«قيصر سورية» يصوّب سهامه نحو حافظ بشار الأسد ووسيم القطان

ضمّت الولايات المتحدة أمس إلى لائحتها السوداء الابن الأكبر لرئيس النظام السوري بشار الأسد، حافظ، البالغ من العمر 18 عاماً، في إطار سلسلة عقوبات جديدة على دمشق.
وتستهدف العقوبات الأميركية الجديدة 14 كياناً وشخصاً إضافيين، وتأتي بعد عقوبات أولية أعلنت منتصف يونيو مع دخول «قانون قيصر» حيز التنفيذ، والذي يهدف إلى تجفيف موارد النظام وموارد داعميه.
وأعلن وزير الخارجية مايك بومبيو، في بيان، أن مجموعة العقوبات الجديدة أطلق عليها اسم «عقوبات حماة ومعرة النعمان»، مشيراً إلى أنها تهدف إلى «تخليد ذكرى اثنتين من أبشع فظائع نظام الأسد»، ووقعت كل منهما في مثل هذا الأسـبوع مــن العامين 2011 و2019.

وشملت قائمة العقوبات الجديدة، إلى جانب نجل الأسد، كلاً من: زهير توفيق الأسد، ونجله كرم الأسد، ورجل الأعمال وسيم أنور القطان، وشركة آدم للتجارة والاستثمار، وفندق الجلاء، وشركة نقطة تقاطع، ومفروشات لاروسا، ومول المالكي، وشركة مروج الشام للاستثمار والسياحة، ومول قاسيون، وشركة «تي دبليو أ»، ومجمع يلبغا، والفرقة الأولى في جيش النظام (الفرقة الأولى المدرعة).
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية: «أصبح في لائحتنا السوداء أكثر من 50 داعماً أساسياً للأسد وشركاتهم فضلاً عن بعض التنظيمات العسكرية التي تقتل الشعب السوري».
وأكد أن «واشنطن ستفرض عقوبات على أي شخص أو كيان يجري معاملات مع نظام الأسد»، محذراً المستثمرين في الشرق الأوسط من أن «الولايات المتحدة ستبدأ التحرك لمنع تدفق استثمارات على حكومة الأسد».
ولفت إلى أن «شخصاً و9 كيانات فرضت عليهم عقوبات بموجب قانون قيصر ساعدوا في تمويل حملة الرعب التي شنها الأسد، وأن رجل أعمال وشركات يطورون مشروعات في دمشق علي أراضي النازحين».
وأكد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك)، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أن «مستثمرين معروفين في سورية يدعمون مخططات النظام ومجازره في البلاد، كما أنهم متواطئون مع الأسد في تدمير الاقتصاد السوري، فهم يبددون عشرات الملايين من الدولارات كل شهر لشن هجمات على المدنيين».
وقال وزير الخزانة ستيفن منوشن إن «العلاقة بين رجال الأعمال والأسد تزيد من إمكانية إجرام النظام، فمنهم من يقوم باستثمارات في مشاريع عقارات فخمة بفضل التهجير القسري للمدنيين الأبرياء».
وأوضحت وزارة الخزانة أن القطان لديه عقود عدة مع الحكومة السورية لتطوير مركز تجاري وفنادق في دمشق مملوكة من الحكومة.
وذكرت أن التقارير تشير إلى «ارتباط القطان بشخصيات قوية من النظام وقد أرست عليه الحكومة السورية أخيراً كافة المشاريع العقارية الكبيرة تقريبا خارج مدينة ماروتا في دمشق».
وأضافت: «ظهر اسم قطان للمرة الأولى في مجتمع الأعمال الدمشقي في يوليو 2017 عندما فازت شركة مروج الشام للاستثمار والسياحة التابعة له بمزاد لإعادة الاستثمار في مجمع قاسيون التجاري».
وتشير التقارير إلى «قيام الحكومة السورية بانتزاع العقد من المستثمر السابق في المشروع بعد أن قدم القطان للحكومة السورية رسما سنويا أعلى بلغ 1,2 مليار ليرة سورية (2,7 مليون دولار). بالإضافة إلى ذلك، وقعت شركة مروج الشام للاستثمار والسياحة عقداً مع وزارة السياحة السورية في يونيو 2018 للاستثمار في فندق الجلاء في دمشق ودفعت للحكومة 2,25 مليار ليرة سورية (5 ملايين دولار) كل سنة لـ25 عاماً».
ويمتلك القطان أيضاً « 50 في المئة من شركة آدم للتجارة والاستثمار والتي حصلت على عقد من الحكومة السورية في أغسطس 2018 لتطوير وإدارة مجمع ماسة بلازا في دمشق، وفي يناير 2019، حصلت شركة إنترسكشن المحدودة التابعة للقطان على عقد لـ48 عاما للاستثمار في مجمع يلبغا التابع لوزارة الأوقاف، والكائن في وسط دمشق، وذلك لتحويله إلى مجمع تجاري سياحي»، وفق وزارة الخزانة.
وأكدت أنه «تم إدراج مجمع قاسيون وفندق الجلاء ومجمع ماسة بلازا ومجمع يلبغا بموجب القرار التنفيذي رقم 13582 لأن الحكومة السورية تمتلكها أو تسيطر عليها أو لأنها عملت لصالحها أو بالنيابة عنها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر».
من ناحية ثانية، تظاهر جنود من «اللواء الثامن» التابع لعناصر «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا، في درعا وهم يرفعون شعارات مناهضة لنظام الأسد، وفق ما أوردت وسائل إعلام معارضة.
وأفاد تجمع «أحرار حوران» المعارض بأن «التظاهرة خرجت بحضور الشرطة العسكرية الروسية ضد نظام الأسد، عقب تخـريج دورة عسكرية تضـم نحو ألف عنصر تحت إشراف اللواء الـثامن المدعوم روسـيّاً في مدينة بصرى الــشام» شرق درعا.
وأضاف: «طالب المتظاهرون بإسقاط النظام، وإخراج الميليشيات الإيرانية من محافظة درعا، والإفراج عن المعتقلين في سجون النظام».