راجح سعد البوص / حكمة اليوم / «إيم... وآمه»

تصغير
تكبير
يصنف الشعب الكويتي من الشعوب الاتكالية من الدرجة الأولى، وأعمالهم غالباً ما تكون «حده... حده»، بالطبع على بركة الله، من غير خطط، ولا استراتيجيات. الغريب والعجيب، وفي ظل الظروف التي تعيشها الكويت من أزمات اقتصادية، وسياسية، وعلى أمل أن يتمخض مجلس الوزراء عن حكومة إنقاذ جديدة بعيدة عن المحسوبية وجبر الخواطر، تنتشل الكويت من أتون الفساد الإداري، الذي جعل عروس الخليج عجوز الخليج، نفاجأ بعد خمسين يوماً من الصبر، الذي غالباً ما تصاحبه صيحات المشاكسين من النواب، نفاجأ بالتشكيل الجديد، فطلع العليم والغنيم، وجاء سلامه والله يعينك يا الروضان، واثنين اثنين حق القَسَم يا شباب وهكذا دواليك «حوري دوري».
حكومة تتشكل من غير معايير، ولا مقاييس، ولا آلية واضحة وكأن الهدف فعلاً خلق أزمات سياسية، وفي النهاية لا إصلاح، ولا تطوير، حكومة الظاهر من تشكيلها أنها جاءت «حدك حدك»، معطيات صعبة، والنتيجة حتماً ستكون أصعب.
غضب نيابي وشعبي من الحكومة الجديدة لكونها مطابقة للحكومة السابقة، مما يشعرك بأنه «لا طبنا ولا غدا الشر»، وأن هناك نية مسبقة لحل المجلس حلاً غير دستوري، يعني إلى أجل غير مسمى، يعني لا تطوير، ولا تنمية للكويت، ولا فرص عمل لمخرجات التعليم. يا جماعة التنمية في الكويت من جرف إلى دحديرة، والتنفيع شاهر يا بو ظاهر صار بالمكشوف.
أتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، بعد أن نال ثقة سيدي صاحب السمو، أن يعمل جاهداً على خلق آلية واضحة المعايير والمقاييس، لاختيار الوزراء الشباب والأكفاء على مستوى الشيوخ، والوزراء المنتخبين للنهوض بالكويت اقتصادياً، وتنموياً، وسياسياً بعيداً عن جبر الخواطر والمحسوبيات تحت شعار لا لأحد وإنما للكويت.
***
حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي يرويه عوف بن مالك (رضي الله عنه): «إذا خرج الدجال يطلع له عشرة فوارس من المؤمنين طليعة»، ثم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ»، رواه مسلم، يدفعني إلى ملاحظة أن المدنية مآلها إلى زوال، وأن الناس سيرجعون إلى الخيل والإبل، عندما تقارن ذلك بالكساد العالمي الذي أصاب الدول العظمى المصنعة للطائرات، والسيارات فتجد مثلاً شركة «بوينغ» تستغني عن 4500 عامل في وحدتها لصناعة الطائرات التجارية، وتلاحظ أيضاً أن شركتي «فورد»، و«جنرال موترز» تواجهان خطر الإفلاس بسبب انعكاسات الأزمــة المالـــــــيــة العالمية، وطــالبـــتـــا الـــدولة بالتدخل لإنقاذهما، أضف إلى ذلك أن شركة «تويوتا» هي الأخرى أوقفت إنتاجها عشرة أيام.
بعد هذه المعطيات ألا تعتقد معي أنها بداية النهاية، وأن المدنية إلى زوال، يعني راح يجي يوم تشوف الكويتيين على حنطور «تويوتا»، وعلى حصان إنكليزي، وعلى ذلول عمانية. ومنا الى ملاك الأبل والخيل أن يهتموا بحلالهم، لأنها الوسيلة المقبلة.

حكمة اليوم
«الشق عود».

راجح سعد البوص
كاتب وأكاديمي كويتي
[email protected]



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي