بلا حدود

الوطن في وجدان خليفة الوقيان

تصغير
تكبير

أيها القادمون مع الليل
إن العروق التي نزفت
فوق رمل الكويت


لم يكن نبضها
غير خفق العروبة
في كل بيت
في لوحة فنية سابقة بالقصيدة ذاتها يقول الشاعر (أيها القادمون من الليل)؛ وهنا استبدل (من) بـ (مع) فقال: (أيها القادمون مع الليل)، أي: ظلاميتكم التي أتيتم منها بعقولكم المتحجرة وتخلفكم عن منطق التحضر والتمدن في التعامل بمصداقية وشفافية، وفي وضح النهار لتناول وتباحث في أمور واضحة لا لبس فيها؛ وحتى وإن كانت هناك نقاط خلاف واختلاف فمقومات التحضر والتمدن بالتعامل مع الآخرين مفقودة لديكم؛ لذلك جئتم مع الليل تتسترون بظلامه الدامس لإخفاء فعلتكم الشنيعة فأنتم جئتم (من) عرق سيئ، وأنتم تصاحبتم (مع) الأسوأ، وهذا هو عمل اللصوص؛ أما صاحب الحق فلا يخشى النهار.
إن بطشكم ليلاً يعني أنكم لا تريدون أن تفرّقوا بين رجل وامرأة ولا بين طفل وشيخ، فقد بيّتم النية على دموية القدوم، فالدماء التي نزفت وسالت من العروق هي دماء عربية؛ لاحظ كيف نجح الشاعر في توظيف كلمة (عروق)، فهي عروق الإنسان (شرايين وأوردة)، موجودة في الصغير والكبير، عند الرجل وعند المرأة، و(العروق) تحمل سيميائية (الأعراق)، لجنسيات متعددة كانت تعيش على أرض الكويت الطيبة تقتات منها لقمة العيش. موظفون وأطباء وعمال تغربوا ليوفـّروا حياة كريمة لأهاليهم في بلدانهم، إنها مقاسمة لقمة العيش التي جـُبل عليها حكام الكويت وحكومة الكويت وشعب الكويت الأبي، جاؤوا إلى دولة الكويت بلد الجميع؛ ليقدموا خدماتهم بحب وتفانٍ، يعرقون ويجهدون ويجتهدون؛ فماذا كان مصيرهم؟! شرّدوا قتلوا تحطمت أمانيهم وتبددت أحلامهم، تعطلت بيوتهم في بلدانهم، انتكست حياتهم وحياة أسرهم رأس على عقب، لتصرف أرعن متهور وعقول مهووسة بالقتل والذبح.
إن الشاعر الوطني خليفة الوقيان في ختام هذه اللوحة يضع حداً لعروبتكم التي تدعون؛ فبفعلتكم المنكرة أيها البعثيون جعلتم الناس تكره العرق العربي، بفعلتكم أيها البعثيون جعلتم الناس تنفر من الدين الإسلامي الذي لا تمتون إليه بصلة.
على أرض الكويت تعريتم وانكشف زيف شعاراتكم، وسقط قناعكم اللعين، وتلعثم لسانكم العربي فلم تعودوا عرباً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي