الشيتان بين مطرقة الصمت وسندان الاستجواب
خلف صمت مريب استمر طويلاً، وبين قرارات أثارت جدلاً، وأخرى لاقت استحساناً، يظل التباين النيابي قائماً، في شأن وزير المالية براك الشيتان، الذي لاذ للوهلة الأولى بالصمت، منذ أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، ولم ينبس ببنت شفة، رغم الإلحاح بإبداء وجهة نظره بتأجيل أقساط المتقاعدين وصندوق الأسرة والمتعثرين، وزاد الأمر سوءاً بتقديم الحكومة مشروع الدين العام، واتسعت معه هوّة الخلاف مع عدد من النواب.
لكن بموافقة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية على تأجيل أقساط المتقاعدين لمدة 6 أشهر، وإرجاع قسط شهر أبريل إلى حساباتهم، ورفع وزارة المالية مذكرة الى محافظ بنك الكويت المركزي، في شأن تأجيل أقساط عملاء صندوق الأسرة وصندوق المتعثرين، كسب الشيتان نوعاً من التأييد، لكن النائب رياض العدساني جدد إصراره على تقديم الاستجواب للوزير، على خلفية اجتماع لجنة الميزانيات البرلمانية الذي عقد يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، عندما استشف العدساني أن الحكومة لن تسحب مشروعها الخاص بالدين العام، وخيّر الوزير بين تقديم استقالته أو مواجهة الاستجواب.
وظل التباين قائماً، حيث يرى معارضو الوزير أنه لا يصلح لقيادة دفة وزارة المالية في هذه الظروف الاستثنائية، وأنه لا يمتلك الحصافة السياسية، فيما طالب مؤيدون بالمقابل بإعطائه الفرصة لتقديم خطته المالية وإصلاحاته للجهات التي يتولى الإشراف عليها، وأن تهديده بالاستجواب وهو لا يزال جديدا في منصبه، ليس له ما يبرره، ويدخل ضمن التأجيج السياسي الذي لا ينفع خصوصا في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها الكويت لمواجهة فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، قالت النائب صفاء الهاشم إن الوزير «لا يمتلك أي قدرة سياسية، وسأكون أول من يدعم استجوابه وبالأدلة، وأن تصرفات الوزير لا تنّم عن أي قدرة سياسية ولا حصافة أو حكمة، من بعد صمت مريب وعدم قدرة على مواكبة الفريق الحكومي الجبار وأدائه، وعدم وجود أي دور له فى اللجنة العليا لرسم السياسة الاقتصادية».
وأضافت الهاشم، في تصريح صحافي «وزير المالية تميز بضحالة الأداء الفني الذي انكشف في انتفاء الفائدة من وجوده فى اجتماع لجنة الميزانيات الأخير حول الوضع المالي، وآخر مصائبه تحويله التأمينات الاجتماعية ببلاغ مبهم إلى نزاهة، وهو تصرف أقل ما يقال عنه غير حكيم ولا فيه أي حصافة سياسية».
في المقابل، قال النائب سعد الخنفور إن «وزير المالية نزيه وندعو النواب للتعاون معه، وليس من المصلحة التأجيج في مثل هذه الظروف الاستثنائية، فلنعطه الفرصة لتقديم خطته المالية وإصلاحاته للجهات التي يتولى الإشراف عليها»، مبينا أن «تهديد الشيتان بالاستجواب وهو ما زال جديدا في منصبه، ليس له ما يبرره، ويدخل ضمن التأجيج السياسي الذي لا ينفع، فضلا عن انحدار اقتصادي عالمي يتطلب تجهيز خطط معالجة مدروسة وبعيدة عن التسرع والتخبط، وهذا مايقوم به الشيتان فعلا».