الآلاف من ضحايا تجار الإقامات بلا مأوى ولا عمل... ويعيشون باليومية

عمالة «أمغرة»... لقمة مغمّسة بالقهر!

تصغير
تكبير

تحت وطأة حرارة الشمس الحارقة، يقف عمال من مختلف الجنسيات على قارعة الطريق في سكراب أمغرة، يترقبون وصول أي سيارة ليتسابقوا إليها ويتزاحموا على نافذة السيارة عارضين خدماتهم وأعمالهم اليومية، مستعرضين بسرعة مهاراتهم وخدماتهم بطريقة عشوائية، لعلهم يحصلون على فرصة عمل تسد رمقهم وتؤمن لقمة عيش لأسرهم، وسط أزمة اقتصادية تركت ندوبها على الجميع.
سكراب أمغرة يضم الآلاف من العمال المصابين بـ«فيروس تجار الاقامات» الذين مصوا دماءهم وحصدوا أموال البسطاء وباعوهم الأوهام، بالمجيء إلى الكويت وتحصيل العمل والمال، ليجدوا في النهاية أنفسهم في الشارع بلا عمل ولا مأوى.
«الراي» جالت في سكراب أمغرة، ورصدت الوضع، حيث كان يوجد عدد من العمال يستظلون تحت شجرة مورقة من مختلف الجنسيات، تقدموا إلينا فور توقف السيارة، وقاموا بعرض خدماتهم بأجر يومي زهيد، وعندما علموا اننا صحافة ونريد رصد معاناتهم، هربت الغالبية منهم، بينما وجدها من بقوا فرصة ليتحدثوا عن معاناتهم اليومية في الحر، ورغبتهم في السفر إلى بلادهم بعد أن ضاقت بهم السبل في ظل انعدم العمل الذي كان يمنحهم الاستقرار.


أحد العمال من الجنسية الأفريقية، قال «أنا لا أعرف كفيلي، حيث جئت إلى الكويت بإقامة (راعي غنم) ولكن وجدت نفسي من رعاية الاغنام إلى الشارع أبحث عن قوت يومي، فأحمل أكياس الاسمنت والطابوق بأجر يومي بسيط». وقال عامل من الجنسية السودانية «أستيقظ يومياً الساعة السادسة صباحاً، وأجلس على جانب الطريق، بحثاً عن أي عمل يومي في البناء والهدم والمجاري وأي عمل يحتاج إلى مجهود جسدي، ونتناول طعامنا في الشارع لعدم وجود مأوى، وننام في أغلب الاحيان في السيارات المهملة في السكراب».
وأضاف أحد العمال من الجنسية المصرية «لا أملك إقامة ولا جواز سفر، لأنه محجوز عند الكفيل»، مشيراً إلى أن «العمل في فترة الظهيرة صعب، ومع هذا تضاعفت أعداد العمالة بسبب تجار الاقامات الذين همهم الاول أخذ الاموال من العمال من دون مراعاة لظروفهم حيث إن معظم العمال باع كل مايملك حتى يأتي إلى الكويت».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي