قلة الوعي انعكست في صور غير صحية أثناء ممارسة المشي

غايات الحظر الكلي تضيع في... ساعتين!

تصغير
تكبير



في السالمية  تحول شارع الخليج  إلى مهرجان احتفالي يغص بالمشاركين

مشاجرة في حولي ومباريات كرة قدم بالفروانية... وشوارع الجليب تحولت  إلى شبرة

استياء كبير  من صور الحشود  الكبيرة و«الراي» تنبأت مسبقاً بمشاكل القرار

مطالبات  بإعادة النظر  بالقرار إلغاءً أو تعديل التوقيت إلى الصباح  أو تعزيز الوعي


يبدو أن الوعي العام غائب عن إدراك الغايات الأساسية من فرض حظر التجول الكلي في الكويت، وما تضمنه القرار من فترة السماح بممارسة المشي لمدة ساعتين يومياً، فالصور التي وثقت ومقاطع الفيديو التي انتشرت، تؤكد كلها غياب الوعي من وراء القرار، وأن الغايات من وراء فرض الحظر بهدف تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي لتطويق انتشار فيروس كورونا المستجد، تضيع لدى خروج الناس لممارسة المشي.
فقد أثارت مقاطع الفيديو والصور للحشود الكبيرة التي خرجت، الغضب والاستياء وسط ما شوهد من تقارب واحتكاك بين المجاميع الذين ضربوا بالتعليمات الصحية عرض الحائط، فبعضهم سار في محيط الجمعيات التعاونية ومراكز التسوق، وجموع كبيرة سارت وسط الشوارع الداخلية من المناطق، وفئة ثالثة امتطت دراجاتها الهوائية، واخرون أخرجوا كلابهم في الشارع لالتقاط الصور، فكان المشي ببعض المناطق كارثة وليس كسائر الأيام العادية.
«الراي» في عددها الصادر الأحد الماضي حذرت من أبعاد المشكلة، وتنبأت بالمخاطر التي ستشكل أزمة حقيقية، بسبب التوقعات بالخروج الكثيف خلال فترة السماح من مُحبّي المشي وغيرهم، الأمر الذي سيخلّف حالة من الفوضى والازدحام وسيختلط الحابل بالنابل، فالقرار لن يخدم الرياضيين ولن يحقق أهدافه، وهذا ما تمت ملاحظته تماما في أول وثاني أيام الحظر، خصوصاً أن الكثيرين لم يتقيدوا بالتعليمات، سواء بالتباعد أو وضع الكمامات والقفازات.


ففي السالمية تحولت الساعتان إلى مهرجان ترفيهي رياضي اجتماعي، بازدحام على شارع الخليج والتقاط الصور وكأن الجميع يعيشون حفلا، وفي الفروانية تحولت الساحات الضيقة والكبيرة إلى ملاعب كرة قدم إضافة إلى دواوين على جوانب الطرق، وفي حولي تحولت الرياضة إلى عنف بحدوث مشاجرات بين الموجودين في الشارع. أما الطريف في الأمر أن تتحول الساعتان إلى سوق شعبية تباع فيها السلع الغذائية في جليب الشيوخ، وعن الزحام في المهبولة فحدث ولا حرج.
وقد ارتفعت إزاء تلك المظاهر مطالبات كبيرة بإعادة النظر بالقرار، إما بإلغائه أو تعديل التوقيت ليصبح في الصباح بعد الفجر للتخفيف من الزحام، أو تعزيز الوعي برسائل رسمية وإعلامية لإرشاد الجميع إلى الطريقة الصحية والسليمة لممارسة الرياضة.
وباستطلاع آراء المتريضين، قالت منى الحلوة إنه «لابد من التقيد بلبس الكمامات، لأنها ضرورية، الى جانب التباعد الاجتماعي، وأن يكون الناس حريصين من هذه الناحية»، مبدية أملها في ألا يتكرر المشهد الذي انتشر على شارع الخليج، وأن يلتزم الناس بلبس الكمامات وترك مسافة كافية والحرص والوعي لكل رب أسرة مسؤول عن أسرته. وشددت على ضرورة وعي الأفراد وأن يحرص كل فرد على نفسه وأسرته.
وطالب حسين الخالدي «بإلغاء قرار ممارسة المشي، وتطبيق الحظر الكلي بسبب تفشي فيروس كورونا، مؤكدا أن القرار كان بطريقة عشوائية والدليل فوضى الصور التي انتشرت في أول يوم، وهذا الأمر سيكون له عواقب وخيمة نتائجها سلبية (لاطبنا ولاغدا الشر)، ولم نخلص من الأزمة».
‎ وناشد عامر المسؤولين لإلغاء فترة المشي بأسرع وقت، قبل أن ينتشر الوباء بصورة أكبر من قلة وعي بعض الجاليات في المناطق الاستثمارية ومناطق العمارات، ومنها السالمية وحولي والمهبولة وخيطان والفروانية والفحيحيل؛ التي فيها كثافة سكانية عالية. وستكون هناك مخاطر لمواجهة فيروس كورونا وحتى التوسع بانتشار الوباء.
من جانبه، دعا عبدالله إلى ممارسة النشاط البدني المنزلي والرياضة المنزلية، وطالب بإلغاء فترة الساعتين، لأن هذا الأمر غير مقبول وغير منطقي.
وفي رصد للمشهد، اكتظت الشوارع الرئيسية والداخلية في منطقة السالمية، بالناس رجالاً ونساء وأطفالاً، وحتى كبار السن خرجوا، وبدا الشريط الساحلي من أوله إلى آخره مساراً رياضياً يبدأ بإشارة مرورية ضوئية، وينتهي بأخرى، ومن يُتم دورته يعاود تكرار جولته في اكتظاظ شعبي كبير.
وبدا الأمر وكأنه ليس فترة للحركة والنشاط، بقدر عيشه وكأنه مهرجان احتفالي، لجمهور يشهد وقائع أول ماراثون فعلي بدا مرصوص الكتف على الكتف، والأيادي تتعالى للتصفيق والتشجيع، والتصفير تماما كما لو كان الأمر منافسة رياضية محتدمة، أفقد المناسبة مغزاها.
وللتدليل على عدم الاهتمام بالاحترازات الصحية، كان الجميع يلتقط الصور، والفيديوهات، منها الجماعية، والفردية، والسلفي، وغالبيتهم كان مبتسماً أثناء التقاطه صورته التذكارية الأولى، والأجمل عندما كانوا يصرخون مع الابتسامة «سمايل»، بعد نزعهم للكمامات، والقفازات، ورميها، ومن الصور المعبرة أيضاً كانت رفع «الكف»، والإشارة بالسبابة والوسطى بعلامة النصر، فهل كانوا يقصدون أنهم انتصروا على الـ«كورونا».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي