قبل الجراحة

ثقتنا ببعضنا...

تصغير
تكبير

إن ثقتنا بالله واعتمادنا على الله هما الأساس ثم يأتي بعدهما... بناء المجتمع يعني باختصار بناء الفرد... لأن الفرد هو المكون الأساسي للمجتمع.
لذلك ومع بداية الأزمة العالمية بسبب الجائحة اعتمدت الدول على إرثها الثقافي... وكان ارتكازها الأساسي على ثقافة الفرد.
لذلك اختلفت الدول... فالدول التي استثمرت بالفرد وتعليمه استطاعت أن تحد من حجم الخسائر البشرية والاقتصادية.


فهناك دول يشهد لها التاريخ بأنها عملت بكل جد وإخلاص من أجل ثقافة الفرد... فكان الفرد هذا هو المحرك الأساسي للمجتمع... ولأنها أحسنت صناعة الفرد فإنها استطاعت أن تكون منظومة صحية وسجلاً صحياً يُعتمد عليه وقت الشدائد.
كان من أهم الثقافات التي غرستها الدول بأبنائها هي ثقافة الثقة... نعم إن ثقة مكونات مجتمع بعضها ببعض كان هو الركن الأساسي الذي ساعد الكثير من الدول على تقليل الدمار.
فعندما يثق كل فرد في المجتمع بقدراته وقدرات الأفراد الآخرين... الأهم عندما يثق الفرد أن كل فرد في المجتمع يعمل على حماية حياته وحماية حياة جميع الأفراد.
فالدول التي لديها إرث ثقافي قامت بتطويره والمحافظة عليه... لن تحتاج إلى تدخل المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية لكي تلزما أفراد المجتمع على تطبيق التوصيات الطبية... لم تستنزف طاقاتها... لم تُعرّض مكونين أساسيين من المجتمع وهما المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية لخطر الإصابة بالعدوى وهما مستنفرتان وتعملان على تطبيق الحجر الصحي.
نعم إن ثقافة الفرد التي تبنتها المجتمعات استطاعت أن تقلل من الهدر الصارخ بالمال العام بسبب هذه الأزمة.
إنها ثقافة الفرد التي يمكن أن يعتمد عليها المجتمع في تطبيق التعليمات... فهما قاعدتان لا ثالث لهما...غسل اليدين والتباعد الجسدي.
إن الاستثمار بالفرد هو الأساس ويأتي بعده الكثير من الأشياء... لكنّه هو الركن الأساسي للقادم من الأيام... فهذه الجائحة لن تكون الأخيرة... ولن تكون الأسوأ...!
هناك دول عسكرية استطاعت بنظامها العسكري القمعي الصارم من أن تقلل من الخسائر البشرية والاقتصادية... لكنّها ليست المثال الذي نسعى إلى تطبيقه... إذ إن ثقافة الفرد وثقته بأفراد المجتمع الذي يعيش به هو الهدف... حفظ الله الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي