اخبص...

مفردة جميلة من مفردات أهل هذه الديرة الطيبة، يستخدمها الذين يعملون في رحاب البناء، فإن الاستاذ (1) يقول للمزوري (2)، الذي يعمل معه اخبص - أي اخلط - الجص لكي يبدأوا في عملية البناء والتشييد، وهم يرددون تلك الأهازيج الجميلة:
هلمة لبنه هيه طاول
ما أجمله من مشهد كله حيوية ونشاط وإقدام وتفاؤل يشبه مشاهد أهل هذه الديرة الطيبة، عندما يصيبهم أي ضرر فإن أهلها جميعاً يقفون صفاً واحداً، والتاريخ ممتلئ بمشاهد ومناظر وصور لتعاون أهل هذه الديرة الطيبة.

وها هم اليوم يتحدون جميعاً في مواجهة هذا العدو الفتاك والوباء الوبيل... فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
فقد اضطربت الدنيا وأصاب العالم كله القلق والهلع وتفشى الوباء، وإجراءات كثيرة من أجل القضاء على هذا العدو، حتى الدول المتقدمة في أساليبها الصحية ومستلزماتها الطبية، وقعت في حيرة بصدد هذا العدو، وأصاب كثيراً من الناس بالأوهام والأمراض والوساوس واضطربت أحوال بعض الناس، واستخدم العنف وفقد الكثير وظائفهم.
نسأل الله الكريم أن يفرج عن جميع المكروبين.
اجتماعات كثيرة للمتخصصين والخبراء في مجال الطب ومكافحة الأوبئة للوصول إلى مصل ضد هذا العدو، ولم تزل التجارب تترى والوباء يتوغل وكثيراً من الإجراءات والاحترازات، قامت بها هذه الديرة لتحفظ أبناءها وكل القاطنين على أرضها، فوجهت نحو سبل كثيرة من أجل حماية الناس، وبقائهم في المنازل كي لا يأتوا بالمرض إلى أهلهم وذويهم، لأن الفيروس - كما يقولون - ينتقل بالملامسة وعن طريق الرذاذ، حتى الكلام فإنه ينقل العدوى.
ما أصعبه من عدو، وما أكثر توغله وما أسرع انتشاره ولا يمكن القضاء عليه إلا بالبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للحاجة القصوى.
فعسى ساعات المشي قبل الإفطار أن تكون ساعات آمنة، وكيف تكون آمنة والمجاميع تخرج من بيوتها حتى الأطفال يصطحبونها، كأن البعض خارج من سجن يريد الحرية، إنما الحرية والاستمتاع بالحياة، أن تظل في البيت آمناً لكي نحفظ أنفسنا والآخرين، من ضرر هذا العدو الفتاك.
نسأل الله الكريم أن يوفق جميع المخلصين، الذين يقفون في الصفوف الأمامية وفي كل مكان يجدّون، من أجل الحفاظ على ديرتهم وأهلها من كل شر.
والتحية لجميع الممرضين والممرضات، بمناسبة اليوم العالمي للممرضين، الذي صادف 12 من الشهر الجاري، فلجميع الجيوش البيضاء والفرق الأمنية والتنموية أجمل تحية.
ودعنا عزيزي القارئ نقرأ ما ينشده الأطفال في منازلهم هادئين مطمئنين:
بالصحة تزهو أيامي
وبها تتبدد آلامي
وأعيش حياة هانئة
تخلو من كل الأسقام
_________________
(1) الأستاذ: تطلق على رئيس البنائين.
(2) المزوري: هو العامل وجمعها المزورية