عروض ترويجية وتحذيرات طبية من تسببه في الإصابة بـ «كورونا ميرس»

بول البعير... عبوتان بـ 30 ديناراً!

تصغير
تكبير
  • أحمد عبدالملك: 
  •  لا يوجد أي دليل علمي  على أن بول الإبل ينعّم الشعر 
  • - أنواع الإبل مختلفة وأبوالها تختلف حسب المأكل والمشرب 
  • عبدالله بهبهاني: 
  • لا توجد دراسات علمية محكمة تثبت فوائد بول الإبل المدّعاة 
  • - قد يؤدي إلى انتقال مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية   
  • محمد عبدالغفار الشريف: 
  •  جمهور العلماء قالوا بطهارة بول الإبل وكل طاهر يجوز بيعه وشراؤه 
  • - ورد في السنّة استعماله  في علاج مرض الاستسقاء 
  • عبدالله نجيب سالم:   
  • بيع قارورات أبوال الإبل جائز  إذا لم يكن مضراً 
  • - الأصل في أبوال الإبل أنها نجسة وقال البعض بطهارتها 

أثار مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، يظهر رجلاً يشرب من بول البعير، جدلاً واسعاً بين فريقين، الأول مؤيد تحدث عن فوائده لاسيما الطبية منها، والثاني معارض رآه منظراً غير حضاري ولا يمكن التثبت من الفائدة الصحية منه، ليتجدد الجدل بشأن هذه القضية التي أخذت حيزاً من الجدل والشد والجذب.
وفيما ينتشر الترويج لبيع عبوات بول البعير، لاستخدامه كعلاج لمشاكل الشعر وتساقطه، يستمر الجدل الطبي والشرعي حيال جدوى استخدام هذا البول والسماح ببيعه، بعد أن وصل سعر العبوتين منه في أحد العروض إلى 30 ديناراً، وسط تحذيرات طبية مشددة من أن استخدامه قد يؤدي إلى الإصابة بمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا ميرس).
طبياً، قال أخصائي طب العائلة الدكتور أحمد محمد عبدالملك لـ «الراي» إن «الإعلانات تدّعي أنه ينعّم الشعر، وهذه كلها ادعاءات غير صحيحة، ولا يوجد أي دليل علمي على أن بول الإبل ينعم الشعر. ومن يعانِ من جفاف الشعر أو تقصفه فعليه أن يعالجه بالطريقة الصحيحة عبر تشخيص علمي من قبل الطبيب، فقد يكون سببها نقص أحد الفيتامينات أو المعادن أو التهابات في فروة الرأس، ويجب أن يتم العلاج عن طريق علاج السبب بطريقة علمية».


وأضاف «أما من الناحية الشرعية فإذا لم ندرس الموضوع ونثبته علمياً، فهذا تقصير منا في إثبات شروط إعطائه ولمن يُسمح بتناوله، لكن يجب الانتباه إلى أن أنواع الإبل مختلفة، وبول الإبل يتغير حسب ما يأكله ويشربه، ومن المؤكد أنه لا يعالج كل المشاكل».
بدوره، أبدى طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله بهبهاني تحفظاً على تناول بول البعير، مستنداً في ذلك على «تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي رأت أن ذلك قد يؤدي الى انتقال مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Corona MERS»، مشدداً على أنه «لا توجد دراسات علمية محكمة تثبت فوائد بول الإبل المدعاة ومقارنتها بالعلاجات الدوائية الحديثة، ورغم وجود بعض الدراسات والأبحاث المتفرقة هنا وهناك، إلا أن الشوط لا يزال بعيداً».
وأضاف: «الباحثون في هذا الأمر يجب أن يكونوا موضوعيين وذوي منهجية علمية بحتة، بعيداً عن أي مؤثر عاطفي أو ديني قد يدفعهم إلى الانحياز إلى اتجاه معين»، مشيراً إلى أنه «رغم مرور سنوات طويلة لم نسمع عن تجارب سريرية وصلت للمرحلة الثالثة ولو حدث ذلك لأحدث ثورة في المجامع الطبية العلمية».
من الناحية الشرعية، أكد عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأسبق الأستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف، في تصريح لـ «الراي»، أن «جمهور العلماء قالوا بطهارة بول الإبل، وورد في السنة استعماله في علاج مرض الاستسقاء، وكل طاهر ينتفع به جاز بيعه وشراؤه».
من جهته، قال الباحث العلمي في الموسوعة الفقهية الداعية عبدالله نجيب سالم لـ «الراي» إن «بول الإبل هو بول حيوان مأكول اللحم، وأبوال الحيوانات مأكولة اللحم مختلف فيها بين العلماء. فجمهور العلماء يقول إنها نجسة، وقال بعضهم كالإمام مالك وغيره إنها طاهرة». وأضاف «مع قول البعض إنها نجسة فإنه يُرخص للمريض أن يأخذ منها ما يداوي بها علته»، لافتاً إلى أن «بيع بول الإبل للاستشفاء عادة قديمة وليست جديدة للاستشفاء من بعض الأمراض».
وخلص سالم إلى القول إن «الأصل في تلك الأبوال أنها نجسة، والاستفادة منها إن ثبتت طبياً وكانت ليست بذات مضرة فيجوز بيعها ترخصاً وإن كان ما يتم بيعه نجساً»، موضحاً أن «بيع قارورات أبوال الإبل جائز إذا لم يكن مضراً وتم استخدامه حسب الحاجة أو الضرورة». واختتم بالقول «يشاع بين الناس في الطب الشعبي استعمال هذه الأبوال لكن كثيراً من الأطباء ينكرون ذلك مثل هذه الأمور التي يجب أن يُسأل عنها الأطباء ويؤخذ برأيهم فإن قالوا لا فائدة منها فلا يجوز بيعها وإن قالوا محتمل أن يكون بها فائدة فعند ذلك يُرخص بيعها».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي