التطمينات الحكومية ذهبت أدراج الرياح ولم تفلح في وقف الزحف نحو الجمعيات والأسواق ومحطات البنزين

هلع... «الحظر»!

تصغير
تكبير

ما حصل من تزاحم ينذر بكارثة  ... لو كان بين المتجمهرين مصابون بـ «كورونا

دعوات الوزراء في المؤتمر الصحافي للهدوء وعدم الهلع لم تجد آذاناً صاغية  فبدأ الزحف منذ الصباح

ازدحامات وطوابير طويلة أمام الجمعيات ومحطات الوقود ومراكز التموين

رجال الأمن عملوا جهدهم لفك الزحام وإيجاد مساحات بين المتسوقين لمنع انتقال العدوى

مواطن عاد لسيارته عندما رأى الزحام أمام الجمعية وقال: أموت جوعاً ولا أموت من «كورونا»

لم تستطع كل الإجراءات الحكومية من وقف الهلع الذي أصاب المواطنين والمقيمين، غداة الإعلان عن قرار تطبيق الحظر الشامل في البلاد، فانتشرت على طول البلاد مظاهر من الزحام والتزاحم، وما أدت إليه من مخاطر المخالطة والإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي تعمل وزارة الصحة جاهدة لوقف انتشاره.
فما حدث أمس والليلة السابقة له، ينطبق عليه المثل القائل «كلام الليل يمحوه النهار»، فعلى الرغم من كل التطمينات الحكومية التي قدمتها عبر المؤتمر الصحافي الذي عقده خمسة وزراء، عقب اجتماع مجلس الوزارء، والدعوات إلى الهدوء وعدم الهلع، مع توافر كل مستلزمات الحياة، كان الزحف الكبير منذ اللحظات الأولى لانتهاء الحظر الجزئي، فاختنقت الشوارع وغصت الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية بآلاف المتسوقين، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل وصل الزحام إلى محطات البنزين والمخابز، في صور لا تعكس الوعي الشعبي بمخاطر ما حدث من مخالطة قد تؤدي إلى نتائج فادحة من حيث الإصابات بالفيروس.
المواطنون والمقيمون أرادوا الاستعداد لفترة الحظر الكلي التي ستمتد 20 يوما، على طريقتهم، فبدأ التحرك مبكرا من صباح أمس، حيث شهدت محطات الوقود ومراكز التموين في الجمعيات التعاونية ازدحاما شديدا، من المتسوقين الذين وقفوا في طوابير طويلة لشراء احتياجاتهم اللازمة من المواد الغذائية وغيرها، فكان يوم السبت لهم يوماً استثنائياً، استرجع خلاله كثيرون ذكرى الغزو البعثي في العام 1990، حيث تسيدت الازدحامات الموقف وانتظمت الطوابير في كل مكان، وأغلقت كثير من الطرق، وتدافع الجميع أمام المخابز والجمعيات التعاونية وأسواق المواد الغذائية ومحلات الصرافة ومحطات الوقود، فيما كان حضور وزارة الداخلية لافتا منذ ساعات الصباح الأولى اذ انتشرت الدوريات في الشوارع وأمام الجمعيات وأفرع الغاز والتموين، لتنظيم عملية التسوق ومنع الازدحامات وتسهيل أمور المواطنين والمقيمين.
ومن أمام إحدى الجمعيات التعاونية، عكس قول أحد المتسوقين «عند البطون تذهب العقول» ما حدث أمس من حالات الهرج والازدحامات غير المسبوقة. فمن أمام جمعية سلوى التعاونية كانت عين «الراي» ترصد التجمعات، حيث امتلأت الساحات الخارجية للجمعية بالمئات من الزبائن، وكان أغلبهم من الآسيويين غابت عنهم الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامات أو القفازات، أو ترك مسافات أمان كافية بين المنتظرين خارج السوق، على عكس الأيام السابقة التي كان دور المتطوعين فيها ملحوظا للجميع، وعملهم لم يكن مقتصرا على تنظيم آلية الدخول للجمعية بل كانوا حريصين على تنظيم آلية جلوس الزبائن خارج الجمعية مع المحافظة على مسافة أمان بين المنتظرين.
وكدليل على هجمة المتسوقين، كان نقص عربات التسوق واضحا أمام السوق، وكان المتطوعون يركضون إلى المواقف لإحضار أي عربة فارغة. وفي موقف طريف، رأى أحد المواطنين الدور الكبير والتجمعات خارج الجمعية والزحام، فعاد لسيارته، وقال «أموت من الجوع ولا أموت من كورونا».
ومن أمام جمعية سلوى إلى الرميثية التي شهد المخبز فيها ازدحاماً غير مسبوق، امتد الدور فيه لمئات الأمتار، وتسبب في اختناق بمحيط المنطقة والشوارع المجاورة، ما استدعى وجود دوريات أمن لتنظيم المرور.
إلى الفروانية، فقد اصطف العشرات من قاطني المنطقة، أمام سوق الجمعية وفروعها المنتشرة في القطع، لشراء مستلزماتهم لتمضية فترة الحظر الشامل. وشهدت محلات الجزارة والقهوة والخضار والفاكهة ازدحاما منقطع النظير، لم يفككه سوى دوريات الأمن العام التي طلبت من الزبائن ايجاد مساحات بين بعضهم البعض حتى لا تنتقل عدوى فيروس كورونا بينهم.
وقال القائمون على تنظيم عملية الدخول «لم نر طيلة حياتنا في الكويت ازدحاماً بشرياً على الطعام والشراب مثلما أراه حاليا». وأضافوا«ان المخزون الغدائي داخل الجمعية والمعروض داخل السوق جيد جدا ويكفي الجميع، ونتمنى على الزبائن ايجاد مساحة بينهم حتى لا تنتقل اليهم العدوى».
وأجمع الكثير من أهالي المنطقة على طول فترة الحظر التي قررها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير، متمنين أن يضعوا في اعتبارهم حجم الكثافة السكانية لمنطقة الفروانية. وقال عدد منهم لـ«الراي»، إن «فترة الحظر الشامل ستمضي بعون الله، ونتمنى أن يتم تحمير العين للمخالفين، سواء في المناطق التي تسكنها أغلبية وافدة أو مناطق المواطنين، حيث إن هذا الوباء لا يفرق بين مواطن ومقيم، فمعظم قاطني المنطقة كدسوا ما يكفيهم من طعام وشراب، لأنهم كانوا يتوقعون مثل هذا اليوم الذي يتم فيه تطبيق الحظر الشامل».
وفي حولي، كان الإقبال الكبير على الأسواق للجمعية التعاونية أو الموازية كبيرا، وسط زحام كبير جدا، وانسحب الأمر على منطقة الشويخ الصناعية والأسواق فيها التي اختنقت الشوارع المحيطة بها حتى لم تعد السيارات قادرة على التحرك. كما أن المشهد لم يختلف في محافظة الجهراء ومناطقها المختلفة، بزحام وطوابير طويلة، أمام الجمعيات ومحلات الصرافة والمخابز ومحطات البنزين.
في المقابل، وعلى غير الصورة السابقة، لم تسجل جمعية الصباحية التعاونية أي زحام أو ارتباك من قبل مرتادي أسواقها، وكانت الحركة في إطارها الطبيعي، فيما سجل فرع التموين ازدحاماً طفيفاً لاقبال المواطنين على الحصول على حصتهم التموينية قبل بدء الحظر الشامل.
وفي جولة لـ«الراي» في المنطقة كان هناك حركة من قبل المواطنين والمقيمين على البنوك وشركات الصرافة ومحطات الوقود والتزود بالغاز، ولكن دون مشاهد الازدحام حيث زادت الحركة عن المعتاد بشكل طفيف. وكان الاقبال على الجمعية التعاونية معتادا بسبب تمكن أهالي الصباحية من زيارة الجمعية اثناء وقت الحظر الشامل، بعد أن تأقلم أهالي المنطقة على تسجيل موعد الباركود، وخلو الجمعية والشوارع من الزحام وتوفر كافة الأغراض والسلع عدا وجود شح في الخضراوات في الفترة المسائية مما يتسبب الخروج في فترة النهار لشرائها.
وبعيدا عن الجمعيات، كان هناك مشهد آخر للزحام، في سوق الخضار والفواكه المركزي «الفرضة» حيث غص الطريق المؤدي إليه بالسيارات، فيما كان التنظيم سيد الموقف على الرغم من العدد الكبير للمتسوقين. وأكد نائب المدير العام لشركة وافر عبدالله العصفور أن سوق الفرضة يستقبل يوميا قرابة ألف مستهلك ما بين مواطن ومقيم من الساعة التاسعة حتى الساعة الواحدة ظهرا، بواقع 200 شخص كل ساعة عن طريق الحجز الالكتروني التابع لوزارة التجارة والصناعة.
وأوضح العصفور لـ«الراي» أن الزحمة لعشرات السيارات أمام بوابة الدخول والتي ترغب بالتسوق دون الحصول على موعد مسبق يسبب أزمة للملتزمين ويرهق ادارة السوق، مع العلم أن الادارة تستثني ذوي الاحتياجات الخاصة والجهات العسكرية والصحية والخدمية المستثناة من قبل مجلس الوزراء، حيث المواد الغذائية متوفرة المحلي منها والمستورد.
وأشار العصفور إلى أن الشركة تملك مخارن تعتبر من أكبر المخازن على مستوي الكويت، وكلها تعمل تحت خدمة الموردين، ومنها المبردة والعادية بالاضافة الى توافر خدمة المناولة على مدى 24 ساعة، مؤكدا أن الضغط الشديد وكثرة المستورد والحجر على منطقة جليب الشيوخ قلل من العمالة، ولكن ذلك لم يمنع الشركة من بذل كافة الجهود لانزال البضائع بأسرع وقت. وذكر أن التأخير في إنزال البضائع له اسباب أخرى، منها أن بعض التجار لا يرغبون في إنزال بضائعهم عند رؤية السوق ممتلئاً بالمواد الغذائية، بالاضافة إلى الإجراءات لدى بعض الجهات الحكومية تساهم أيضا في التأخير، لافتا إلى أن الأمور بشكل عام ميسرة والوضع طبيعي. وختم بأن العمل خلال فترة الحظر الكلي سيكون بآلية تحددها وزارة التجارة وبلدية الكويت والشركة ستلتزم بها.

رسائل وتطمينات

الزايد لـ «الراي»: مخزون «المطاحن» كافٍ

| كتب علي إبراهيم |

وجه الرئيس التنفيذي في شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية مطلق الزايد، رسالة إلى المواطنين والمقيمين قائلاً «اطمئنوا، مخزوننا كاف، ومستعدون لتلبية كافة احتياجاتكم».
وأضاف الزايد في تصريح لـ«الراي» أن الشركة تعمل بطاقتها القصوى لتلبية كافة احتياجات الكويت من منتجاتها، بصورة طبيعية، وفق أعلى مستويات الجودة، ولديها من الاستعدادات ما يكفي لتلبية أي زيادة في معدلات الطلب.
ودعا الزايد المواطنين والمقيمين إلى حسن التدبير بلا تبذير، مشدداً على ضرورة عدم اللجوء إلى التخزين، حتى لا تتلف أي منتجات ويتم إهدارها.

اتحاد الجمعيات: إمدادات السلع مستمرة

دعا رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية، مشعل السيار، كافة المواطنين والمقيمين إلى الاطمئنان التام، وعدم الهلع من أمر الحظر الشامل، خصوصاً أن كافة احتياجاتهم خلال فترة الحظر الشامل ستكون متوافرة في «التعاونيات».
وأكد السيار في تصريح لـ«الراي» أن إمدادات السلع التي يحتاجها المستهلكون متوافرة ومستمر توريدها إلى الأسواق بصورة طبيعية، فيما سيمكنهم شراء احتياجاتهم بطريقة منظمة، وذلك من خلال نظام حجز المواعيد المسبق للتسوق والمعروف بالتسوق عبر «الباركود».
وأشار السيار إلى أن قطاع الجمعيات التعاونية في أتم استعداده لتلبية كافة حاجات المواطنين والمقيمين بكل أريحية طوال فترة الحظر الشامل، وهو الأمر الذي يجب أن يطمئن الجميع إلى أن الأمور الآن باتت أسهل في التعامل بعدما تم تنظيم كافة الإجراءات التي تسهل على المواطنين والمقيمين خلال الشهرين الماضيين بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية.
وشدد السيار على المواطنين والمقيمين بضرورة عدم اللجوء إلى تخزين السلع، أو الشراء غير المبرر، وذلك حتى يتاح لكل شخص شراء ما يحتاجه، وكذلك تقليل معدلات الهدر، خصوصاً مع السلع سريعة التلف والتي لا تتمتع لفترات صلاحية طويلة الأمد.


26.4 ألف موعد حجز بالجمعيات الجمعة

علمت «الراي» من مصادر مسؤولة أنه تم اول من أمس تسجيل أعلى معدل حجز مواعيد مسبقة للتسوق بالجمعيات التعاونية بنظام «الباركود»، حيث وصلت الحجوزات إلى 26.429 ألف مسجلة قفزة تقدر بنحو 34.5 في المئة قياساً بحجوزات اليوم السابق التي بلغت 19.651 ألف.
ولفتت المصادر إلى أن حجوزات مواعيد التسوق المسبقة بلغت يوم الأربعاء الماضي 17.559 ألف، فيما وصلت يوم الثلاثاء الماضي إلى 15.601 ألف.
ومن المقرر أن يستمر نظام حجز مواعيد التسوق بالعمل خلال فترة حظر التجوال الكلي، من دون أي تغيير على آلية العمل، وستكون الزيارة لمرة واحدة بالأسبوع، فيما ستكون مواعيد العمل من الساعة 9 صباحاً حتى 3 عصراً، ومن 8 مساء إلى 1.30 صباحاً، وستكون هناك فترة محددة للتسوق بمعدل نص ساعة في الزيارة الواحدة.

البقالات مفتوحة ساعتين  ... والخدمة «ديلفري» فقط

| كتب محمد أنور |

كشف مصدر مسؤول في بلدية الكويت أن «قرار السماح للبقالات الواقعة في السكن الاستثماري بمزاولة نشاطها سيكون وفقاً لضوابط معينة، منها أن تزاول نشاطها وقت فترة السماح بالتجول لمدة ساعتين فقط، إضافة لمنع استقبال الجمهور، مع توفير خدمة توصيل الطلب إلى المنزل ووضعه أمام الباب».
وأضاف المصدر لـ«الراي» أن من الشروط الأخرى أن يكون عامل البقالة على كفالة الترخيص التجاري، ولديه كرت صحي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي