ضحايا «كورونا» من الإسعاف إلى القبر مباشرة... لا غسل ولا رثاء ولا نظرة أخيرة
... أن تموت وحيداً في الكويت!
سيارات الجنائز أمام مقبرة الجهراء (تصوير نايف العقلة)
وقف عدد قليل من المشيعين في مقبرة الجهراء، لتشييع جثمان أحد المتوفين بفيروس «كورونا» المستجد، يلفهم الحزن والحيرة فيما يسود المكان الموحش ربكة وصمت لا يقطعه إلا رنات الموبايل «ها... نجي».
حرارة الشمس الحارقة دفعت المشيعين للوقوف تحت مظلة المغسل، في انتظار وصول الجثمان من المستشفى، لاستكمال إجراءات دفنه وفقاً للإجراءات الصحية الجديدة لدفن الموتى المصابين بالفيروس، والتي من بينها عدم الدخول إلى مغسل المقبرة، حيث يتم الدفن فوراً من دون تغسيل ويكتفى بالتيمم.
حينما بدأت سيارة الإسعاف التي تحمل الجثمان بالدخول إلى بوابة المقبرة، تحرك المشيعون نحو السيارات لينطق أحد العاملين في المقبرة «راح نطلع للمقابر على طول وليس هناك تغسيل ولا نظرة أخيرة حفاظاً على سلامتكم».
وأمام عشرات من القبور المحفورة تتوقف سيارة الإسعاف لتنزل الجثمان الذي يلفه غطاء طبي من البلاستيك ويسجى في القبر ويدفن بسرعة قبل أن تؤدي الحشود القليلة صلاة الميت على المتوفى، ثم يُغادر الجميع من دون إقامة أو تلقي العزاء بسبب إغلاق صالة استقبال المعزين في المقبرة.
«الراي» شهدت في مقبرة الجهراء، تشييع أحد المتوفين بالفيروس، والتقت أحد العاملين في المقبرة الذي وافق على الحديث لكن من دون ذكر اسمه، وقال إن «الإجراءات الخاصة بالمتوفين بسبب فيروس كورونا تختلف عن إجراءات الوفاة العادية، فالمتوفى بكورونا لا يغسل، بل يتم الاكتفاء بالتيمم من خلال مسح الميت بالرمل من فوق الكيس الذي يغطي جسمه ثم يصلى عليه ويدفن».
وأشار إلى أنه «لمنع انتقال العدوى في أثناء التعامل مع الجثمان لا يتم تغسيل الميت، ويجب الالتزام بإجراءات وزارة الصحة، حيث يتم التعامل مع الجثمان بطريقة طبية في المستشفى، تشرف عليها وزارة الصحة في المستشفيات بدلاً من مغاسل الموتى في المقبرة، ويصل الجثمان ملفوفاً بكيس طبي مباشرة إلى المقبرة».
وأكد أن الجميع في المقبرة ملتزم بالإجراءات الصحية في الوقاية الشخصية واحتياطات مكافحة انتشار الفيروس منعاً لانتقال العدوى بعد نقل الجثامين «فالجميع هنا يرتدي الكمامات وواقيات العينين».