة لمرتادي الطريق رغم أن «عيون القط» لإنارة المطبات أمام المركبات، حل سهل ومثالي لتلافي تلك المشكلة المزعجة، التي حطمت الهيئات الأمامية لمعظم السيارات خاصة في المساء.
وفيما شدد على ضرورة تقليل المطبات، خاصة وأن المدينة كبيرة وقليلة المداخل والمخارج، أكد الشامان أن هذه مشكلة أخرى تصيب سكان المنطقة وزوارها بالإزعاج، منذ لحظة الخروج وحتى بلوغ الشارع الرئيسي، فالمطبات لا تعد ولا تحصى، وزوار المنطقة بحاجة إلى خريطة لمعرفة المخرج إلى الطريق العام.
واعتبر سعد العاقول، أن ظاهرة الكلاب الضالة أصبحت ملفتة للنظر في المدينة، حيث تسرح وتمرح من دون أي اهتمام من الجهات المعنية، وفي بعض الأحيان نرى قطيعاً منها، يتجول بين البيوت وعلى منعطف الدوارات، وأمام الجمعيات التعاونية، وهذه وإن لم تشكل خطراً على النساء والأطفال، فربما تحمل بعض الأوبئة للمدينة، ناهيك عن منظرها غير الحضاري.
ومن الكلاب الضالة، إلى ظاهرة «التقحيص»، حيث قال العاقول إن المطر، وهو الرحمة الإلهية التي تحيي الأرض، وننتظره سنوياً، في موسم الشتاء أصبح نقمة في «سعد العبدالله» بسبب «التقحيص» المستمر حتى ما بعد ساعات الفجر، والاستعراض في السيارات عند بعض الدوارات والشوارع الداخلية، حيث تقف السيارات في طابور طويل أحياناً لمدة نصف ساعة كاملة، حتى ينهي المستعرض وصلته، ويسمح لها بالحركة، وسط غياب أمني كبير في المدينة المترامية الأطراف.
ولفت إلى مشكلة الإيجارات الجنونية في هذه المدينة، واعتبرها سبباً رئيسياً لانعدام مواقف السيارات لأصحاب القسائم الداخلية، غير المطلة على الساحات، مؤكداً أن في بعض المناسبات: عشاء، عرس، تجمع في ديوانية، يغلق الشارع بالكامل ويعيش قاطنو المنطقة حالة إزعاج كبرى، قد تندلع المشاجرات على إثرها أحياناً بين بعض الجيران.
قضايا
مشكلات مرورية
قال خالد الشامان إن مدينة سعد العبدالله من أكثر المناطق السكنية، التي تضم بين أحيائها حضانات للأطفال، وهذا سبب إضافي لانعدام مواقف السيارات وخلق المشكلات المرورية في الشوارع الداخلية، مطالباً وزارة الشؤون والبلدية بتنظيم عملية إنشاء الحضانات في المناطق السكنية.
خريطة للزوار
اقترح حمود الشمري أن تقوم محافظة الجهراء بتبني مشروع تكثيف اللوحات الإرشادية في الشوارع الداخلية، ومنها خرائط عامة للمنطقة يتم وضعها في أماكن مختلفة، يستطيع من خلالها الزائر والمقيم، معرفة مخارج المدينة ومراكزها الخدمية ومحطات الوقود، دون عناء البحث والدوران.
ورد... ونوافير
في مدينة التراب؟
استغرب سعد العاقول بقاء وجه مدينته مشوهاً منذ نشأتها وحتى الآن، حيث الإطلالات الترابية والساحات القاحلة والدوارت المعطلة من الزينة، قائلاً إن «الله جميل يحب الجمال والقلب يعشق كل جميل، فما الضير في تزيين الدوارات بالنوافير والورد والشلالات؟ وما الضير في إجراء حملة تشجير في المدينة الغارقة في التراب؟».
مقهى شعبي
طالب خالد الشمري بضرورة إنشاء مقهى شعبي في المدينة، أسوة بالمقهي الشعبي في الصليبخات، وتخصيص أرض مناسبة لإنشائه، سواء في منطقة السكراب القديمة، أو في منطقة إرحية، أو على طريق الجهراء السريع، مؤكداً أن المنطقة كبيرة وتضم آلاف المواطنين والمقيمين، ولا يعقل أن تبقى بلا متنفس.
الشارع اليتيم
وصف الشمري الشارع المخصص لهواة رياضة المشي بـ«الشارع اليتيم»، الذي يفتقر إلى كل مظاهر الاهتمام، حيث الإسفلت المتهالك والإطلالة الموحشة، وانعدام أبسط الخدمات، مقارناً بينه ونظرائه في المناطق الأخرى، حيث الفرق شاسع، فهناك المظلات المتناسقة والأشجار الجميلة والطريق المعبد وكراسي الاستراحة، وهنا الإطلالة القاحلة على طريق الدائري السادس.