جرعة تفاؤل وحسرة

تلقيت اتصالاً هاتفياً من شاب لا أعرفه وأظن أنه من جيلي.
بعد السلام، راح يشرح لي بصوت ممزوج حسرةً وتفاؤلاً أنه ومجموعة شبان وشابات انشأوا منصة على الانترنت اسمها «معنيين ومختصين»، وهي منصة لكل من تعنيه المصلحة العامة، وكل مختص يسعى لرفعة الكويت، كما قال.
ثم طلب مشاركتي ودعمي لهذا العمل الذي يتشارك فيه مخلصون ومحبون لهذا الوطن.

لم يُتح لي برهة للتفكير والسؤال حتى راح يردد، «ما المانع من مشاركة جميع افراد المجتمع في رصد جميع التحديات الحالية والمستقبلية؟ ولِمَ لا توضع الحلول الممكنة والاقتراحات من أصحاب الاختصاص مع آلية تطبيقها والمساهمة في تنفيذها؟».
«لِمَ لا ترسخ ثقافة مجتمعية واعية وعلى قدر من المسؤولية للاستفادة قدر المستطاع من جميع التجارب ليكون المجتمع الكويتي من المجتمعات المنتجه والمرموقة ؟، وما الذي يمنعنا من السعي في تحديد مواطن الخلل التي تحول دون تقدم الدولة ومؤسساتها وتقف حائط صد أمام الحلول الخلاقة والأفكار الإبداعية، والتي تتطلب تمكين البيئة المناسبة لتنفيذها ؟، وما مدى حاجتنا لرفع الروح المعنوية والدفع باتجاه توحيد صفوف المجتمع وامكاناته في سبيل تجديد الثقة ما بين مؤسسات الدولة والمواطن؟».
لا أنكر أنه اعطاني جرعة من التفاؤل وحسرة أيضاً، ولأن الكلام لا يختلف عليه اثنان ابديت اهتمامي وشكرته على ثقتهم التي دفعتهم للاتصال بي وسأكون عوداً وسط حزمة واصغر جندي لكل عمل يصب في مصلحة وطني، أما الثقة بمؤسسات الدولة فأعتقد أن الطريق أمامنا طويل إذا ما استثنينا (سنة الكورونا) حتى الآن وحتى أكون منصفاً.
اللهم قصّر المسافات.
Twitter: @hamadaljedei