قبل الجراحة

النجاح يبدأ بكلمة لا

تصغير
تكبير

معظم الدول في سباق من أجل الوصول إلى «اللقاح»، و من أجل التقليل من التداعيات الاقتصادية التي سببتها الجائحة.
كنت أتمنى أن نمتلك القدرة على إنتاج اللقاح، كما امتلكنا المقدرة على التصدي لهذه الجائحة... فالمجهود الجبار الذي تبذله أجهزة الدولة بجميع أطيافها يستحق الثناء.
وبما أننا لا نمتلك القدرة على تصنيع اللقاح... ليس من قلة المبدعين من المتخصصين والباحثين... ولكن لأن صناعة اللقاح مثلما هي بحاجة إلى مختبرات ومعدات متطورة فهي أيضا بحاجة إلى قوانين وتشريعات... فالتجارب السريرية لأي دواء جديد أو لقاح تحتاج إلى الكثير من القوانين والتشريعات... إذاً باختصار نحن غير مؤهلين تشريعياً قبل أن نكون علمياً لمساعدة أنفسنا والعالم على إنتاج لقاح لهذه الجائحة... إنما نحن مؤهلون مادياً للمساعدة على إنتاج اللقاح... كما كنا مؤهلين مادياً لفتح باب العلاج في الخارج...!


لو كان هناك شبه علاج لهذه الجائحة في إحدى الدول الأوروبية، لرأيت بعض نواب مجلسنا الموقر عند بوابة العلاج بالخارج حاملين ملفاتهم للتوسط... نعم للتوسط لعلاج كل من لا يستحق العلاج... و ترك كل من يستحق لمصيره مع اللجان.
لو كان هناك شبه علاج لهذه الجائحة في إحدى الدول، لرأيت بعض نوابنا الأفاضل أدام الله ظلهم يطالبون باستجواب وزير الصحة إذا عارض سفر من لا يستحق العلاج... أما إذا طالب وزير الصحة جلب الخبرات إلى البلد بدلاً من سفر المرضى فطرح الثقة يتم توقيعه قبل الاستجواب...!
للأسف... نعم للأسف فإنك لم تشاهد إلا القلة منهم يطالب بتطوير القطاع الصحي والعمل على جلب العلاج إلى البلد.
هكذا هي الأحداث أو هكذا نحن نراها ونفسرها...!
هذه الجائحة يجب أن تعيدنا إلى صوابنا.... يجب أن يعلم الجميع أن العبث الذي قام به بعض أعضاء السلطة التشريعية على مر السنين الطويلة الماضية يجب أن يتوقف... نحن لا نطالب بمحاسبة أحد فنحن لا نملك المقدرة على المحاسبة.... لكن يجب أن يتوقف العبث الهمجي على المنظومة الصحية.... من أجل مستقبل صحي لنا ولأحفادنا، فنحن بحاجة لأن نتحلى بالشجاعة ونعرف كيف نقول لا... نعم يجب ألا نخاف من كلمة لا...
فالأموال يجب أن تصرف لتطوير المنظومة الصحية في البلد... تطوير للطاقم البشري قبل أن نطور المباني والمعدات... فما نمر به الآن ما هو إلا مقدمة لأزمات صحية قادمة بالمستقبل... يجب أن نستعد لها الآن... الله يحفظ الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي