«كورونا» حال بينهم وبين إقامة مجلس تأبينهم السنوي
أهالي شهداء مسجد الإمام الصادق: حاضرون في عقولنا وقلوبنا... بدعواتنا وصلواتنا
الشمالي: قراءة الفاتحة عوضاً عن زيارة مقابرهم
الفيلي: فئة ضالة حولت رسالة الدين والتعبد لله إلى رسالة موت
القطان: الشهداء أنبل من في الأرض وأكرم من في السماء
البغلي: لم يغب عن ذاكرتنا مجيء سمو الأمير إلى موقع الحادثة مباشرة وكلماته «هذولا عيالي»
حال فيروس «كورونا» المستجد، الذي يحل ضيفاً ثقيلاً على دول العالم قاطبة، بين أهالي شهداء مسجد الإمام الصادق ومجالس التأبين التي كانوا يحيونها سنوياً وزيارة القبور لقراءة الفاتحة على أرواح هؤلاء الشهداء، حيث اكتفى الأهالي والأقرباء والمحبين باستذكارهم في الصلوات من خلال الدعاء لهم بأن يسكنهم المولى عزّ وجل، فسيح جناته.
وقال الشيخ حسين الشمالي «صحيح أن فيروس كورونا حال بيننا هذه العام وبين إقامة مجلس التأبين لشهدائنا، إلا أن هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا في مثل هذه الأيام المباركة. لم ننسهم حتى نتذكرهم، فهم حاضرون معنا في صلواتنا وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة».
وأضاف الشمالي «شهداء مسجد الإمام الصادق ومنذ استشهادهم، لم يفارقوا ذاكرتنا قط، وسنكتفي هذا العام بقراءة الفاتحة عليهم عوضاً عن زيارة مقابرهم، والدعاء لهم بأن يسكنهم المولى عزوجل فسيح جناته، التزماً بالتعليمات الصحية والأمنية التي فرضها فيروس كورونا».
من جانبه، قال الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي «إن الاحتفالات الطقوسية التي يتم تنظيمها لإحياء ذكرى شهداء هذه الواقعة الأليمة مهمة، ولكن الأهم من هذا الأمر ان يستذكرها الإنسان مع نفسه ومع أقربائه، مثلما استذكرتها في أول وثاني جمعة من شهر رمضان المبارك».
وأضاف الفيلي «ان هذه الواقعة لها أبعاد عدة، فبالنسبة للوضع العائلي، ارتقى أقرباء لي في هذه الحادثة وعلى المستوى الإنساني، نحتاج إلى التفكير لمعرفة كيف لإنسان ذهب لكي يتعبد ربه في بيته خلال شهر رمضان الكريم، أن يذهب ضحية لفئة ضالة، حولت رسالة الدين والتعبد لله، إلى رسالة موت».
وتابع الفيلي: إن ذكرى هؤلاء الشهداء حاضرة معنا دائماً، ولكن يبقى لدينا سؤال مهم، ماذا فعلنا حتى لا يتكرر هذا الفعل وحتى يكون الجميع في مأمن بعيداً عن مثل هذه الحوادث.
من جهته، قال مجدد مسجد الإمام الصادق حسين القطان، إن «هذه المناسبة واحدة من تلك الصفحات المضيئة التي نقف اليوم في ذكراها السنوية، لنجدد استنكار الشعب الكويتي للجريمة التي روعت الكويت وأهلها، فكلما صدح الأذان في هذا المسجد استذكرنا شهداء الصلاة والصيام رحمهم الله، فطوبى لكم أيها الشهداء يا أنبل من في الأرض وأكرم من في السماء».
وأضاف القطان: نحن نستذكر لهفة سمو الأمير الذي وقف على الحادث بعد دقائق معدودة يتفقد أبناءه وقال كلمته المشهورة (هذولا عيالي) معززاً اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الكويتي والتي تتجلى مظاهرها بأبهى صورها في الملمات وهي النتيجة التي قهرت أعداء الشعب الكويتي وأعداء الأمة والدين.
وذكر أن ذكرى استشهاد هذه الكوكبة التي فارقتنا في شهر رمضان المبارك ستظل محفورة في قلوبنا وعقولنا، وندعو الله أن يزيل عنا هذا الوباء لنعود العام المقبل إن شاء الله ونحيي ذكرى مجلس تأبين هؤلاء الشهداء.
بدوره، قال الإعلامي علي البغلي «إن شهداء مسجد الإمام الصادق الذين ارتقوا إلى خالقهم بسبب العمل الإجرامي الذي نفذته فئة ذات عقيدة تكفيرية، هم دائماً في عقولنا وذاكرتنا».
وأضاف ان استذكارنا لهذه الكوكبة، اقتصر هذا العام على الدعاء لهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تداعيات جائحة (كورونا)، وعزاؤنا الوحيد، أن هؤلاء الشهداء حاضرون في وجداننا ولم يغيبوا عن بالنا، كما لم يغب عن ذاكرتنا مجيء سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه إلى موقع الحادثة عقب وقوعها مباشرة وكلماته «هذولا عيالي».
المآذن صدحت بـ... التكبيرات
صدحت مآذن المساجد بتكبيرات العيد، في ظل غياب المصلين نتيجة الإجراءات الصحية لمواجهة فيروس «كورونا»، حيث واصلت الجوامع والمساجد إغلاق أبوابها، بعد الفتوى الشرعية بتأدية صلاة العيد في المنازل.
الأحبة الراحلون... عُذراً!
| كتب ناصر الفرحان ونايف كريم |
عُذراً يا أحبتنا الراحلين... فحتى زيارتكم كل عيد للوقوف على ذكراكم واسترجاع محياكم الذي ما فارقنا، حَرمنا منه الوباء هذا العام، فلم نقدر على زيارتكم، وتنسم الهواء فوق ترابكم.
فقد جرت العادة صباح كل عيد، وبعد أداء المسلمين صلاة العيد في المساجد والساحات، أن تتوجه غالبية الأهالي والأسر وأبنائهم، لزيارة أحبابهم وذويهم المتوفين، إلّا أن هذه السنة، لم يتمكن أحد من زيارة قبورهم والدعاء لهم بسبب الحظر الكلي المفروض بسبب فيروس «كورونا» والإجراءات الصحية، وقرار بلدية الكويت بمنع زيارة المقابر.
وسيكتب التاريخ أن عيد الفطر المبارك الذي حلّ في العام 2020، كان غير مسبوق، إذ غاب الناس واختفت طوابير السيارات والزحمة في الطرق المؤدية لمقابر الصليبيخات وصبحان والجهراء.
«الراي» زارت مقبرة الصليبخات صبيحة العيد، حيث لا أثر لأي من ذوي المتوفين أمام قبور موتاهم، بسبب التزام الجميع بعدم خروجهم من المنازل، فيما كانت في السابق تشهد ازدحاماً شديداً، حيث تلهج الألسنة بالدعاء للأموات بالرحمة والمغفرة، ويستذكرونهم بتلاوة القرآن الكريم.
كما كان العديد من كبار السن يحرصون على مرافقة أبنائهم، وحضّهم على زيارة قبور أسرهم وذويهم، وتعليمهم بأن الدنيا ليست إلّا محطة ترانزيت، جميعنا عابرون، وفي نفس الوقت حتى يتعظوا ممَنْ سبقونا وأصبحوا تحت التراب، يواجهون أعمالهم أثناء حياتهم.