No Script

أصبوحة

هل سيسبب الوباء حرباً عالمية؟

تصغير
تكبير

ليس من مصلحة شعوب العالم التي تواجه أزمة مشتركة، صراع النفوذ والمنافسة بين الأيدولوجيات والأنظمة المختلفة، من خلال استعادة قوية ومحمومة للحرب الباردة التي تهدد العالم، بل إن الدولتين «أميركا والصين» تحتاجان إلى التعاون المثمر عالمياً، من خلال مواجهة هذا الوباء الذي سبب الكثير من الإصابات والوفيات حول العالم.
فالولايات المتحدة تتهم الصين بأنها مصدر وباء كورونا، وأنه صنع في مختبرات ووهان، وتحملها سبب هذه الأزمة العالمية، رغم أنه في هذه الأزمة أثبتت الصين مسؤولية كبيرة في مواجهة الوباء، كما لعبت دوراً أممياً من خلال تضامنها مع الدول الأوروبية الموبوءة، وتقديم المساعدات الطبية لها، بينما سجلت الولايات المتحدة أعلى نسبة إصابات ووفيات من الوباء.
لكن شرارة الحرب الباردة أو الحرب الاقتصادية بين الصين وأميركا، لم تبدأ فقط منذ ظهر الوباء، بل بدأتها الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب تحديداً، بسبب الصعود السريع واللافت للصين اقتصادياً، وجعلها في موقع يهدد مكانة الاقتصاد الأميركي، كأقوى اقتصاد في العالم، واستشعار الإدارة الأميركية بأن الصين على وشك إزاحة أميركا من الصدارة.
ولم تكتفِ الولايات المتحدة بالتصعيد ضد الصين، ولكنها حرضت بعض الدول الأوروبية عليها، حتى تلك المستفيدة من المساعدات الطبية الصينية، التي أنقذت الآلاف من مواطني هذه الدول، وهذا ما اعتبرته الصين تهديداً لمصالحها الاستراتيجية الخارجية، من خلال تغذية مقاومة مشروع الحزام والطريق الضخم، وهو المشروع الذي يتطلب تعاون دول كثيرة يمر بها هذا الطريق، وسينعكس إيجاباً على اقتصاديات الدول بل والعالم أيضاً، عبر الاستثمار في البنية التحتية.
وقد دعت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها، إلى التعاون وقالت:«إن التطور السليم والمطرد للعلاقات الصينية ـ الأميركية، يخدم مصالح البلدين والمجتمع الدولي، وأي فرصة لزرع خلاف بين الدول، لا تؤدي إلى تعاون دولي ضد الوباء».
وقد لمح بعض المسؤولين في الصين، من أن تصاعد موجة العداء لها، قد تدفع بكين إلى مواجهة مسلحة لحماية مصالحها الاستراتيجية، وهو إن حدث سيفني العالم مرات عدة، بينما قال ترامب في لهجة تصعيدية، إنه سيوقف تمويل منظمة الصحة العالمية، التي وصفها بأنها تتمركز حول الصين.
وقد عارض مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية انتوني فوتشي، تصريحات ترامب قائلاً: إنه لا يوجد دليل على أن الفيروس جاء من مختبر صيني، كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن واشنطن لم تقدم أي أدلة تدعم تكهنات الرئيس ترامب، داعمين بذلك رواية الحكومة الصينية، بأن الفيروس لم يتم توليده في ووهان.
ونعود لنقول على أرض الواقع، هل ستدفع الصين الولايات المتحدة خارج المنافسة معها بعد زوال الوباء، أم هل ستدفع الولايات المتحدة الصين إلى حرب مدمرة، قد تفني العالم عن بكرة أبيه، بسبب دفاعها المستميت عن نظام اقتصادي اجتماعي، قد تكون الآن البداية بلفظ أنفاسه تاريخياً.

Osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي