رأي قلمي

حظر روحاني...!

تصغير
تكبير

إن انعكاس شعور الإنسان بالجفاف والعطش أثناء الصيام، لهو تطهير وتمحيص النفوس وتهذيبها، ومعظمنا يعلم معنى رمضان، ويدرك ما يحمله هذا الشهر في طياته من رضوان الله تعالى عن عباده الصائمين، ومغفرته جل جلاله للمخطئين، ورحمةً بالعبد المؤمن الذي صام رمضان مؤمناً إيماناً يقينياً، إيماناً لا ريب ولا شك فيه بأن كل عمل ابن آدم له ما عدا الصيام فالله يجازي به كيف يشاء، محتسباً أجره على الله، راغباً في الجزاء والأجر من الله تعالى، وما سمي رمضان إلا لرمضه للذنوب أي يحرقها بالأعمال الصالحات.
في كل رمضان النفوس تحظر نفسها حظراً ربانياً روحانياً كساعات الحظر، التي فرضتها الدولة على المواطنين والمقيمين للحد من انتشار الوباء الكوروني، والحظر المفروض من الله سبحانه وتعالى تكون ساعاته على حسب طول وقصر النهاروالليل، وأثناء هذا الحظر تتحرر النفوس من القيود، وتشكل في عقولنا الصورة الذهنية لرمضان وفق معطيات واقع وحقيقة هذا الشهر، من كان تصوره لرمضان وهو في ساعات الحظر، هي ساعات للإكثار من النوم ومتابعة التلفاز، ومن كان في ذهنه صورة لشهر القرآن أنه دواء لكل مرض وداء قلبي ونفسي وعضوي، فليغتنم الفرصة ويتناول جرعات مكثفة من هذا الدواء، كلٌ بأسلوبه وطريقته التي تتواءم مع نفسه ويراها مناسبة لمحيطه، فلا نتردد ونبدأ من اليوم بأخذ الجرعات كل ساعة تلو الأخرى لنفوز بالمغفرة، والرحمة، والعتق من النيران والفوز بالجنان.
إن الدقيقة في رمضان تعادل كنوز الدنيا، فلنحرص على كل ثانية ودقيقة في هذا الشهر العظيم، فعظمته تأتي بكونه شهراً يعتبر منظومة حياة، ومنهجاً يمنهج وينظم حياتنا بما يتلاءم مع فطرتنا وجبلتنا، ووفق معطياته. ففيه ليلة من أحياها بالقيام إيماناً واحتساباً غفر الله ما تقدم من ذنبه، وفيه عشر ليالٍ كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا دخلت أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشدّ المئزر، لتكون مخرجاتنا بإذن الله تعالى تزكيةً وتطهيراً لنفوسنا والارتقاء بها إلى معالي الدرجات، والفوز بالجنات، وفي الختام نقول: «اللهم سلّمنا لرمضان وسلّم رمضان لنا وتقبله منّا سالماً».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي