«كورونا» جعل اللقاء «سلاماً من بعيد»

«قريش» رمضان ... على نطاق أضيق

No Image
تصغير
تكبير

أضحى التنائي وتبادل التحية عن بعد، بديلا عن السلام المفعم بالأحضان والقبل، وناب عن طيب اللقيا، التباعد الاجتماعي، امتثالا لأوامر «كورونا» الصارمة التي لم تبق من الحميمية غير «سلام من بعيد» لجبر خاطر فقط، وفرض زمن كورونا «التجافي» القسري على مجتمع يفيض ألفة وحميمية وتقارباً، واعتاد دوما على «الجمعة» وتبادل الزيارات، واقتناص المناسبات لتوثيق الوشائج الاجتماعية، وتوطيد صلة الرحم بين أفراد العائلة.
الراصد لعادات الكويتيين يلحظ أنهم مجتمع متآلف، فمنذ الأزل اعتادوا على تشييد مكان منفصل عن المنزل «الديوانية» وهي مكان عام لاستقبال الضيوف وللالتقاء بالجيران والأصدقاء والأقارب، ورغم شظف العيش حرصوا على بناء الديوانية، وغالبية الموروث الكويتي يحض على التقارب الاجتماعي والتعاضد والالفة، ومن ضمن العادات التي ينتظرها الكويتيون بشغف «القريش»، ومع اقتراب شهر رمضان يستذكر الكويتيون بحسرة يوم «القريش» ذلك الموروث الشعبي الذي يعتبر جزءا أصيلا من العادات والتقاليد في الكويت، ويقام في آخر أيام شهر شعبان احتفاء واستعدادا لبدء صيام شهر رمضان، ويتم فيه تناول العديد من الأكلات بطريقة رمزية لأنه آخر وجبة قبل قدوم شهر رمضان الكريم.
واعتادت الأسر الكويتية في يوم «القريش» على حمل أنواع مختلفة من الأطعمة المتوافرة في المنزل، والذهاب بها الى بيت كبير العائلة «العود» للاحتفال بقدوم الشهر الفضيل، ولكن رمضان هذا العيد سيأتي ولن يقام فيها القريش، أو على الأقل لن يقام بصورة علنية مثلما كان يحدث في السنوات الأخيرة، إذ يفضل غالبية الموظفين إقامة القريش في مقار عملهم كطريقة مثلى للمحافظة على الموروث الشعبي من الاندثار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي