وسط ما تشهده بلدانها من تخفيف لقيود «كورونا»
«غلوبال فاينانس»: التدفقات الاستثمارية تعود إلى الأسواق الناشئة... الخطرة
ذكر تقرير نشرته مجلة «غلوبال فاينانس» أن التدفقات الاستثمارية بدأت تتخذ طريقها مجدداً نحو الأسواق الناشئة التي تتسم بالمخاطر، وذلك بعد عودة ثقة المستثمرين الحذرة وسط ما تشهده البلدان من تخفيف للقيود المفروضة جرّاء تداعيات وباء «كورونا».
وبحسب معهد التمويل الدولي، فإن المستثمرين الأجانب سحبوا 95 مليار دولار من أسهم الأسواق النامية في شهر ونصف الشهر من حالة الطوارئ العالمية ابتداء من أواخر فبراير الماضي.
وفي هذا السياق، أوضحت مديرة قسم استراتيجية العملات الأجنبية في «Rabobank»، جين فولي، أن حجم التدفقات الخارجية بلغت نحو 4 أضعاف الحجم المسجل بعد بداية الأزمة المالية العالمية لعام 2008، ما يعكس جزئياً مخاوف المستثمرين بشأن قدرة الحكومات في الاسواق الناشئة على التعامل مع الطفرة في حالات الإصابات التي تشهدها المستشفيات، إضافة إلى حاجتها للاقتراض.
وتوقعت فولي أنه في حال تعافي الثقة في الأسواق الناشئة يمكن أن يمثل ذلك تحولاً في قوة الدولار الأميركي الأمر الذي من شأنه أن يعيد التدفقات مرة أخرى إلى الأسواق النامية. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعود الثقة تماماً.
ووفقاً لتقرير «غلوبال فاينانس»، أغلقت بعض الأسواق الناشئة بورصاتها بينما عانت أسواق أخرى من نقص في سيولة العملات الأجنبية، وفي الوقت الذي ساءت فيه شهية المخاطر عالمياً مع انتشار الوباء، خرجت تدفقات الاستثمارات من الأصول ذات المخاطر إلى ما يسمى بالملاذات الآمنة.
وبيّن التقرير أن السلطات في الأسواق التي فرضت قيوداً على اقتصاداتها، عملت مع البنوك المحلية لتنفيذ خطط للحفاظ على عمل الأسواق بنجاح مع الحد الأدنى من الانقطاع، لافتاً إلى أن العديد من هذه الأسواق المقيدة بالمخاطر لم تكن قادرة على تلبية الزيادة الحادة في الطلب على العملات الأجنبية، ولكنها عملت على معالجة هذه القضايا.
ومع تزايد الرغبة في المخاطرة الآن، فقد تبدأ الأسواق المقيدة في التمتع ببعض التدفقات الوافدة خلال الأسابيع المقبلة.
من جانبه، أوضح كبير خبراء الأسواق الناشئة في «Rabobank»، بيوتر ماتيس، أن السياسات النقدية الداعمة التي تتبناها البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، بما في ذلك أول برامجها لشراء الأصول، تساعد على التخفيف من المخاطر في الاستثمار في الأصول ذات العائد المرتفع، مبيناً أن الطلب على العملات ذات العائد المرتفع ازداد على نطاق واسع في مايو الماضي، بقيادة الراند الجنوب أفريقي، والروبل الروسي، والبيزو المكسيكي الأفضل أداءً.
ووفقاً لماتيس، فإن ما يمنع من الهتاف بحماس للشراء من الأسواق الناشئة، هو التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين.