بوح صريح

مثقف ولكن...!

تصغير
تكبير

كُنا منذ أيام في نقاش مهم حول المثقف البذيء والهمجي. وهي مسألة تحتاج وقفة وتحليلاً. فكيف تتفق الثقافة مع غياب الخُلق. كيف يكون الإنسان مطلعاً وقارئاً جيداً وربما متخصصاً ممتازاً في مجاله، لكن سيئ السلوك والألفاظ... الأمر صعب! مثل صحافي يكذب وطبيب يغش أو أكاديمي يسرق أو فنان يزوّر... كيف؟ ليس فقط صعب بل ولا يقبله المنطق. لكن منتشر للأسف وفرض نفسه على واقعنا الرديء. وأصبح شبه مقبولة.
لأنك ببساطة لا تكون مثقفاً أصيلاً، حتى تمتلك الأخلاق الحميدة. وإلّا كانت ثقافتك مشوهة.
ثم نجد أنه من السهل الانخداع بالمثقف لاعتقادنا بأنه نزيه. أو بمتخصص تحضره الجودة والاتقان في عمله. لكن مع غياب السلوك الحسن من جهة أخرى.
لقد ارتبطت لدينا بالفطرة النزاهة بالثقافة. فنظن المثقف نبيلاً وراقياً وشامخاً وعزيزَ نفسٍ؛ غير قابل للانحطاط والشراء. لكننا مخطئون. بينما ادعاء الثقافة سهل والانسياق وراء بريقها جاذب وكاذب معاً. لكن عدم ارتباطها بالأخلاق جريمة فادحة. صعب تقبلها وتجاوزها.
فالجدال والقيل والقال بناء على غوغاء وأخبار متناقلة أضيفت إليها وقُصت منها الحقيقة، والشفافية والموضوعية. إضافة لـ«فلان قال وعلان علّق»... يدل على أننا شعوب عاطفية نهوى السمع ونبني عليه الخطط والأفعال والتحركات من دون تقصي الحقائق وتتبع الأحداث الواقعية. فنحن نستزيد لنروي تعطش فراغ نفسي وحيرة عقلية نملؤهما بالإشاعات ونستلذ بالأحقاد. ظناً منّا أننا بها نكبر.

همسة..
شوارع الكويت مساء خالية
تصفر فيها رياح قدوم الصيف
تتحاور الأرصفة مع أعمدة النور
الظلال الأصفر يجاور الأحمر
السواد ينفض عن جناحه دموع النجوم. ويرسم كحله مجدداً. روائح الشاي بالهيل والقهوة العربية تختلط بخطى حيوان بريء ولّى ذعره فخرج يصافح وجه المدينة. ويخفف عنها الوحشة والوحدة. وحمامة هبطت لتهمس للظلمة بسر بياضها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي