No Script

الروائية اللبنانية علوية صبح تراقب «سقوط العوْلمة».. ولن تكتب الآن

No Image
تصغير
تكبير

يعيش العالم بأسْره في قبضة "كورونا"، وتتساقطُ الدول التي يغزوها الوباء اللعين كأحجار "الدومينو"، ويتحوّل الإنسانُ في كل مكان إلى "إصابة محتملة" تستوجب الحَجْر تفادياً للوقوع فريسة الجائحة التي تجعله رقماً في عدّاد المٌصابين وربما ... الموتى.

إنها تجربة غير مسبوقة، بعْدها ليس كما قبْلها، فكيف تعيشها الروائية اللبنانية علوية صبح؟ وماذا عن عالم ما بعد "كورونا"؟

تُلازِم الروائيةُ صبح منزلَها وتعمل على "قراءةٍ أخيرةٍ" لروايةٍ أنجزتْها وتأمل إصدارَها قريباً عند تحسّن الظروف وانتهاء مرحلة "كورونا"، متمنيةً "الخلاص لمجتمعاتنا العربية والإنسان أينما كان".

صبح التي قالت لـ "الراي" إن "العالَم ما بعد كورونا سيختلف عما قبْله، سواء كان ذلك على مستوى علاقات الدول أم على مستوى الأفراد والمجتمع"، تلفت إلى أن "الفيروس كَشَفَ أن هذه العوْلمة، عوْلمةُ اعتداءِ الإنسان على الطبيعة التي نحن مَن يحتاج إليها وليس العكس، هي عوْلمة واهية".

وتضيف ان "كورونا سينعكس أيضاً على الأدب، الذي يحتاج إلى الوقت ليرى ما فعلتْه عبقريةُ الإنسان في تدمير الأرض وتشويهها وإيذائها"، ثم تردف: "إنه سؤال وجودي بالنسبة إليّ، إنه يأسي من هذه الحضارة التي لوّثت الطبيعة".

وعمّا إذا كانت تتوقّع رؤيةَ إصداراتٍ تنتمي إلى "أدب الأوبئة"، تُجيب: "لا أعرف. ربما هناك مَن سيكتب الآن، ومَن سيكتب بعد هدوء العاصفة. بالنسبة لي لا أستطيع أن أكتب وأنا أعيش هذه المشاعر الإنسانية، وهذا الخوف على الإنسان العادي في كل بلاد العالم وأينما كان ... ربما تُنْتَجُ أعمالٌ فوريّة وربما في فترةٍ لاحقة، لكن الأساس يبقى في أهمية النصّ وماذا سيُكتب"، ثم توضح: "كَتَبَ غابرييل غارسيا ماركيز "الحب في زمن الكوليرا" بعد انقضاء سنوات طويلة، أي في عهد آخر. والآن عهد كورونا، ولا أدري بعد إنقضاء هذا العهد أي عملٍ سيحمل لقب رواية هذا الزمان وهذه المرحلة".

وتردّ صبح على السؤال عمّا إذا كان الأدب يلعب دوراً "تأبينياً" في هذا المجال، بالقول: "طبعاً الأدب يلعب دوراً في كل الأشياء. الأدب الكاشف والحقيقي والجميل والمبدع. فليس الأدب إبن الواقع فحسب، لكن الواقع أيضاً يتأثّر بالأدب عندما يكون على هذا النحو"، وفي رأيها ان "مساحة الأدب واسعة وشاسعة وتتّسع لكل الموضوعات، ومنها أيضاً العوامل الطبيعية أو الأمراض أو الفيروسات. ولكن تبقى القيمة الأدبية لما سُيكتب قياساً إلى ما يحمله من قولٍ كاشفٍ وجديدٍ ومُبْهر".

 

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي