بعضها أعلن عن إصابات بين موظفيها وأخرى أغلقت أسواقاً وفئة منها أجرت فحوصات وعمليات تعقيم
«كورونا» يهدّد مرتادي الجمعيات التعاونية
تعاونية الخالدية تُعلن إصابة 103 موظفين بالفيروس وفي «العديلية» 60 مصاباً
«جابر العلي» أغلقت سوقها المركزي يومين بعد إصابة عامل مخزن
«السالمية» علّقت سوقها المركزي أمس نهاراً بعد إصابة متطوع فيه
«السرة» أعلنت إصابة مديرها العام وأجرت فحوصاً وقائية لجميع الموظفين
«النزهة» فحصت موظفيها و«بيان» أغلقت جميع الأفرع ولوازم العائلة حتى إشعار آخر
«مشرف» أغلقت لوازم العائلة بعد إصابة أحد العمال
محمد الأنصاري لـ «الراي»: ضرورة وضع خطة متكاملة تفحص موظفي التعاونيات لتفادي انتشار الوباء
صالح الذياب: الجمعيات أصبحت مصدراً لانتشار الفيروس ولا بد من المسحات بدلاً من «الرابيد تست»
الازدحام استمر لليوم الثاني على الأسواق وسط حالة من الارتباك رغم رسائل التطمين
| كتب إيهاب حشيش
وعلي العلاس
وناصر الفرحان |
على الرغم من كل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها، صحياً وإدارياً، تسلل فيروس كورونا المستجد إلى داخل الجمعيات التعاونية، بعد إعلان تسجيل إصابات في بعضها، وإغلاق بعضها الآخر بعض الأسواق الفرعية وإجراء عمليات تعقيم، فيما عمدت جمعيات ثالثة إلى إجراء فحوصات شاملة لموظفيها وعمالها، للكشف عن أي حالة إصابة.
يأتي ذلك غداة أيام شهدت زحاماً خانقاً من المواطنين والمقيمين، على أسواق الجمعيات والأسواق الموازية للتزود بالمؤن استعداداً لفرض الحظر الكلي الذي دخل حيز التنفيذ، وهو زحام كسر كل الإجراءات الاحترازية الصحية، كما وثقته الصور، بالرغم من محاولات المتطوعين وإدارات الجمعيات والأسواق التقيد بتعليمات وزارة الصحة.
وبعد أن أصبحت الجمعيات المنفذ الاستهلاكي الوحيد للمواطنين والمقيمين في فترة الحظر الكلي، تثار تساؤلات حول إن كانت الجمعيات آمنة صحياً، من تفشي الوباء، لا سيما بعدما تم إعلانه من حالات إصابة. فقد أعلنت إدارة جمعية الخالدية التعاونية، عن إغلاق الجمعية بالكامل، بعد إصابة 103 من موظفيها بالفيروس. وذكر بيان للجمعية، أن إدارتها قامت وفور اكتشاف الإصابات بالفيروس، باتباع جميع الوسائل، من إغلاق وتعقيم، كسائر الجمعيات التي اكتشفت حالات الإصابة.
وأضاف البيان أن الإدارة أقدمت على الإغلاق الكامل للسوق المركزي، بعد تكرار اكتشاف الإصابات، والتواصل مع السلطات الصحية، وطلب إجراء مسحات شاملة لجميع الموظفين البالغ عددهم 260، حيت تم تسجيل إصابة 103 موظفين بالفيروس، ما أدى إلى تعطيل وإغلاق جميع مرافق الجمعية إغلاقاً كاملاً.
وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية محمد إسماعيل الأنصاري اصابة 103 موظفين من العاملين في الجمعية، مما استدعى إغلاق الجمعية الرئيسية وفروعها لحماية العاملين والرواد.
وأشار الأنصاري لـ«الراي» أنه «بعد تأكد إصابة نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، وأحد الموظفين الكويتيين، قامت الادارة وبالتنسيق مع وزارة الصحة بإجراء مسحات لـ260 موظفاً كإجراء احترازي، حيث تأكد إصابة 103 موظفين بفيروس كورونا المستجد، وأدعو سائر التعاونيات إلى نفس الإجراء الذي قامت به جمعية الخالدية التعاونية، وفحص العاملين لديها لضمان لسلامة الاهالي وموظفيهم، وأطالب الجهات المعنية بوضع خطة متكاملة لإجراء مسوحات شاملة على موظفي التعاونيات، لتفادي انتشار الوباء وخروجه عن السيطرة، وخاصة أن الجمعيات تشهد ازدحاماً طوال اليوم، لانها الجهة المباشرة لبيع المواطنين احتياجاتهم في ظل الازمة الحالية متمنياً السلامة للجميع وسرعة شفاء المصابين».
وقال مصدر في الجمعية إن فحص الدم الاولي للموظفين والعمال أظهر 11 مشتبهاً بالإصابة، توجب عليهم إجراء المسحة الأنفية، وعندما طلبوا قدوم الصحة الوقائية للكشف على كل الموظفين، أظهرت نتائج الكشف عن إصابة 103 موظفين.
وفي إطار الإصابات، سجلت جمعية العديلية التعاونية إصابة أكثر من 60 عاملا فيها بالفيروس، فيما أغلقت جمعية السالمية سوقها المركزي، بعد التأكد من إصابة أحد المتطوعين العاملين فيه، حيث أعلنت للجمهور إغلاق السوق في الفترة الصباحية «قبل الإفطار» على ان تعاود العمل في الفترة المسائية من يوم أمس بعد تعقيم السوق.
في السياق نفسه، أعلنت تعاونية السرة، على لسان رئيس مجلس الإدارة محمد جواد عبدالله، عن إصابة المدير العام بالفيروس وعدد من أفراد أسرته، مشيرا إلى ان الإصابة حدثت له وهو يتمتع بإجازته السنوية، مطمئناً بأنه لم يخالط أياً من طاقم الإدارة أو المرتادين، حيث تم اتخاذ قرار بفحص جميع الموظفين للتأكد من خلوهم من الفيروس. كما أجرت جمعية النزهة فحصاً لموظفيها وتنتظر نتائجه للتأكد من سلامتهم.
وأغلقت جمعية ضاحية جابر العلي التعاونية السوق المركزي والمخزن لمدة يومين للتعقيم والتنظيف بعد إصابة عامل في المخزن بالفيروس.
أما جمعية بيان التعاونية، فقد أعلنت عن إغلاق سوق الضاحية في القطعة 8 أمس، وحتى إشعار آخر، بهدف التعقيم والتنظيف. وأوضحت في بيان لها أنه سيتم إغلاق فرع «24 ساعة» وجميع الأفرع وأسواق لوازم العائلة اليوم الاثنين وحتى إشعار آخر للتعقيم والتنظيف كذلك.
بدورها، أعلنت جمعية مشرف التعاونية إصابة أحد عمال لوازم العائلة بالفيروس، مشيرة إلى أنه تم التواصل مع وزارة الصحة واتخاذ كافة التدابير الوقائية، إضافة إلى إغلاق مركز لوازم العائلة وإيقاف الخدمة الفنية حتى إشعار آخر. وفي كلام لافت، حذّر رئيس مجلس إدارة جمعية الشامية صالح الذياب من التدافع والازدحام غير المبرر في الجمعيات التعاونية، معتبراً أنها أصبحت مركزاً لنشر الفيروس بسبب عدم اتباع الإجراءات الوقائية والاختلاط والتقارب.
وقال الذياب في تصريح لـ«الراي» إن حجم الاصابات الذي ظهر في العديد من الجمعيات التعاونية هو جرس انذار لأهمية الحذر، واتخاذ التدابير اللازمة واجراء المساحات الطبية للعاملين في الجمعيات وليس اختبارات الدم «رابيد تست» التي ثبت عدم فاعليتها. وطالب بضرورة اتخاذ قرار اغلاق الجمعيات التعاونية بالتناوب لعمل مسحات طبية للعاملين، ومن ثم عودة العمل وفقاً للباركود واتباع الانظمة الصحية والوقائية المحددة والزام الجميع بارتداء الكمامات ليصبح عدم ارتدائها مخالفة كما مخالفة المدخنين في الاماكن العامة.
وذكر أنه في حال اغلاق الجمعيات يمكن ان يكون بالتنسيق بين المناطق حتى يكون هناك حد ادنى من الجمعيات يعمل يغطي هذه المناطق لحين التأكد من سلامة العاملين في كافة التعاونيات وإلزام المرتادين بالضوابط والتعليمات. واشار إلى أن العالم يعيش في كارثة والمطلوب تحقيق الاكتفاء من السلع الاساسية، وليس السلع الكمالية، حتى التوصيل للمنازل أصبح يمثل عبئاً على الجمعيات من خلال استنفاد طاقات العاملين سواء داخل الجمعية لاستكمال النواقص ورص الارفف أو خارجها بتوصيل السلع التي يصل تجهيز بعد الطلبات فيها إلى ساعة ونصف الساعة.
وطالب بضرورة وضع حد اقصى للطلبات الخارجية من الاصناف الاساسية محذراً من ان ارتفاع حجم المبيعات غير مبرر يؤكد ان هناك عمليات تخزين تتم منذ شهر مارس الماضي، قائلاً «حتى القدرة الاستهلاكية لا تستوعب هذا الكم من المبيعات فأما انه يهدر أو يخزن».
وعلى الرغم من كل ما سبق، ظل التزاحم سيد الموقف قبيل دخول قرار حظر التجول الشامل حيز التنفيذ، حيث اكتظت الأسواق والجمعيات والشوارع والاسواق الموازية بطوفان من البشر، سعياً لتأمين حاجياتهم، غير ملتفتين إلى كل ما صدر عن الجهات المعنية من تطمينات، فلليوم الثاني، شهد سوق جمعية الفروانية الرئيسي وأفرع الجمعية المنتشرة في مختلف قطع المنطقة ازدحاماً شديداً، إذا واصل قاطنو المنطقة في الساعات الأخيرة التي تسبق قرارالحظر الشامل، الزحف على سوق الجمعية ومحلات الجزارة والدواجن والبقالات لشراء مستلزماتهم التي تكفيهم حتى انتهاء فترة الحظر.
ولاحظت «الراي» خلال الجولة التي قامت بها لرصد وضع المنطقة قبيل تطبيق الحظر، اصطفاف الرجال والنساء أمام بوابات الجمعيات انتظارًا لقضاء حاجاتهم، حيث طلب مسؤولو الجمعية والمتطوعون من الزبائن الالتزام بالدور وإيجاد مساحات بينهم لمنع انتشار العدوى. ومن أمام أحد محلات الجزارة الشهيرة في المنطقة، يقول صاحب المحل عبده المنصوري «كما ترى لا أستطيع أنا وعمالي الذين يساعدونني اللحاق على طلبات الزبائن، فالزبون الذي كان يحتاج ثلاثة أو أربعة كيلوغرامات لحمة أسبوعياً له ولأسرته، أصبح يطلب 16 كيلوغراما على الأقل». ويضيف «كميات اللحوم التي بعناها للزبائن خلال الأيام الثلاثة الفائتة تعادل الكمية التي كنا نبيعها على مدار نصف شهر».
والوضع أمام محلات الدواجن لم يختلف كثيراً عن وضع محلات الجزارة، فالازدحام وشراء أضعاف الكميات هو القاسم المشترك بينها. ويقول احد العاملين في محلات بيع الدواجن «إن عدد أقفاص الدواجن التي أنزلتها الشركة الموردة لمحلنا أول من أمس (السبت) لم تكف اربع ساعات، لذا طلبنا من تلك الشركة مضاعفة الكمية بمعدل ثلاثة أضعاف حتى نستطيع تلبية طلبات زبائننا». ويضيف رنجة «الزبائن تدرك جيداً أن اللحوم والدواجن والأسماك لا يمكن الاستغناء عنها، وخصوصاً ان الحظر يتزامن مع شهر رمضان المبارك».