«الراي» زارت مقر الإيواء عقب أحداث الشغب ورصدت حياة المُقيمين فيه والخدمات المقدمة لهم

مصريو «كبد»: الكويت فوق راسنا

تصغير
تكبير

ليس هدفنا الإساءة للكويت بل أردنا إيصال رسالة للحكومة المصرية

بعد مرور شهر في مركز الإيواء لمْ نرَ أي تحرك جاد من بلادنا للسماح بعودتنا

وعود القنصلية لم تنفذ ومن حقنا العودة إلى بلادنا ولم شملنا مع أسرنا

ما بدر من أحداث شغب تصرفات فردية لا تُمثل المخالفين الموجودين في المركز


غداة أحداث الشغب التي شهدها مركز إيواء منطقة كبد من مخالفي الإقامة المصريين، زارت «الراي» المركز وتجوّلت داخله، لرصد وضع المُقيمين ومعيشتهم، ودوافع شغبهم، فأكد عدد منهم أن مشكلتهم مع بلدهم بسبب تأخر بدء إجلائهم، وأنّ ما قاموا به كان احتجاجاً على ذلك، متقدمين من الكويت حكومة وشعباً بالاعتذار عمّا بدر من أحداث، ومشيدين بما يلقونه من رعاية في المركز.
فمنذ دخول المركز لا يوجد أي شيء يدل على الفوضى، أبناء الجالية المصرية يعيشون حياة طبيعية ويمارسون أعمال التسلية من خلال ألعاب وفّرتها وزارة الداخلية، مثل البلياردو والشطرنج والدومنة ولعب الكرة، والتجمع مع بعضهم هنا وهناك، فيما كان البعض الآخر متواجداً في المصليات للصلاة والعبادة.
وبالحديث المباشر مع بعض أفراد الجالية، عبّروا عن اسفهم تجاه ما حصل من أحداث شغب، مقدمين اعتذارهم عما حدث بالقول (تحيا الكويت بلد الإنسانية... الكويت فوق راسنا)، ومؤكدين انهم كانوا يرغبون بإيصال رسالة لحكومتهم، حيث اكدوا انهم رغم مخالفتهم لقانون الإقامة، قامت الكويت بإعفائهم من دفع الغرامات المالية وعدم تحملهم تذاكر السفر، وتوفير أماكن إيواء متوفرة بها جميع سُبل العيش الكريم.
وأشاروا إلى انهم رغم مرور ما يقارب الشهر في مركز الايواء لم يروا للاسف اي تحرك جاد لتسهيل عودتهم لبلادهم، رغم موافقتهم على الإجراءات التي تتخذها السلطات الصحية في مصر، وأن الوعود التي ابلغتهم بها القنصلية المصرية التي حضر ممثلوها إلى مقر الإيواء في بداية الامر، لم تنفذ، مشددين على أنهم كمواطنين مصريين يحق لهم العودة الى بلادهم ولم شملهم مع ابنائهم وأسرهم.
فقد عبّر محمود السيد عن شكره «لما قامت به وقدمته وزارة الداخلية من توفير كل احتياجاتنا، وتذليل كل العقبات وتسخير كل الجهود في مركز الايواء، من خلال توفير كل احتياجاتنا الخاصة، واننا نعتذر عمّا بدر من بعض ابناء الجالية من أحداث شغب، فهذه تصرفات فردية لا تمثل جميع المخالفين المتواجدين في مقر كبد، ولكن كل ما نتمناه هو ان نغادر بأسرع وقت ممكن، حيث إن لدينا اسراً وليس لديها معيل سوانا ونتطلع من السفارة المصرية ان ترى بعين العطف وضعنا، ونحن مازلنا عالقين لأكثر من شهر دون تحرك جاد لفتح الأجواء وارسال طائرات لنقلنا الى بلادنا».
من جهته، بيّن مصطفى انه مقيم في البلاد منذ 5 سنوات،ولم يرَ من الحكومة والشعب الكويتي إلّا كل خير، واضاف «كنا نعمل ونحصل على لقمة عيشنا بكل احترام، وأتمنى ان أعود لرؤية ابنائي بأسرع وقت ممكن، ومحبتي إلى بلدي الكويت سوف أعود للعمل مرة أخرى إن سمحت الظروف، لانها فعلا بلد الإنسانية وأميرها قائد إنساني، وخير الكويت وصل كل أنحاء المعمورة وأعتذر بالإنابة عن المتواجدين في مقر الإيواء من أحداث الشغب التي حصلت من البعض، وهم مَنْ يتحملون نتيجة تصرفاتهم».
وللوقوف على ما يوفره مركز الإيواء في منطقة كبد، تجولت «الراي» في جميع أنحائه، وشاهدت وجود رجال الأمن والمتطوعين يقومون بتوزيع الوجبات الغذائية والعصائر والمياه، وأيضا وجود عيادة طبية متكاملة تقوم بفحص مستمر لكل المخالفين وتقديم الأدوية اللازمة، مع وجود سيارات إسعاف ثابتة داخل مقر الإيواء، وفي داخل الغرف المخصصة لسكن المخالفين رصدنا محتوياتها، من أسِرة ومفارش جديدة وجهاز تلفزيون وثلاجة.

المستشار سعد: سيخضعون للحجر 14 يوماً

32 رحلة لإعادة المخالفين

| كتب ناصر المحيسن |

أعلن الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري المستشار نادر سعد أن «عدد الرحلات التي ستقل المصريين المخالفين للإقامة من الكويت سيصل إلى 32 رحلة بواقع رحلتين يومياً، وسيتم إعلان جداول الرحلات تباعاً»، لافتاً إلى أن «أول رحلتين تم تخصيصهما للنساء والأطفال وكبار السن».
وتابع سعد، في تصريحات تلفزيونية، «أطمئن المصريين في الكويت بأنهم خلال أيام سيعودون لأرض وطنهم الأول وهم الآن في وطنهم الثاني ونقدر كل ما تقوم به السلطات الكويتية تجاهم»، مشيراً في الوقت ذاته أن «معظم المصريين مخالفي شروط الإقامة هم ضحايا تجار التأشيرات».
وتابع «الموضوع استغرق وقتاً لأن الـ 5600 مواطن مخالف للإقامة، محتاجون 32 رحلة طيران»، مشيراً إلى أن «فترة الحجر على العائدين لمصر ستكون 14 يوماً طبقاً لإجراءات منظمة الصحة العالمية وبعد ذلك سيسمح لهم في الانطلاق في أرجاء مصر وأن يكملوا حياتهم الطبيعية مع أهلهم وذويهم».
وأكد أن الطائرات ستكون مجاناً ولن يدفع أحد من المصريين العالقين في الكويت شيئاً، وسيتم العفو الكامل عنهم ولن تتم أي عقوبات تقضي بمنعهم من دخول الكويت، كما أقرت عليه قرارات وزارة الداخلية الكويتية التي أعلنت مهلة مخالفي الإقامة لمغادرة البلاد. وكشف عن أنه «سيتم قضاء فترات الحجر في المدن الجامعية التي عملنا على تأهيلها، ولدينا عدد من الحجرات يكفي، وسيتم تسيير رحلات للحالات الإنسانية الأخرى الموجودة في دول الخليج ولن نترك أحدا، حتى المصري غير العالق وغير المخالف الذي يريد العودة لمصر سيعود وهي مسألة وقت فقط وتحديد أولويات، والمرحلة الحالية هي أولوية مطلقة لأبنائنا وأشقائنا الموجودين في الكويت»،لافتاً إلى «إننا نتعامل مع عدد كبير مطلوب ليس فقط إعادته لأرض الوطن وإنما توفير أماكن الحجر وهذا أخذ وقتاً».

على الهامش

• 3112 مخالفاً عدد الموجودين في مركز الإيواء جميعهم من الرجال.
• عدد كبير من المتطوعين الكويتيين موجودون في المركز ويعملون على خدمة المخالفين.
• يقوم رجال الأمن من ضباط وأفراد بتلبية كل احتياجات المتواجدين
• أفاد رجال الأمن أنه يتم توزيع 6400 وجبة في المركز يومياً.
• شكر خاص وباقة ورد لمدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الأمني بوزارة الداخلية العميد توحيد الكندري، ومساعده العقيد عبدالإله العبدالسلام، والنقيب طلال الحوتري على تسهيل مهمتنا.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي