حروف باسمة

القرقيعان...

تصغير
تكبير

عبق جميل من تراث أهل هذه الديرة الطيبة، حيث يجتمع الأطفال في النصف من شهر رمضان ويجوبون الحواري والسكك، ويطوفون الفرجان، وهم يقولون أهازيجهم الجميلة:
سلم ولدهم ياالله
خله لأمه يا الله


هذا ما كان يردده البنون وهم يمشون مطمئنين آمنين يستقبلهم الأهلون بالبشر والترحاب، وقبل أن يخرجوا من البيت الذي يقرقعون فيه يدعون لأهله بقولهم:
عساكم تعودونه
كل سنة وتصومونه
ما أجمله من عبق جميل يرسخ في نفوس الناشئة مزيداً من السمات الطيبة والمفردات الخلاقة، والخلق الأصيل.
ونحن في هذا العام إذ يمكث الجميع في البيوت استجابة لنداء: «خلك في البيت»، ليتكاتف الجميع في محاربة هذه الجائحة ومحاربة كل آفة تعمل على تحبيط العزيمة ونشر الإشاعات الظالمة وكسر الحظر.
ويستقر أطفالنا في بيوتهم ويقرقعون في وسط أمهاتهم وآبائهم ويتداولون «المخلط»، وهم في ديرة ترعاهم وتحافظ على صحتهم وسلامتهم واستقرارهم.
عزيزي القارئ... عجيبة تلك الإحصائيات التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أن أكثر من خمسة عشر طفلاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتوا معرضين لعدم الحصول على لقاحات دورية ضد أمراض مثل شلل الاطفال والتهابات الكبد الوبائي، وقالت المنظمة إن بعض حملات التلقيح توقفت بسبب انضمام العاملين في مجال الصحة إلى حملات مكافحة جائحة كورونا العالمي، وأن حوالي عشرة ملايين طفل دون سن الخامسة باتوا معرضين لخطر عدم الحصول على لقاح ضد شلل الأطفال، وهو ما يعادل طفلاً من بين كل خمسة أطفال.
لنتأمل ونفكر وندعو الله الكريم أن يحمي أطفال الدنيا بأسرها، ويحمي أطفال هذه الديرة، ويجعلهم دائماً مستقرين متمتعين بالصحة والسلامة ومحاطين بالأساليب الصحية المتكاملة.
والدعاء لجميع المرابطين الأبطال الذين يصدون جيوش جائحة كورونا المستجد، «كوفيد 19»، لينتصروا على هذا العدو الفتاك، وذلك بتعاونهم وإصرارهم على الجد والبذل والتضحية، مهما كان الثمن لأنهم يحمون الوطن، ويدفعون البلاء عن أهله وذويهم وأحبابهم، لأن هذه الديرة هي جسد واحد «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ودعنا عزيزي القارئ نقرأ ما كانت تردده بنات هذه الديرة وهن يرتدين بخانيقهن الموشاة بـ«الزري» وينشدون لجميع البنات والبنين، ومعهم ولدي سلطان حسين:
قرقيعان وقرقيعان
بيت اقصير ورميضان
عادت عليكم صيام
كل سنة وكل عام
ياالله سلم سلطان
عسى البقعة ما تطمه
ولا توازي على أمه
ولا على أمهات هذه الديرة الرائعة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي