صانع الأقنعة المجانية... ابن قرية سُجُد اللبنانية التي أعاد إعمارها «أمير القلوب»

هشام ناصر الدين لـ«الراي»: الكويت أعطتني الكثير ... «كيف إلك قلب ما تعطيها من دمك»؟

تصغير
تكبير
  • بناتي الثلاث حصلن  على منح من الحكومة الكويتية للدراسة بالخارج 
  • تعرضت لإصابة عمل... وأجريت 3 عمليات جراحية  في الرازي بالمجان

لم يجد المقيم اللبناني هشام حسن ناصر الدين وسيلة لرد جميل الكويت عليه، إلا أن يساهم في هذه الأزمة الحالية بصناعة أقنعة وجه واقية يقوم بتوزيعها بنفسه على الجهات العاملة في الصفوف الأمامية وكل من يحتاجها في الوقت الراهن، وبالمجان.
«الراي» تواصلت مع ناصر الدين للتعرف أكثر على الهدف من مبادرته، والدوافع التي جعلته يسخّر إمكاناته ووقته لخدمة الكويت، فقال: «أدعى هشام ناصر الدين (48 عاماً) من لبنان، وتحديداً الجنوب من قرية اسمها سُجُد التي تجد على مدخلها لافتة كُتِبَ عليها (جادة الكويت) تحية وإكراماً لمن قام بإعادة إعمارها في العام 2000، وهو أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه بتمويل من الصندوق الكويتي لإعادة الإعمار. لقد قدمت للكويت مع عائلتي وكنت أبلغ من العمر 6 أشهر، وأعيش فوق هذه الأرض الطيبة منذ أكثر من 40 عاماً مضت، وبحمد الله لم أجد منها ومن أهلها إلا كل خيرسواء عليّ أو على أفراد عائلتي».
وتابع ناصر الدين: «في البداية لدي ابن يدعى محمد في سنته الدراسية الأخيرة وثلاث بنات متفوقات حصلن على منح من الحكومة الكويتية للدراسة بالخارج، الأولى تدعى دانة وهي مهندسة وموجودة معي حالياً بالكويت، والثانية تدعى دينا في سنتها الرابعة في طب الأسنان ومتواجدة في الأردن، إذ لم تتمكن من العودة بسبب الظروف الحاصلة. أما الثالثة، وتدعى فاطمة، فهي في سنتها الأولى بمجال الطب البشري ومتواجدة في أوكرانيا ولم تتمكن من العودة مثل أختها. إذاً، بعد كل ما ذكرته، لماذا لا أسخر كل إمكاناتي لخدمة الكويت التي أعطتني الكثير؟».


وأردف: «إلى جانب ذلك كله، وعلى الصعيد الشخصي، كنت قد تعرضت في العام 2006 لإصابة عمل أرقدتني في مستشفى الرازي 6 أشهر خضعت خلالها لثلاث عمليات جراحية، لم أدفع فيها فلساً واحداً (كيف إلك قلب ما تعطيها من دمك بعد هالشي؟)».
وأكمل ناصر الدين، مشيراً إلى مبادرته بالقول: «انطلقت بهذه المبادرة والتي أعتبرها شيئاً بسيطاً من جمايل وخير الكويت عليّ، وهنا لا بد لي من شكر المهندس سمير الدهان الداعم الكبير لي والذي شجعني معنوياً ودعمني مادياً للمضي قدماً، وبحمد الله منذ اللحظات الأولى التي أعنلت فيها عن مبادرتي، لقيت إقبالاً وتشجيعاً كبيرين من الجميع من دون استثناء، ويكفيني هذه المحبة (اللي بتسوى مال الدني كلها) كونها تشعرني فخراً بنفسي، وكل تعليق أقرأه يجعل عيني تدمع تلقائياً، كما يكفيني أن أتلقى اتصالات من بناتي ليعبرن عن فخرهن بي».
وحول عدد الأقنعة التي قام بصناعتها وتوزيعها، قال: «يعمل معي في هذه المبادرة شخصان هما محمد سنجر (60 عاماً) من مدينة طرابلس وجمال خزعل (50 عاماً) من الجنوب، وفي خلال ثلاثة أيام فقط قمت بتوزيع 2800 قناع، وفي الوقت الحالي الذي أتحدث معكم، ها أنا أتجول بسيارتي لأوزع 300 قناع أخرى من دون أن آخذ فلساً واحداً أو أقبل بخدمات تُعرض عليّ، وما أريده فقط أن يبقى الجميع في منازلهم وبنفسي سأقوم بإيصالها لهم».
وأكمل: «حتى الآن وزعت الأقنعة على جمعيات السالمية، الروضة، بنيد القادر، الدسمة والمنصورية، وكذلك على مخبز منطقة الشويخ ومخفري السالمية والنقرة، وشبرة الخضار والفواكه ومركز الإسعاف الطبي بمنطقة الدعية، كما تم توزيعها على مجموعة من الأفراد، وسأبقى مستمراً في عملي وأنا مستمتع وسعيد وفخور».
وأوضح ناصر الدين أن ما يقوم به ليس بالجديد عليه، قائلاً: «مساهمتي ومبادرتي حباً لأرض الكويت ليست بالجديدة، لأنه كما تعلم لدينا في الكويت رابطة رياضية تدعى (لبنان بالقلب)، وقد اعتدنا بعد انتهاء كل مباراة أن ننزل إلى الملعب وننظفه كاملاً بأيدينا، لأن هكذا يكون ردّ الجميل».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي