ربيع الكلمات

الرابحون من وباء... كورونا!

تصغير
تكبير

نحن نعيش في عالم متغير بسبب «جائحة كورونا» والبقاء سيكون للأحدث ومن يستطيع التكيف مع هذا الوباء هو الذي يستطيع أن يبقى بعده، والسرعة التي تتغير فيها الأعمال لم نعتد عليها، ومن لم يتقدم سيتقادم، وهناك العديد من الشركات أقفلت بسبب قلة مبيعاتها نتيجة استخدام الناس للتكنولوجيا وحتى جاء وباء «كورونا»، الذي تسبب بإغلاق العالم أجمع، ولا شك هناك رابحون وخاسرون من هذا الوباء.
فمن الخاسرين شركة «والت ديزني» التي منحت 43 ألف عامل لديها إجازة بدون راتب، مع استمرار حصولهم على الاستحقاقات الطبية، وذلك تزامناً مع تفشي فيروس «كورونا».
ولكن هناك رابحون كثر من هذا الوباء وبسبب جلوس الناس في المنازل نتيجة الحظر، وأولهم شركة «أمازون» حيث وظفت 100 ألف عامل جديد خلال شهر واحد فقط، ونتيجة الزيادة في الطلبات وتعتزم توظيف 75 ألفاً آخرين، وكذلك محلات التجزئة زادت من الطاقات البشرية التي لديها.
ومن الرابحين بسبب وباء «كورونا» تطبيق زوم حيث تزايد الإقبال عليه بشكل غير مسبوق، وارتفعت أسهم الشركة والتي توفر اللقاءات بنسبة 50 في المئة خلال الشهر الماضي، وذكرت شركة «أبحاث بيرنشتاين» السبب إلى تفضيل الكثيرين العمل من المنزل خوفاً من الفيروس، هكذا استطاعت الشركة كسب أكثر من 2 مليون مشترك جديد هذا العام، وهو ما تجاوز عدد الاشتراكات الجديدة في عام 2019 بأكمله.
وكذلك شركة «نت فلكس» ارتفعت أسهمها في الوقت التي كانت بورصات العالم في انخفاض كبير، وكل ذلك بسبب تغيير سلوك الناس اليومي وهم جالسون في المنازل، حيث زاد وقت الفراغ لديهم فارتفعت نسبة المشاهدة.
وقبل أزمة «كورونا» ذكر التقرير الصادر عن المنتدى العالمي «مستقبل الوظائف» أن «الروبوتات» ستحل محل الكثير من الوظائف الحالية، وسيستحدث وظائف أخرى تعتمد عليها، وقال التقرير إن الوظائف التي سيتم الاستغناء عنها في المستقبل هي: مدخل بيانات، مدير حسابات، سكرتير إداري، عامل تجميع في المصانع، موظف خدمة العملاء، مدقق مالي، مدير مخزن، مدير عمليات، موظف خدمات البريد، صراف البنك.
وهناك وظائف أخرى سيزيد الطلب عليها في المستقبل وأهمها: محلل بيانات، متخصص ذكاء اصطناعي، مطور تطبيقات، خبير تسويق ومبيعات، متخصص البيانات الضخمة، متخصص في التحول الرقمي، متخصص خدمات تقنية المعلومات.
ولكن الملفت في الأمر أن هناك وظيفة نشاهد تطورها بصورة غير مسبوقة وهي صناعة البرمجيات والتطبيقات، وهذه الصناعة ستوقف معظم الصناعات التقليدية خلال السنوات المقبلة، ومثال ذلك شركة «أوبر» هي برنامج تستطيع أن تؤجر سيارة من خلاله، بل أصبح اليوم أكبر شركة سيارات في العالم... والمثير للدهشة أنها لا تملك سيارة واحدة!
والتوقعات تشير إلى قلة الطلب أو الشراء من المجمعات التجارية لصالح التطبيقات في الهواتف الذكية وبسبب جائحة «الكورونا» وإغلاق هذه المجمعات سيعتمد الناس على التطبيقات، وعلى ملاك هذه المجمعات المرونة في هذا التحول، وتقليل محلات التجزئة لصالح المطاعم والمقاهي التي سيزيد الطلب عليها، والآن بدأت تتكون مجمعات تجارية كاملة ولكن وجودها فقط في تطبيق.
الخلاصة أن شكل العالم بعد زوال وباء «كورونا» يختلف عن ما كان بعده، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومن محاسن هذا الوباء أنه عجّل من استخدام التكنولوجيا في حياتنا، يعني ما كان متوقعا بعد 10 سنوات سيحدث في غضون سنوات قليلة.

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي