No Script

الشاعر اللبناني تحدّث لـ«الراي» عن عالَم ما بعد «كورونا»

محمد علي شمس الدين يرى من «عزْلته الأبدية» إنساناً آخَر

No Image
تصغير
تكبير

... لأن "كورونا" ليس الوباء الأول الذي يحصد أرواحاً بلا استئذان عبر التاريخ، ولأن الأدب العالمي لعب دوراً على طريقته في رواية ما حل بالشعوب والمجاعات مع الفيروسات اللعينة، عبر أعمال أدبية وشعرية وفنية توارثتْها الأجيال، جيلاً بعد جيل، يصبح مُلِحّاً طرْح السؤال الكبير عن عالَم ما بعد "كورونا"، كما يستشرفه الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين.

يتحدث شمس الدين، الذي يقرّ بأن عزْلته شخصياً أبدية وتالياً لم يتغيّر عليه الكثير في هذه الفترة سوى الإنقطاع عن بعض العادات كالذهاب إلى البحر ولقاء بعض الأصدقاء فقط، عمّا يصفه بـ "الوباء البلاء"، ويقول لـ "الراي": "كورونا آفة كونية، وأشبه ما تكون بأي حرب كونية، كالحرب العالمية الثانية التي أبادت عدداً كبيراً من الناس، ونشرت أيضاً مرض الطاعون فزال من الوجود جزء كبير من البشر. وهذه الأوبئة قديمة على الأرجح إذا قرأنا شيئاً عن تاريخ الأوبئة، لكن الجديد في "كورونا" أنه "وباء مُعَوْلَم"، أي أن العالَم مفتوح على بعضه بالتواصل، وتالياً فهو سريع الإنتشار. والمشكلة الأخرى أنهم حتى الآن على الأرجح لم يَجِدوا له مصلًا واقياً أو دواءً شافيا. وعليه، فإن خطَره مفتوح وأهم ما يثيره هو الريبة والخوف".

ويضيف: "السؤال الكبير هل أن الطبيعة بأخلاطها التلقائية هي التي صنّعت هذا الفيروس أم أن ثمة دوائر إستخباراتية حربية لدى بعض الدول العظمى، كالولايات المتحدة، ولا أبرئ الصهيونية، والصين أيضاً، هل تكون هي التي في مختبراتها البيولوجية صنّعت هذا الوباء السلاح وأفلتتْه أو أَفْلَتَ من يدها ليكون الموضوع جزءاً من حربٍ جديدة غير عفوية؟ لست أدري. وأنا أميل إلى هذه النظرية بأن "كورونا" حربٌ مُدَبَّرَةٌ وليست تلقائية، علماً أن الطبيعة ومنذ قديم الزمان تردّ للإنسان ما يعطيها إياه. فإذا صَفَعَ الشجرة تصفعه، وإذا وسّخ مجاري المياه فإنها تنعكس عليه، وإذا نفث في الفضاء السموم فهي تعود إليه. وهكذا. إذاً هناك أخْذٌ وردٌّ بين الطبيعة والإنسان".

وشمس الدين الذي يفترض ويرجّح "فكرة أن العالَم بعد المعاناة مدعو إلى إيجاد دواء ومصل لهذا الفيروس في المختبرات الطبية والعلمية المتطورة في أكثر من مكان"، يرى أن التغييرات الناتجة عن هذا الوباء، وكأي حرب كونية "ستطال الكرة الأرضية بكاملها. الدول الكبيرة والصغيرة. والإقتصاد سيتأثر تأثراً كبيراً، وانقسام الدول سيتأثر والتحالفات ستتغيّر والأفكار والأشعار أيضاً"، مشدداَ على أن "الإنسان في ذاته سيتغيّر، لأن الإنسان ما بعد هذه المحنة هو غير إنسان ما قبْلها".

وعن ملامح هذا الإنسان، يقول: "ستتغيّر نظرتُه للأشياء وكذلك إحساسه بها. وأرجّح أن تكون هناك ردّة إلى الإيمان بالدين وبالله عزّ وجلّ من دون أن ينفي ذلك الإيمان بالعلم. لكن سيكون هناك شيءٌ ما أبعد من العلم، شيء في الميتافيزيق"، معرباً عن اعتقاده أن "هذا الفيروس ـ الذي تحدّى البشرية بكاملها بما فيها من علوم واختراعات وأسلحة فتّاكة وجبروت مالي ـ سيجعل المفكّرين والعقلاء من الحكّام يعيدون النظر في أفكارهم. أما المجانين فسيبقون على جنونهم وهذا ما أراه".

ويضيف: "بالطبع ستتغيّر الأشعار والنظرة بمقدار ما. بالمناسبة، أنا كشاعر أقول أن في شعري ثمة تقاطع دائم للتاريخ والفلسفة، ومَن يعرف التاريخ ويتأمل في الفلسفة لا يُصاب بهذه المفاجآت الكبيرة، بل يعرف أن التاريخ هو فراغ ممتلئ وأن التحوّل هو سنّة الحياة وأن الموت هو النار التي تَغْلي عليها الحياة، وإنك ميت وإنكم لميتون بكل بساطة".

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي