حوار / «الكتابة المشتركة تفتح آفاقاً إبداعية جديدة نتيجة النقاش والعصف الذهني»
بن عامر والنبهان لـ «الراي»: نريد مظلة تحمي حقوق كتّاب السيناريو... وترعى مشاريعهم الإبداعية






- النبهان: الدراما غير معنية بنقل الواقع كما هو
- بن عامر: توجد بعض الأفكار للسينما ضمن مشروعنا الكتابي
شدد الكاتبان صالح النبهان وشيخة بن عامر على أهمية وجود مظلة «تحمي حقوق كتّاب السيناريو وترعى مشاريعهم الإبداعية، خصوصاً أن هناك نصوصاً أعلن كتابها بعد مشاهدتها على الشاشة أنها ليست النصوص التي سلموها للمنتج».
النبهان وبن عامر كشفا في حوارهما مع «الراي» عن مشروعات عدة، يعملان على بلورتها حالياً لتبصر النور تباعاً، أهمها «المشروع الطموح»، والذي يحمل في ثناياه مجموعة من الأفكار التي يعكفان على تطويرها بوضع خطة عمل لتناولها وفق جدول زمني محدد، بالإضافة إلى مشروعات للفن السابع، قالا إنهما يفضلان التأني وعدم الاستعجال للإعلان عنها في الوقت الراهن.
كما تطرق الكاتبان إلى تجربتهما المشتركة في مسلسل «سما عالية»، الذي تكفّل محمد دحام الشمري في إخراجه، وتشاركت في بطولته نخبة كبيرة من نجوم الدراما، حيث يلقي العمل أضواء مكثفة على «معاناة المرأة الكويتية» وصراعها على مدى عقود مضت، لنيل حقوقها كاملة.
• في البداية، نود التعرف على تجربتكما في الكتابة المشتركة كمؤلفين لمسلسل «سما عالية»؟
- النبهان: الكتابة المشتركة هي تجربة فريدة بحد ذاتها. أنت هنا لا تحتكم لفكر واحد وعين واحدة وبصيرة واحدة ولغة واحدة، وإنما جمع من الأفكار والرؤى وتبادل الخبرات.
- بن عامر: أضف إلى ذلك أن مجالات وزوايا الرؤية متعددة، تغطي ما يغيب عنك وتفتح لك آفاقاً إبداعية جديدة نتيجة النقاش والعصف الذهني الذي نخلقه مع كل مشهد، ولا أبالغ إن قلت مع كل كلمة من أول مشهد في الحلقة الأولى إلى آخر نقطة في الحلقة الأخيرة.
• ما أبرز القضايا التي يطرحها العمل؟
- النبهان: العمل يتناول قضايا عدة غير مطروحة سابقاً، أهمها قضية حقوق المرأة الكويتية وصراعها عبر عقود من الزمن لنيل جزء من تلك الحقوق، ولعل أبرزها حق التعليم والعمل واختيار الشريك... وانتهاءً بجنوح درامي نتيجة ظروف معينة يجعلها تكسر سقف المطالبات بما قد يفوق خيال المشاهد.
• من خلال متابعتنا لكواليس «سما عالية» نلاحط أن «معاناة المرأة الكويتية» تتوقف عند العام 2002، فهل نالت المرأة حقوقها كاملة بعد ذلك العام، بحسب ما يتم تناوله في المسلسل؟
- بن عامر: ما يتم تناوله في عمل درامي شيء والواقع شيء آخر مختلف تماماً. في الحالة الأولى، فإن خيال الكاتب ورؤيته وتناوله الفني للقضايا هي المعيار، بينما في الواقع هناك قيود قانون وقيود عرف وقيود دين هي التي تتحكم بالسلوك الاجتماعي وتوجهه حيثما تريد.
- النبهان: اخترنا العام 2002 لإنهاء أحداث المسلسل بسبب مجال الصراع الدرامي المحدد الذي تتمحور حوله الأحداث حسب رؤيتنا. لكن ما بعد العام 2002 فهو موجود كتاريخ ثري لصراع المرأة وربما يتناوله كاتب آخر.
• كيف وجدتما التعاون مع المخرج محمد دحام الشمري وغيره من أبطال المسلسل؟
- النبهان: محمد دحام مخرج لا يتنازل عن الشرط الإبداعي في عمله مهما كلفه هذا الشرط، وهذا مبعث ارتياح كبير لنا ككتاب يهمنا الجانب الفني أكثر من اشتراطات الإنتاج.
- بن عامر: هو كمخرج قادر بما يملك من خبرة طويلة وإمكانات فنية عالية أن يوجه الممثلين ويستخرج أجود ما عندهم.
• هل من «كيمياء أدبية» بينكما؟
- النبهان: لا أعتقد أن هذا المصطلح دقيق، فالكتابة عموماً تخضع لشروط فنية احترافية تتطلب وضع خطة عمل دقيقة والالتزام بها من فريق الكتابة المشتركة. أما إذا كان القصد من المصطلح هو وجود مساحة التقاء فكري، فهذا أحد أهم شروط نجاح العمل.
• ما هو «المشروع الطموح» بينكما، وما هي القضايا التي يتناولها؟
- بن عامر: عندما فكرنا في الكتابة للدراما وضعنا أمامنا شرط تجاوز السائد والنمطي والمكرر... وخرجنا بمجموعة من الأفكار وعملنا على تطويرها ووضعنا خطة عمل لتناولها تباعاً وفق جدول زمني محدد، على أن يكون الترتيب مرناً صعوداً ونزولاً.
- النبهان: مشروع درامي متكامل كهذا يطرح أفكاراً خارج الصندوق، يعتبر مشروعاً طموحاً نأمل أن ننتهي من مرحلته الأولى خلال السنوات المقبلة. أما القضايا التي يطرحها، فسوف نعلن عنها في وقتها المناسب.
• هل تؤيدون الجرأة في الطرح، وتناول القضايا الاجتماعية بواقعية بالغة؟
- النبهان: الجرأة مفردة ملتبسة... فما يعتبر جرأة في مكان أو مجتمع ما، يكون عادياً ومقبولاً في مكان ومجتمع آخر. الدراما غير معنية بنقل الواقع كما هو... يجب توافر مساحة رؤية فنية بحتة ينطلق منها الكاتب والمخرج وإلا خرج الموضوع برمته عن كونه فناً.
• البعض من الفنانين يشكو من شح في النصوص الجيدة، فما صحة هذا الكلام؟
- بن عامر: كلام صحيح إلى حد ما... لنسأل أولاً، من يحدد جودة النص؟ هل هم المختصون والنقاد؟! أم المنتج الذي يريد نصاً غير مكلف إنتاجياً؟! أم السواد الأعظم من الجمهور الذي تعمل محطات التلفزة على كسبه بدغدغة مشاعره، وبالتالي حصد أكبر قدر من المعلنين.
- النبهان: من متابعتنا نستطيع القول إن هناك الكثير من النصوص الجيدة لولا الاستعجال في الكتابة والإنتاج وعدم مراجعة النص مراجعة دقيقة. وهناك نصوص أعلن كتابها بعد مشاهدتها على الشاشة أنها ليست النصوص التي سلموها للمنتج... الشواهد على هذا الموضوع كثيرة.
• ما هي المعوقات التي تعترض طريق الكتّاب الشباب، من وجهة نظركما؟
- النبهان: المعوقات كثيرة، ولعل أهمها عدم الخبرة وعدم وجود من يأخذ بأيديهم.
• أين أنتم عن الكتابة للفن السابع، أم أن السينما لا تشجع على الكتابة؟
- بن عامر: الموضوع هو الذي يفرض نفسه، توجد بعض الأفكار للسينما ضمن مشروعنا الكتابي، ولكننا غير مستعجلين في الوقت الحالي.
• ما هو الحلم الذي يعمل كل منكما على تحقيقه؟
- النبهان وبن عامر: الأحلام كثيرة، ولكن أهمها وجود مظلة ما تحمي حقوق كتاب السيناريو وترعى مشاريعهم الإبداعية.