اختصاصيون دعوا إلى اغتنام الحجر لحماية الطفل من حالة الانفعالات المقلقة

في زمن «كورونا»... افتحوا عقولكم وقلوبكم لعيالكم!

تصغير
تكبير

القشعان: الأطفال يعيشون غربة في بيوتهم... و«كورونا» فرصة الآباء للتعرف على أبنائهم

الحويلة: على الآباء تقديم النصح لأبنائهم كل حسب عمره ونموه المعرفي وقدرته على إدراك الحدث

البارون: قد يتعود الطفل العزلة حتى بعد انتهاء الأزمة لتصبح نمط حياة جديداً مستقبلاً

 

في حين اجتاح فيروس «كورونا» المستجد، مجمل نواحي وأنشطة حياتنا وصولاً إلى يوميات أطفالنا، ما جعلهم يعتبرونه «العدو» الذي سلبهم حريتهم، وعاقبهم بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة، دعا خبراء في علم النفس والعلوم الاجتماعية، أرباب الأسر إلى حماية أطفالهم من الانفعالات المرافقة للوضع الذي تعيشه الأسر حالياً، والتي تتراوح بين الملل والخوف والهلع والرعب والذعر... وصولاً إلى حالات مرضية كالغربة والعزلة، ناصحين الأمهات والآباء بالتعايش مع أطفالهم، وبالدرجة الأولى بفتح عقولهم وقلوبهم والاستماع إليهم.
وأكد عدد من الاختصاصيين لـ«الراي»، ضرورة استغلال الأهالي فرصة الحجر المنزلي، للتقرب من أطفالهم من خلال التحدث معهم، والاستماع إليهم، ومناقشتهم، ومشاركتهم في إقامة فعاليات، واللعب معهم، لتجنب إصابتهم بأمراض نفسية، ناتجة عن التغير المفاجئ لروتين حياة الطفل.
وفي هذا السياق، بيّن عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور حمود القشعان، أن من الضروري جداً التكيف مع التغيرات التي تطرأ على حياة الإنسان، بحيث يكون الفرد قادراً على تحويل المحنة إلى منحة للاستفادة منها، وعلى الجميع في الظروف الراهنة أن يضع خطة لتنظيم وقته، والحرص على تحقيق إنجاز يومي، لأن الشعور بالملل لا يصيب إلا من يعاني من فراغ.
ودعا القشعان الآباء لحسن التصرف مع أبنائهم، مردفا بقوله «كبر عقلك، ولا تخلي الكبيرة والصغيرة تعصبك، اسمع لعيالك، وحدثهم، وحمسهم، لأنها فرصتك للتقرب منهم، ولا تتقمص دوما دور العين الناقدة، واكبح سيئاتهم بمدح حسناتهم، وحوّل تذمرك منهم إلى نقاش إيجابي معهم»، معتبرا أن «الأطفال يعيشون غربة في بيوتهم وسط انشغال الوالدين، وكورونا اليوم أتاح للآباء فرصة التعرف على أبنائهم، والتقرب منهم، وعلى الجميع استغلال الفرصة».
من جهته، أكد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون، أن على الآباء أن يتعاملوا مع كل فئة عمرية بشكل مناسب، لتصل المفاهيم والمصطلحات إلى مستوى تفكير وفهم كل فئة، من الطفولة إلى الطفولة المتوسطة.
وقال البارون «من الممكن جداً أن يصاب الطفل بالكآبة، ويفضل الانعزال عن الآخرين، إذا لمس إهمال الوالدين له خلال فترة الحجر المنزلي، وقد يتعود الطفل على الانعزال حتى بعد انتهاء الأزمة إن طالت، لتصبح العزلة نمط حياة جديداً مستقبلاً، ما يدعو إلى ضرورة اهتمام الأهل بأطفالهم، خاصة في هذه الفترة الصعبة».
ودعا الوالدين لإتاحة المجال للطفل في أن يكون له دور في تحديد ما يرغب بالقيام به أثناء يومه، ما يساعد في انسجام الطرفين. وقال إن «التنويع، والتجديد، والابتكار من أهم العوامل التي تقتل الشعور بالملل، لذا يجب دوما الحرص على ممارسة فعاليات مختلفة يومياً».
بدورها، اعتبرت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت عضو المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الدكتورة أمثال الحويلة، أن العالم لا يملك الخبرة الاجتماعية والنفسية الكافية، للتعامل مع أزمة «كورونا»، لعدم مواكبته لظروف مماثلة سابقا، مثل حظر التجول الذي فرض على العديد من البلدان حالياً، ووسط التطور التكنولوجي في تناقل آخر مستجدات الفيروس لا يمنع الأطفال من سماع الأخبار التي قد تشعرهم بالهلع والقلق.
وأكدت أن تغير روتين حياة الطفل اليومية، يثير خوف الأطفال، وقد يترك معاناة من نوبات غضب وانفعالات، والإصابة بالكآبة، ما يرتب على الأبوين قدراً كبيراً من الوعي والثقافة النفسية والاجتماعية والصحية، لتجنب إثارة شعور الأولاد بالرعب والذعر.
ودعت الآباء لتقديم النصائح لأبنائهم كل حسب عمره، ونموهم المعرفي، وقدرتهم على إدراك الحدث، بالإضافة إلى تنمية شعور الطفل بالمسؤولية، لتجنب إصابته بالفيروس، واستغلال الفرصة في زرع قيم وسلوكيات وطنية فيهم.

9 نصائح

1 - إبعاد الطفل عن متابعة النشرات الإخبارية.
2 - ممارسة الأنشطة المفضلة.
3 - مشاركة الطفل في الأعمال المنزلية.
4 - تناول الأطعمة المطهوة داخل المنزل.
5 - مساعدة الطفل على التواصل مع الآخرين من خلال المكالمات المنزلية.
6 - الاستماع لمشاعر الطفل ومشاركته في التعبير عنها بالرسم.
7 - تذكير الأطفال بغسل أيديهم بالماء والصابون.
8 - تجنب الخوف والقلق أمام الطفل.
9 - تنظيم مواعيد نوم الأطفال.

الجبهة المنزلية

على جبهة المنزل، كيف تعامل آباء وأمهات مع أطفالهم خلال فترة الحجر المنزلي؟ سعى عدد من الأهالي لتقليل شعور الأطفال بالذعر والهلع، عن طريق ممارسة العديد من الأنشطة المنزلية.

ألعاب حركية وعقلية

قالت نور العبدالله إنها اكتشفت أن أبناءها بحاجة دوما لتفريغ طاقتهم بالحركة واللعب والكلام المستمر، ما جعلها تستثمر وقت الحجر بمشاركتهم في ألعاب تنشط حركتهم وعقولهم معاً، مثل التي تتطلب عمليات حسابية مثلاً.

الأطفال... الكبار

أم عبدالعزيز، رأت أن الأطفال يتطلعون لأن يصبحوا كباراً دوماً، ويميلون للأشخاص الذين يعاملونهم على هذا الأساس، لذا فإنها تسمح لأطفالها بأن يشاركوها جميع الأنشطة المنزلية التي تقوم بها، كالطبخ، وتنظيف المنزل، وغسيل الملابس.

لا توجد أسئلة سطحية

أم بدر، اعتبرت أن من الضروري جداً، أن يجيب الأبوان عن تساؤلات أطفالهم كافة، مهما بدت «سطحية» حول خطر الإصابة بالمرض، وتعليمهم سبل الوقاية منه، لتجنب إصابتهم بالتوتر أو الكآبة، والتشديد على أن الفيروس يستحيل أن يصيبهم أن اتبعوا الإجراءات الوقائية كافة.

التحفيز... والمكافأة

أشار فهد العجمي إلى أن وظيفته تتطلب منه العمل في المنزل، ما يجعله بحاجة للجلوس في مكان أكثر هدوءاً من «الصالة» لتجنب صراخ الأطفال أثناء لعبهم، لكن ذلك لا يمنعهم من الذهاب اليه مرارا وتكرارا، ما يدفعه لتحديهم بإنجاز مهام معينة، مثل ترتيب غرفهم، ليشغلهم لبعض الوقت، ومن ثم يكافئ من قام بإتمام المهمة بالسماح له باللعب على جهاز «الكمبيوتر».

حياة يومية طبيعية

اعتبر علي أكبر أن «على الأبوين ألا يكثرا الحديث عن كورونا أمام أبنائهم، ومشاهدة الأخبار التي تتحدث عن آخر مستجدات الفيروس، وأن يتحدثا مع الأطفال عن مواضيع أخرى، وأن يحاولا قدر الإمكان مواصلة حياتهم اليومية الطبيعية، مع اتخاذ التدابير اللازمة»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي