وجع الحروف

التطوع النوعي... ولا «تحاسدوا»!

تصغير
تكبير

ربما يصادف أول أيام رمضان الجمعة المقبل، ونحن نمر بأزمة لا مثيل لها تحتاج منا - كمسلمين - التدبر وفهم متطلبات الحياة بعد انقضاء هذه الأزمة.
فتحت صفحة الإمام ابن باز - رحمه الله - وقرأت تفسيره لحديث عظيم أتمنى أن نأخذه كمدخل للإصلاح الذي يتمنى بلوغه كل مواطن شريف.
يقول صفوة الخلق خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «لا تحاسدوا? ولا تناجشوا? ولا تدابروا? ولا يبع بعضكم على بيع بعض? وكونوا عباد الله إخوانا? المسلم أخو المسلم لا يظلمه? ولا يحقره? ولا يخذله? التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم? كل المسلم على المسلم حرام: دمه? وماله? وعرضه».
يهمني هنا معنى الحسد (أن يتمنى زوال النعمة عن أخيه)? والتباغض ( الغيبة والنميمة)... والجميع يعلم أنهما مستشريان.
الشاهد أننا خلال هذه الأزمة وقبلها أزمات كثر، نلاحظ الكثير من أحبتنا قد هب للتطوع من حس وطني، وأعني التطوع الذي لا يرجو منه المتطوع، أي فائدة أو مكسب شخصي يعني لوجه الله وخاص بالوطن.
وقد كشفت لنا الأزمة سوء التخطيط وضعف المستوى القيادي، كما ذكرنا في مقالات سابقة.
لهذا السبب? فنحن أحوج إلى مبادرة للتطوع النوعي... كيف؟
قبل الولوج في التفاصيل? يجب أن نعترف بأن معظم القياديين والمستشارين، قد فشل في تحقيق ما كشفته أزمة كورونا من قصور، يعني ثقافة الاختيار يجب أن تكون محايدة كي نبعد الحسد والتباغض الذي أوصلنا إلى هذه الحالة.
ومن ثم نأتي بفريق عمل محايد ويستحسن من أطراف خارجية، تتصف بالنزاهة ولا تربطها بالصراعات المحلية وأطرافها أي صلة.
من هنا تخصص وزارة الإعلام برنامجاً خاصاً بالإصلاح (ثقافي وتنموي واجتماعي)، ويتم الإعلان عن فتح باب المبادرات كل ومجاله: إصلاح ثقافة المجتمع (قيم ومعتقدات)? تنموي (خطة التنمية من رؤية ومشاريع تحققها مع تحديد الأهداف ومؤشرات الأداء في التعليم? الرعاية الصحية? الاقتصاد? ترسية المشاريع وإدارتها? الأمن الغذائي والحيواني، الأمن الصناعي? تنويع مصادر الدخل ـ الفرص الاستثمارية)? واجتماعي (الاهتمام بالعنصر البشري والأسرة? العلاقات الإنسانية? تقوية النسيج الاجتماعي... ويتضمن هذا الجانب الإصلاحات السياسية التي قد تكون سبباً في كثير من القضايا الاجتماعية).
ويتقدم كل فرد بسيرته الذاتية مرفق معها اسم المبادرة? وبعد انتهاء الفترة - ولنقل شهراً من الزمان - يتم بث حوار على الهواء مع كل مبادر، ويكون دور الفريق تقييم المبادرات كل على حدة.
الزبدة:
هذا هو التطوع النوعي الذي نتمنى أن يتم تحقيقه في القريب العاجل، وكفانا الله وإياكم شر الحسد والبغضاء... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي