ضوابط عدة يجب اعتمادها لصيامهم في رمضان

«كورونا» أكثر خطَراً على المصابين بالسكري

تصغير
تكبير
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم يشكل خطراً على مرضى السكري بالتسبّب بمضاعفات تؤدي إلى تصلب في الأوعية الدماغية الدموية والشرايين
  • حداد: فيروس كورونا يعرّض مرضى السكر لزيادة في معدل الوفيات تتراوح بين 7 إلى 9 في المئة بناءً على الدراسات والملاحظات

لا تزال العلاقة بين «كوفيد-19» ومرض السكري، مثار جدل يخيف الكثير من الناس، ولا سيما مرضى السكري الذين وجدوا في الفيروس خطراً حقيقياً يتربص بهم وينتظرهم للانقضاض عليهم وسلْبهم ربما حياتهم.
فما هي حقيقة العلاقة بين الاثنين، وهل مرضى السكري أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بكورونا؟ أم أنهم أكثر عرضة للمعاناة من تداعياته عليهم في حال الإصابة؟ وما هي نظم الحماية التي ينبغي اعتمادها ولا سيما خلال شهر رمضان المبارك؟
وفي حلقة حوارية تثقيفية وتوعوية أجرتْها شركة «سانوفي» عبر الإنترنت، لنشْر ورفْع مستوى الوعي الضروري حول «كورونا»، أشار الخبراء إلى أن مرضى السكري لا يتأثرون بـ «كوفيد-19» بوتيرة أكبر من الأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض، ولكن مضاعفات الإصابة بالفيروس تسير في خط تصاعدي، حين يعاني المريض من ارتفاع في نسبة السكر في الدم.


وذكّروا أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يشكل خطراً على مرضى السكري، من خلال التسبّب بمضاعفات تؤدي إلى تصلب في الأوعية الدماغية الدموية وتصلب الشرايين، وهو العامل الأكثر شيوعاً للفشل الكلوي المزمن الذي ينتج عنه غسيل الكلى المزمن وضعف عمل خلايا الدم، ولا سيما التي تتولى الدفاع عن الجسم ضد الإلتهابات الفيروسية الجرثومية، لافتين إلى أنه من هنا يكون خطر فيروس كورونا اشد لأن الجسم أقل قدرة على الدفاع.

ارتفاع نسبة السكر يزيد خطر الوفاة
وأكد البروفسور فارس حداد، وهو أستاذ مساعد ومستشار أول لأمراض الغدد الصم والسكري في الأردن، أنه على الرغم من أن مرضى السكري ليسوا أكثر عرضةً للإصابة بـ «كوفيد - 19»، إلا أن هذا الفيروس يعرّضهم لمزيدٍ من المضاعفات وزيادة في معدل الوفيات تتراوح بين 7 إلى 9 في المئة، بناءً على الدراسات والملاحظات، وعلى قاعدة أن ارتفاع نسبة السكر في الدم تؤثر بشكل كبير على الفيروس ومضاعفاته، وتشكل عامل خطر متصاعداً يمكن ان يؤدي الى الوفاة.
وقال إن هذه المضاعفات تصبح أكثر خطورة، إذا كان مرض السكري مصحوباً بأمراض مزمنة أخرى وخصوصاً السمنة وارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب والشرايين، لافتاً إلى أن الملاحظات السريرية أظهرت أن المتوفين جراء «كوفيد -19»، كانت لديهم نسبة سكر في الدم أكثر من الناجين، وأن 36 في المئة من الذين توفوا، أي واحد من أصل 3، كان لديهم مرض السكري، إذ تزداد هذه النسبة لتصبح واحداً من اثنين مع إضافة عامل التقدم في السن (فوق 65).
وأشار حداد إلى أن ارتفاع السكر في الدم يشكل عامل خطر قد يؤدي الى الوفاة في حال الإصابة بالفيروس، لا سيما عند الأشخاص الذين لا يعرفون أنهم مصابون بالسكري، ولا يأخذون أي علاج للتحكم بنسبة السكر في الدم، ولا يعتمدون أي احتياطات، مبيناً أن نسبة الوفيات عند هؤلاء تصل إلى 42 في المئة، بينما تبقى في حدود 15 في المئة عند الذين يتناولون أدوية وعلاجات للسكري.

التعامل مع السكري خلال أزمة كورونا
على مرضى السكري الحفاظ على معدل سكري مضبوط في ضوء جائحة «كوفيد - 19» لسببين رئيسين هما ضعف مقاومة الجسم عند مرضى السكري الذين لديهم ارتفاع مستمر للسكر في الدم، وضعف مقاومة الجسم عند مرضى السكري الذين لديهم أمراض أخرى مثل أمراض القلب والشرايين أو الكلى.
من هنا تأتي ضرورة التنبه الى الأمور الآتية في زمن «كورونا» عند مرضى السكري وهي:
1- أخْذ العلاج بانتظام ومن دون توقف، وخصوصاً الأنسولين في حالة الإصابة بالمرض والإلتهابات.
2- عدم وقف تَناوُل الإنسولين لا سيما بالنسبة للصغار لأن ذلك يستدعي نقلهم الى العناية المركزة في المستشفى ووضع أعباء إضافية على الجهاز الطبي والتمريضي.
3- الالتزام بالعلاج الذي يحدده الطبيب.
4- إجراء فحوص دم لقياس نسبة السكر بشكل متكرر ومتعدد يومياً (من 3 الى 4 مرات)، لضمان السيطرة على المعدّل الموضوع من قبل الطبيب المُعالِج، بحيث لا يتعدى 130 ميليغرام على الريق (قبل تناول الأكل بعد الاستيقاظ صباحاً)، و180 الى 200 ملغ بعد الأكل بساعتين، في وقت تختلف هذه الأرقام تبعاً للفئة العمرية للمريض وحالته والأمراض المُرافِقة للسكري.
5- ضرورة إجراء فحوص الحموضة الكيتونية للتأكد من نسبتها وخصوصاً عند الذين تتعدى نسبة السكر في الدم عندهم 350 ملغ، وبالإمكان إجراء هذا الفحص للبول في المنزل.
6- ضمان توافر أدوية السكري لمدة شهر أو أكثر لتجنّب الانقطاع عن العلاج.

المُعَرَّضون للخطر في رمضان
هل يمكن صيام شهر رمضان لمرضى السكري في ظل الخوف من مَخاطر الإصابة بالفيروس والمضاعفات الخطيرة التي يمكن ان تنشأ عن وجود السكري؟
يعتبر حداد أنه بشكل عام ليس في الصيام أي مخاطر إضافية لغالبية مرضى السكري، ولكنه قد يكون على درجة عالية إلى عالية جداً من الخطورة عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع مخزون السكر في الدم، والذين تعرّضوا لارتفاع الحموضة الكيتونية في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ومرضى القلب ولا سيما الذين يعانون من احتشاء في عضلة القلب، ومرضى الكلى، والمرضى المصابون بأي نوع من الالتهابات (الرئة أو الأقدام)، والحوامل، وكبار السن وخصوصاً الذين يعانون مشاكل صحية، وكل المصابين بأمراض أخرى حادة مثل الإسهال، القيء، وارتفاع الحرارة، والإعياء.
ويأتي ذلك إلى جانب الصغار الذين يعانون من النوع الأول من السكري، والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في الحرارة وعليهم استشارة الطبيب فوراً وتعديل نسبة الأنسولين التي يتناولونها.
وبين حداد أنه يمكن لمرضى السكري الصيام خلال شهر رمضان المبارك، شرط عدم التعرض لدرجة جفاف عالية، موضحاً أنه في حال شعر مريض السكري أثناء الصيام بالتعب وعدم القدرة على الحركة أو بالتقيؤ أو شعر برائحةٍ غريبة تشبه رائحة فاكهة تفوح من فمه فعليه بفحص معدل السكر على الفور، ونسبة الحموضة الكيتونية.
وأضاف «إذا كانت القراءات عالية فيجب وقف الصيام فوراً وتَناوُل كميات كبيرة من الماء لضبط معدل الحموضة الكيتونية، فالماء دواء سهل يوفّر على المريض الكثير من المضاعفات الخطرة».
أما في حال شعر المريض بهبوطٍ في السكري يَظْهر من خلال التعرق وزيادة دقات القلب والرجفة، فعليه المسارعة لأخذ كمية من السكر، تعيد نسبة السكر في الدم الى معدلها الطبيعي، في حين يبقى من المهمّ جداً بالنسبة للأطفال فحْص السكري من 4 الى 5 مرات يومياً، وكذلك نسبة الكيتونات وعدم وقف الإنسولين أبداً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي