الكويت تستذكر التكريم الأممي للأمير ودعوات لله تعالى أن يمن على سموه بالصحة ويعيده إلى البلاد سالماً معافى
القائد الإنساني... عطاءٌ ثابت ومستمر منذ 60 عاماً
مرزوق الغانم:
المبادرة الأممية لم تأتِ من باب التكريم البروتوكولي الديبلوماسي بل نتيجة العطاء المستمر
- الاعتدال السياسي والانحياز لخطاب الوفاق وتأييد سياسات الطاولة المستديرة بدل الحروب بعض عناوين عطاء سموه الطويل
صباح الخالد:
لسموه الدور المؤثر في وزن الأمور بميزان دقيق ونظرة ثاقبة للوقوف مع الإنسان أينما كان
- آخر تقرير طبي يؤكد أن صحة سموه مستقرة وبتحسن وندعو الله أن يمن عليه بالشفاء والعودة في أقرب وقت
يوسف المطاوعة:
كثيراً ما لمست الجانب الإنساني في سموه بعمق ويحدثني عن طلبات عفو مقدمة وموقف القانون منها
- التكريم نجاح للديبلوماسية الإنسانية بدعم الكويت لدور الأمم المتحدة في مساعدة الدول المتضررة من الكوارث
استذكرت الكويت التكريم الأممي لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، بمناسبة مرور ست سنوات على اختيار الأمم المتحدة سموه قائداً للعمل الإنساني، واختيار الكويت مركزاً للعمل الإنساني، وسط إشادة بتاريخ سموه الإنساني والعطاء المتجدد، ودعوات لله تعالى أن يمن على سموه بالصحة والعافية ويعيده إلى البلاد سالماً معافى.
فقد أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن اختيار الأمم المتحدة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني، لم يأتِ مجاملة بل نتيجة مسيرة طويلة وحصيلة متراكمة من العطاء الثابت والراسخ، امتدت لأكثر من 60 عاماً. وفي مداخلة هاتفية مع برنامج «ماذا بعد» على تلفزيون الكويت، بالمناسبة، ليل أول من أمس، قال الغانم إن تسمية سمو الأمير قائداً للعمل الإنساني لم تأتِ من باب التكريم البروتوكولي الديبلوماسي، بل نتيجة مسيرة طويلة لسموه، منذ أن كان وزيراً للخارجية مطلع ستينيات القرن الماضي، عندما انضمت الكويت رسمياً للأمم المتحدة.
وذكر أن تكريم سموه لم يكن تكريماً شخصياً من سكرتير عام الأمم المتحدة السابق بان كي مون، بل هو تكريم من قبل المنظمة الدولية لسمو الأمير، لافتاً إلى أن التكريم ترجمة لما كان يعتقد به قبله كوفي أنان، وبطرس غالي، وخافيير ديكويلار، وكورت فالدهايم، وكل الأمناء المتعاقبين على الأمم المتحدة. وقال «أعتقد أن الأمم المتحدة لم تختر سمو الأمير لموقف واحد من ملف واحد بالتحديد، بمعنى انها لم تحكم على الشيخ صباح الأحمد نتيجة عطائه إزاء قضية واحدة ملحة وآنية، بل ان الاختيار والتزكية جاءا بناءً على جردة حساب تاريخية، وحصيلة متراكمة، فنحن نتحدث عن 60 عاماً من العطاء الثابت في ملامحه والراسخ في مرئياته».
وأشار الغانم إلى أن «الاعتدال السياسي، والميل للمصالحات، والدفع بالتسويات، والانحياز دوماً الى خطاب الوفاق والحوار، وسياسات التدخل الإنساني في مناطق الاحتراب، وتأييد سياسات الطاولة المستديرة بدلاً من الاقتتال والحروب في كل الملفات، بعض من عناوين العطاء الطويل لسموه. وإننا في الكويت جميعاً، مسؤولين ومواطنين، سائرون على النهج نفسه الذي اختطه سمو الأمير للكويت، الكويت التي تقرب ولا تنفر، وتجمع ولا تفرق، ولا تحب التصارع ولغة الحروب، والحاضنة لكل الفرقاء اذا تخاصموا، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتساعد وتعاون، وتراكم الأصدقاء لا الأعداء، الكويت المبدئية والأخلاقية، والمنحازة للقانون والشرعية الدولية».
وأضاف «هذه هي الكويت التي ارادها سمو الأمير، وكل حكام الكويت المتعاقبين ونحن نؤمن بهذه الكويت ولن نكفر بها أبداً. ومن خلال تجاربي الشخصية مع سمو الأمير، واحتكاكي الدائم معه في الكثير من اللقاءات، أحب أن أؤكد أن الجانب الإنساني والحقوقي من أهم الموازين التي يزن بها سمو الأمير مواقفه والاعتبار الإنساني لديه مقدم على كل الاعتبارات الأخرى، وهذا ما كنت ألمسه مراراً لدى سموه، ويمكن هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل سمو الأمير يكره التصارعات الاقليمية والدولية ويرفض منطق الحرب، واستخدام لغة المدافع بدلاً من لغة الحوارات السياسية الهادئة».
وكان الغانم قد استهل مداخلته الهاتفية قائلا «نرفع أكف الضراعة الى المولى عز وجل، أن يحفظ أميرنا وان يشافيه وأن يتوجه بثوب الصحة والعافية وأن يعيده الى وطنه وشعبه سالماً معافى بإذن الله».
من جانبه، طمأن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، أهل الكويت على صحة سمو الأمير، وقال إن «آخر تقرير من الفريق الطبي الكويتي المرافق لسمو الأمير يؤكد ولله الحمد أن صحة سموه مستقرة وبتحسن، وندعو الله العلي القدير أن يمن عليه بالشفاء العاجل وعودته إلى أهله وبلده في أقرب وقت».
وعن مناسبة الذكرى السادسة لاختيار الأمم المتحدة سمو الأمير قائداً للعمل الإنساني، واختيار الكويت مركزاً للعمل الإنساني، قال الخالد إنها «مناسبة عزيزة علينا ومدعاة للفخر والاعتزاز»، مؤكداً دور سموه على مدى عقود من الزمن في خدمة الانسانية وتخفيف معاناة الانسان أينما كان. وأضاف، «هذا نتيجة عمل كبير للمجتمع الدولي، ممثلاً بالامم المتحدة رصدت بدقة كل الأمور واختارت ان يكون سمو الأمير قائداً للعمل الانساني والكويت مركزاً للعمل الانساني».
ومن واقع التجارب الشخصية، والجانب الانساني لسمو الأمير، قال الخالد إن «المنطقة مرت بمخاض عسير مازال مستمراً في آثاره، والعالم ارتبك في متابعة هذا المخاض العسير والحروب في سورية وليبيا واليمن وغيرها من المناطق، وقد نتج عنها ملايين من البشر أصبحوا في أمس الحاجة للمساعدة سواء داخل البلدان أو خارجها، وهنا كان الدور المؤثر لسمو الأمير في وزن الامور بميزان دقيق ونظرة ثاقبة للوقوف مع الانسان أينما كان». وذكر أنه «عندما تشتد الأمور وتتعقد المواقف وتتصلب، كيف نلجأ إلى المرفأ الآمن وهو سمو الأمير للتوجيه، وكنا نجد في هذا التوجيه ما يعزز من دور ومكانة الكويت في جميع القضايا».
وتحدث عن تجربة شخصية وقت التكريم الأممي لسمو الأمير، وقال «بعد الاحتفال الذي توج فيه سمو الأمير بهذا اللقب، كان لي لقاء مع الامين العام السابق بان كي مون، وأمام مستشاريه ونحن نجلس على طاولة المباحثات، وقال هؤلاء المستشارون المتواجدون لا توجد أي ملاحظة على دور الكويت في كل القضايا التي تتابعها الأمم المتحدة في كل المجالات، وما لدينا مكتوب (شكراً، شكراً لكم ولأميركم) انكم تساعدوننا في التأكيد على المبادئ المستقرة في القانون الدولي، وحل النزاعات بالطرق السلمية وتقديم العون وكل الاحتياجات للانسان المحتاج في أي مكان وزمان»، مبيناً أن «هذه الكلمات من الامين العام تعكس دور الكويت وأميرها بهذا المخاض العسير الذي تمر به المنطقة».
وحول مساعي سمو الأمير لدعم حياة الانسان، أشار الخالد إلى أن «اليوم نحتفل باليوم العالمي للعمل الخيري وهذا الامر انطلق منذ عقود، وإننا نجني ثمار نظرة سمو الأمير منذ 6 عقود عند انشاء الصندوق الكويتي للتنمية، وما قدمته الكويت عبر صندوق التنمية بتمويل كل المشاريع للدول العربية وغيرها بلغ 106 دول في بناها التحتية وطرقها ومولدات الكهرباء والسدود والجسور والتعليم والصحة»، مبيناً أن «هذه كانت نظرة من 60 سنة وكان يقودها سمو الأمير بأن نساعد الانسان أينما كان وتمويل المشاريع التي تفيد الانسان في التعليم والصحة وحياته»، لافتاً أنها أوجدت السمعة الطيبة للكويت ولسمو الأمير.
بدوره، تحدث رئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار يوسف المطاوعة، عن مسيرة سمو الأمير، وقال إنها «مناسبة يحق لنا ككويتيين ان نفخر بها وهي اختيار سمو الأمير قائداً للعمل الانساني وتسمية الكويت مركزاً للعمل الانساني»، مشيراً إلى أن «تاريخ تكريم سموه يوم مشهود في التاريخ الكويتي والعطاء الانساني الذي ثمنته الأمم المتحدة لسمو الأمير وللكويت، وبهذه المناسبة أتقدم باسمي وباسم رجال القضاء جميعاً والشعب الكويتي بتمام الصحة والعافية وطول العمر لسمو الأمير».
وأضاف المطاوعة أن «اختيار سمو الأمير كقائد للعمل الانساني مرحلة تالية لاختيار الشعب الكويتي أباً قبل أن يكون قائداً وأميراً»، لافتاً إلى تقدير المجتمع الدولي للسياسة الخارجية لدولة الكويت والمكانة الدولية للكويت في مجال الاغاثة والكوارث الطبيعية وإسهاماتها السخية في هذا الجانب والعطاء المجرد من أي غرض.
وأكد «نجاح الديبلوماسية الانسانية من خلال دعم الكويت للدور الانساني للامم المتحدة في مساعدة الدول المتضررة من الكوارث والمواقف الكويتية الواضحة تجاه ذلك، عدا المساهمات المالية السنوية والثابتة في المنظمات الدولية والوكالات التابعة للامم المتحدة»، مستذكراً «الموقف الصعب الذي تعرضت له وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وكادت أن تتعطل أعمالها وقد بادر سمو الأمير بالتوجيه لدعم الوكالة بأكثر من 50 مليون دولار».
وتابع: «استضافت الكويت بتوجيه سامٍ، وبدعم كبير من سموه للمانحين ودعم الوضع الانساني في سورية، وهذا يوضح أن الوضع الانساني والوضع السياسي شيء آخر، إذ إن الهدف الاساسي من هذه المؤتمرات هو دعم الوضع الانساني في سورية، بعيداً عن المعطيات السياسية أو التعاطي بالشأن السياسي كحكومات، والكويت دفعت مايقارب ملياراً ونصف الملياردولار في هذا الجانب لدعم الوضع الانساني في سورية».
وتحدث عن تجارب شخصية تبين صفة الخير والعطاء في شخص سمو الأمير، مبيناً أنه «في كثير من اللقاءات التي تعقب وقوع كوارث طبيعية أو حوادث في جانب إنساني مؤلم، أرى سموه يبادر إلى الحديث حول هذا الموضوع، وفي الشأن القضائي فإن سموه حريص على تطبيق القانون تماماً، وبما يملكه من سلطات العفو عن بعض الجرائم وبعض المدانين كنت ألمس الجانب الانساني فيه بعمق ودائماً يحدثني عن طلبات مقدمة وموقف القانون من ذلك وموقف الادانة، وهذا ينم عن تلمس الجانب الانساني عند سموه بوضوح لمثل هذه الطلبات والاستجابة لها أو الاحتكام فقط للنصوص».