حوار / «الفن الشعبي مرّ في سنوات ركود حين افتقدنا الطقاقات»

سعود المزيعل لـ «الراي»: «الكويتية»... سيدة لهجات الخليج العربي

u0633u0639u0648u062f u0627u0644u0645u0632u064au0639u0644
سعود المزيعل
تصغير
تكبير

الفن الشعبي مفخرة وعز لنا كلنا

هناك تقصير وإهمال من الجهات المعنية والمسؤولة تجاه الفنون الشعبية

 

إلى جانب غنائه للفن الشعبي، فإن الفنان سعود المزيعل مُلمّ بالتراث الكويتي، ودائماً ما نجده يحرص على وجود المفردة الكويتية، لافتاً إلى أن حرصه هذا نابع من عشقه وغرامه للهجة الكويتية.إلى جانب غنائه للفن الشعبي، فإن الفنان سعود المزيعل مُلمّ بالتراث الكويتي، ودائماً ما نجده يحرص على وجود المفردة الكويتية، لافتاً إلى أن حرصه هذا نابع من عشقه وغرامه للهجة الكويتية.وأضاف في حوار مع «الراي» أن «اللهجة الكويتية سيدة لهجات الخليج العربي مع تقديري لكل أحبتي بالخليج سواء كانت اللهجة القروية أو البدوية أو حتى الحضرية أحبهم»، مبدياً حزنه لكون اللهجة الحالية تغيرت كثيراً، ودخلت معها مفردات عربية وخليجية وأجنبية.واعتبر المزيعل أن هناك تقصيراً وإهمالاً شديدين تجاه الفنون الشعبية من قبل الجهات المعنية والمسؤولة، متحسراً على عدم إقامة مهرجانات موسمية شعبية تراثية لتقديم الفولكلور والكويت لا، والاكتفاء فقط بتنظيم بعض الحفلات في المباركية في الشتاء وشهر فبراير. 

 • معروف عنك أنك شخصية اجتماعية وتحب الزيارات، إلا أن جائحة فيروس كورونا فرضت الحظر والتباعد الاجتماعي كيف تأقلمت مع هذا الوضع؟
- لا أخفي سراً أنني في البداية لم أتحمل الوضع وتعبت نفسياً جداً، حتى ابتعدت عن البشر وقطعت تواصلي معهم كردة فعل سلبية. ولكن في ما بعد، ومع الصبر والرضا بقضاء الله عز وجل وقدره وقناعتي بأن هذه هي حال الجميع وأن الحدث عالمي، تأقلمت وتعودت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، ولله الحمد على كل شيء.
• جلوسك في البيت هل كان سبباً في تكثيف نشاطك الفني؟
- طبعاً، وجدت أن «السوشيال ميديا» هو المتنفس الوحيد لي، لأشغل وقتي وأتسلى به مع الأحبة والمتابعين من الكويت والخليج والوطن العربي كوني ومع الأسف لا أمارس أي نوع من أنواع الرياضات ولا أفضّل مشاهدة التلفزيون. فالموبايل أصبح كالكتاب قديماً، الصديق اللصيق والحبيب القريب الذي لا يفارقك أبداً، فأجريت مقابلات عدة عبر «اللايف» مع المتابعين والممثلين والمغنين والإعلاميين من داخل الكويت وخارجها في رمضان وبعد رمضان كذلك.
• تعتبر أول فنان شعبي يقوم بإحياء حفل زفاف (يلوة كويتية) «لايف» عن طريق «إنستغرام». كيف كانت هذه التجربة؟
- فعلاً أكاد أكون أول فنان شعبي يقوم بإحياء «يلوة» على «لايف إنستغرام»، فالجميع أقام حفلات وغنى السامري البداوي والبسته والعدني وكل الفنون والألحان الأخرى، ولكن لا أحد فكر بإقامة «يلوة»، وهي فن نسائي شعبي تراثي. وتحتوي «اليلوة» الكويتية الأصلية على أناشيد و«جلوات» عدة ما بين الفصحى والعامية، وهي 3 فواصل أو أجزاء حتى نهايتها وأسعدنا المتابعين، خصوصاً كبيرات السن من أمهات وجدات، وكانت العروسة هي الكويت.
• ما سبب حرصك على اختيار المفردة الكويتية في أغانيك؟
- عشقي وغرامي اللهجة الكويتية، فهي سيدة لهجات الخليج العربي مع تقديري لكل أحبتي بالخليج سواء كانت اللهجة القروية أو البدوية أو حتى الحضرية، «أحبهم» والمفردة الكويتية العتيقة الأصيلة تشدني وتعجبني أكثر! إلا أن اللهجة الحالية تغيرت كثيراً، ودخلت معها مفردات عربية وخليجية وأجنبية مع الأسف... فمثلاً، أهل الكويت لا يقولون «باكر» ولا «بكره»! بل يقولون «باچر» و«الجابله» ومرات أسمع في بعض الأغنيات الكويتية والمسلسلات التلفزيونية مثل هذه الألفاظ وأحزن كثيراً.
• هل من الضروري أن يكون المغني الشعبي على دراية وثقافة عالية بلهجة بلده؟
- طبعاً، هذا أمر ضروري وأكيد، خصوصاً إذا كان فناناً ومغنياً شعبياً تراثياً يدخل على «العوايل والحمايل والقبايل في أعراسهم وأفراحهم ويزف عيالهم وبناتهم»، فعليه إجادة اللهجة بشكل صحيح لينطقها ويغنيها، «واللي ماله أول ماله تالي وعتيج الصوف ولا جديد البريسم ومن طاله طوله... يرد لأصوله وهكذا».
• يقال إن إحياء الأغاني الشعبية يقتصر فقط على المناسبات مثل الأعياد الوطنية والأفراح، ما تعليقك؟
- مع الأسف الشديد إن كان هذا صحيحاً أو هناك من يراه صحيحاً، فالفن الشعبي مفخرة وعز لنا كلنا وهو ‏جزء أصيل من ميراث الشعوب يعبر عن تاريخ الحضارة وعلى امتداد الزمان والمكان، والفن الشعبي ‏يحتفظ بمكانته ولا يزال دوره في حياة أهل الكويت ولا يحلى العرس إلا به، ولا مهرجان كويتي إلا به أيضاً، ولكن هناك تقصير وإهمال من الجهات المعنية والمسؤولة.
• بماذا تفسر قلة المهرجانات الغنائية الخاصة بالفنون الشعبية؟
- كما ذكرت، هناك تقصير وإهمال شديدان، فأنا كشاب، فنان شعبي عاشق لهذه الفنون والألوان، أتحسر وأتذمر حين أرى البحرين الشقيقة والسعودية الشقيقة وقطر الشقيقة والكثير من البلدان يقيم مهرجانات موسمية شعبية تراثية ولديه مدن وقرى تراثية تقدم بها الفولكلور والكويت لا. فقط بعض الحفلات بالمباركية في الشتاء وشهر فبراير أو في تلك القرية البعيدة جداً في بر السالمي.
• برأيك، هل مر الفن الشعبي الغنائي في فترة من الفترات بحالة من الركود؟
- نعم، مرّ في سنوات ركود حين افتقدنا الطقاقات (الفرق النسائية)، وحين دخل علينا
الـ «دي جي»، وحين أتت موضة جلب المطربين العرب للأعراس، ولكن في ما بعد عاد الفن الشعبي حاضراً زاهراً وبقوة بالحفلات والأعراس الكويتية النسائية والرجالية الصج يبقى ويدوم ويستمر ويطغى كذلك.
• الفنون الشعبية تحتاج إلى «تكنيك» وأداء معيّن، فهل بإمكان أي فنان أن يؤدي مثل هذه الفنون؟
- أنت قلت «تكنيك معيّن»... يعني ليس الجميع لديهم هذه الموهبة، وهي «التكنيك» والأداء الشعبي وما يسمى بـ«الهنك» طريقة الغناء والنطق والتعبير. فليس كل من هم في الساحة الشعبية الكويتية والخليجية الآن من مواطنين ومقيمين يمتلكون هذه النقطة المهمة، فهي منحة وهبة من الرب عز وجل أو تاتي مع التعود والممارسة.
• الفن الشعبي إرث وواجهة للبلد، كيف نحافظ عليه برأيك؟
- نحافظ عليه بطرق عديدة. في الدرجة الأولى، الإعلام يسلط عليه الضوء أكثر وأكثر من خلال محطات التلفزيون والإذاعات ومن صحف ومجلات، وهذا ما أقوم به أنا وأيضاً الكثيرين من الفنانين والمهتمين به لنحافظ عليه من خلال إقامة مهرجان أو أسبوع تراثي شعبي فني فولكلوري نبرز به فنوننا المتعددة من بحرية وقروية وبدوية رجالية كانت أو نسائية وخاصة. ما يميز كويتنا على مستوى الخليج، السامري الكويتي بجميع ألحانه وطروقه.
• هل يعتبر الفن الشعبي منافساً لبقية ألوان الغناء المتواجدة في الساحة الغنائية؟
- نعم، منافس وبقوة. فكبار المطربين والفنانين الخليجيين أو الكويتيين يتمنون إجادة مثل هذه الفنون والألحان والقصائد وغنائها، سواء في حفلاتهم أو مناسبات أخرى. كما نحن الشعبيين ليس جميعنا يجيد غناء وأداء أغانيهم وطريقتهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي