No Script

أصبوحة

الله يغير علينا

تصغير
تكبير

هل أصبحت جملة «الله لا يغير علينا» مع الزمن لازمة فاقدة للمعنى، أم هي شكل من أشكال حالة الإنكار السيكولوجية للواقع المعاش، أم تحولت مع التكرار إلى جزء من تراث اللغة، حيث تقال بشكل لا إرادي.
لا أحد يعرف في أي زمن بدأت معنا هذه الجملة، وما هي المناسبة التاريخية التي قيلت فيها، لكنها بالتأكيد لم تعد تناسب المعنى، بل لا تعبر عن الواقع، فقد يكون الإنسان يعيش في حالة بؤس لكنه يكررها، كمن يكذب على نفسه، كما أنها ليست من جمل تطوير أو تنمية الذات، التي كلما كررتها شعرت بتحسن وارتياح.
هل نحن راضون بواقع الحال حقاً حتى نكررها، ألا يجب أن نستبدلها بجملة «الله يغير علينا»، أو بجملة «نريد التغيير الآن»، وهي التعبير الحقيقي لواقع حالنا في هذه اللحظة، نريد التغيير والإصلاح العاجل وليس الآجل، فلم يعد في الصدور متسع.
ولم يعد الحديث أو الشكوى من بؤرة فساد واحدة، بل الشكوى من معاول تهدم أركان الدولة، وتنهشها من كل الخواصر، كقطيع الذئاب عندما تجتمع على طريدة، هي ليست ثقوباً في جسد الدولة تتسرب منها الأموال والإنجازات، بل هي هدم لجدران حصون الدولة، وغزاة انتشروا في جميع أركانها.قلنا وكررنا عندما تغيب الدولة ينهار كل شيء مهما كانت قوتها وعراقتها، ولنا في سورية وليبيا واليمن ولبنان وغيرها، أمثلة واضحة ودروس جلية لانهيار الدولة، حيث لم يبقَ فيها سوى مافيات الفساد وحكم أصحاب النفوذ.
أصبح وطناً مستباحاً من كل الذئاب، من عامل نظافة أصبح مليونيراً، إلى ضابط كبير اغتنى من تجارة البشر إلى تاجر فاسد، وإلى أكاديميين مزورين، حتى وصل الصديد والصدأ إلى مصدر قوت أطفالنا، إلى شركات النفط وقطاعاته.
هل نريد من الله ألا يغير علينا هذا الواقع المرير، هل ننتظر حتى يتم إفراغ خزائننا وضمائرنا، ويصبح واقعنا مثل واقع الدول التي ذكرت، هل نظل نسير كالقطيع ندعو الله ألا يغير علينا.
ألا يوجد من لا يهاب المواجهة، ويفعل أكثر مما يقول، فنحن لدينا من الكفاءات والمخلصين من أبناء البلد، القادرين على تحمل المسؤوليات الجسام، وإعادة الاعتبار للكويت كبلد حضاري، فقط نحتاج أن نغير زاوية النظر، ونرى النماذج المشرقة من أبناء الكويت، لا أن نستمر بتكرار نفس النهج ونفس الأخطاء.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي