إحنا إللي حررنا الكويت

تصغير
تكبير

هناك مقولة دارجة تحولت مع الزمن إلى ما يشبه المثل الشعبي المصري يقول: (إحنا إللي حررنا الكويت)... لا أريد الخوض في صحة ذلك المثل، فحتى من يرددون ذلك يعلمون علم اليقين أنه لا يرقى إلى الحقيقة بأي شكل من الأشكال، وأن الحلول والخطط العسكرية الحاسمة قد وضعت من قبل أميركا، وأن تنفيذ تلك الخطط قد ارتكز بشكل كبير على أميركا وبريطانيا وفرنسا بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة صاحبة الأرض التي حشدت عليها الجيوش، والكويت صاحبة الشأن والأرض المغتصبة، ولا يخفى على أي رجل ذي خبرة عسكرية أن الدور الأكبر والفعال في حرب تحرير الكويت كان لأميركا وبريطانيا وفرنسا، وخطط الحرب بالخرائط ليست مخفية ويمكن الاطلاع عليها من خلال البحث عنها على الإنترنت لتعلموا صحة كلامي، وكيف كانت خطط الدخول البري ومن هي الدول التي ارتكز عليها العمل العسكري وشكلت المحور الرئيسي في الهجوم البري، اما بقية الدول المشاركة في التحالف فتنقسم مشاركتها إما بمشاركة عسكرية محدودة أو تطهير أراضي أو ورقة سياسية فقط! وكما جرت العادة فإن تلك الدول الغربية تعمل أكثر مما تتحدث وليس العكس.
ومن هذا المنطلق أود أن أذكر كل من يردد تلك المقولة - التي تحولت بالفعل إلى مثل شعبي، استناداً الى الآية الشريفة (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) - وأطلب منه أن يتحلى بالخلق الإسلامي النبيل، كما تحلت به الكويت والتي وقفت مع الشقيقة مصر إبان حروبها التي خاضتها مع العدو الصهيوني بالغالي والنفيس، دون منّ أو أذى أو والعياذ بالله والأهم، دون أن تطلب دولاراً واحداً مقابل مشاركتها فالعروبة في عقيدتنا أسمى من المال.
لقد كتبت ما كتبت بعد أن طفح الكيل وفاض الصبر وتحركت الآلة الإعلامية الضخمة بكل قواها وإمكانيتها، وعاد إلى المشهد من جديد المثل المصري الشهير (إحنا اللي حررنا الكويت)، لمجرد أن دولة الكويت قد طالبت بإجلاء كل المخالفين لقانون الإقامة من كل الجنسيات دون تغريمهم بأي مبالغ، وإسقاط كل الغرامات المترتبة على مخالفتهم لقانون الإقامة، علما بأننا لم نستمع لأي صوت معارض لتلك الإجراءات من الدول التي لها رعايا مخالفين على أرض الكويت، إلا المخالفين من جمهورية مصر الشقيقة فقط!


ولا أعلم إلى الآن ما هو السر والسبب. وأود أن أوضح في النهاية إلى أنني قد كتبت مقالي هذا موجها إياه إلى كل من يردد تلك المقولة ومن يسيء لوطني فقط! مع احترامي واعتزازي ببقية الاخوة المصريين المقيمين في بلدي.
اليوم كان حديثي عاماً، احتراماً للكثير من الاعتبارات أما في الغد إن تمادى البعض بالإساءة لبلدي سيكون ردي أكثر تفصيلاً وأشد قسوة، وستكون هناك أرقام وشواهد وتواريخ... والسلام.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي