لعدم تمكنها من معالجة قيود العملاء عقب إلغاء جلسة الأربعاء
5 شركات تداول «أونلاين» عرضة... للانكشاف
متداولون إلكترونياً باعوا محلياً واشتروا أسهماً خليجية... فانكشفت الحسابات
تواجه بعض شركات الاستثمار التي تقدّم خدمات التداول «أونلاين»، إشكالية ليست سهلة، تتمثل في انكشافات داخلية عقب تنفيذ صفقات بكميات ومبالغ كبيرة خلال جلسة الأربعاء الماضي التي ألغيت تعاملاتها بتعليمات من هيئة أسواق المال.
وقالت مصادر مسؤولة في شركات استثمار «نفّذ العملاء عملياتهم كالمعتاد يوم الأربعاء ثم أجروا تدويراً لأموالهم عبر تنفيذ صفقات أخرى بالسيولة الناتجة عن صفقات البيع الأولى، فيما واصلت شركات الوساطة المرتبطة بالكيانات الاستثمارية عملية تعديل أرصدة العملاء منذ صباح الخميس وحتى مساء أمس السبت».
وأشارت إلى أن بعض عملاء الشركات لديهم حسابات استثمارية محلياً وأخرى في أسواق خارجية بعضها خليجية، لكنها تستغل محفظتها المالية المحلية في تحركاتها الآلية «أونلاين»، عبر الشركة مقدمة الخدمة، موضحة أن بعض العملاء استغلوا ناتج صفقات الأربعاء بتنفيذ صفقات في أسواق أخرى، إلا أن إلغاء تداولات بورصة الكويت جعلهم منكشفين لدى الشركات الاستثمارية التي تُتيح لهم مرونة في التحرك الإلكتروني، فيما تظل الشركات مُطالبة بتسوية أوضاعها أمام منظومة السوق المحلي التي ألغت الصفقات!
وأضافت المصادر «بالفعل، هناك ربكة داخل 5 شركات استثمار كُبرى تقدم خدمات التداول الإلكتروني للعملاء»، منوهة إلى أن الشركة الكويتية للمقاصة تتعامل مع تلك الشركات من خلال حساب وحيد هو حساب العملاء، ومُطالبة بإجراء المعالجات التي فرضها الإلغاء، في حين تتولى الشركات عملية مواءمة حسابات العملاء لديها.
وحول توقف عدد من شركات الوساطة وعدم تمكنها من الدخول على أنظمة البورصة في بداية تعاملات الخميس الماضي، أكدت المصادر أن القطاع مر باختبار شديد الصعوبة، إذ انقسم بين شركات تعمل محلياً ولديها القدرة على مواكبة الإلغاء، وأخرى تقدم خدمات مشتركة بالتنسيق مع شركات استثمار كُبرى لم تتمكن من معالجة القيود سريعاً.
ولم تستبعد المصادر احتمالية عدم عودة بعض شركات الوساطة إلى العمل اليوم لعدم توفيق أوضاع عملائها وحساباتهم، إلى جانب المشاكل التقنية بأنظمتها الداخلية التي يوفرها مزوّد برامج إدارة أوامر البيع والشراء على الأسهم.
ورغم أن «هيئة الأسواق» استندت في قرارها بإلغاء تداولات الأربعاء على إمكانية حدوث انكشافات وصعوبة إلغاء جزء مُحدّد من التعاملات، إلا أن شركات استثمار قيادية باتت تواجه أزمة الانكشاف وربما الخسارة نتيجة ما حدث.
وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر بأن الجهات الرقابية كانت حريصة على إبلاغ المؤسسات العالمية بتطورات الموقف تباعاً، إلا أن بعضها استغرب إلغاء التداولات كاملة، فيما لوحظ بحسب المصادر مخاطبة مؤسسات استثمارية لشركات وأطراف ذات علاقة تحمل استفهامات حول ما حدث من تطورات.
وتترقب الأوساط الاستثمارية ما ستشهده جلسة اليوم، خصوصاً بعد أن تكررت خسائر الأسهم القيادية لجلستين متتاليتين، متوقعة أن تشهد أسهماً ثقيلة تراجعاً اليوم، ما لم تلق اهتماماً من المحافظ والصناديق، لا سيما أن العديد من المتعاملين بأسهم مصرفية قد يتحوّلون نحو أسهم تمنحهم عائداً أكيداً، في ظل احتمال عدم توزيع بنوك أرباحاً نقدية عن 2020، إذا استفادت مما أقرّه بنك الكويت المركزي من تخفيف للمتطلبات الرأسمالية.