10 مهن يمكن استبدال عنصرها البشري بآليات حديثة أو قيام الإنسان بالعمل بنفسه
«التباعد الاجتماعي» يفرض... الخدمة ذاتية
في وقت تشدّد منظمة الصحة العالمية على أن التباعد الاجتماعي هو كلمة السر في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، تظهر الحاجة الملحة في التفكير في استبدال بعض المهن البشرية بالخدمة الذاتية، الأمر الذي من شأنه ليس فقط تقليل فرص الاختلاط بالبشر، وإنما توفير الكلفة الاقتصادية للعمالة البشرية، لكن يبقى البعد الإنساني في التعامل مع هذه القضية.
أولى تلك الوظائف هي العمالة التي تقوم بالتعبئة في محطات البنزين، ويمكن استبدالها بمحطات الخدمة الذاتية التي تعمل من دون تدخل بشري والتي تم تطبيقها بالفعل في عدد من الدول الخليجية قبل قرابة عامين. وكذلك عمال البقالات الذين يمكن استبدالهم بتفعيل آلية الشراء الذاتي من خلال النزول من السيارة وشارة المتطلبات، أما عمال التنظيف في الجهات الحكومية، فيمكن تعويضهم باستخدام ماكينات التنظيف المتحركة، في حين أن عمال القهوة والشاي في المكاتب يمكن استبدالهم بماكينة القهوة والشاي، ليأتي عمال غسيل السيارات الذين يمكن الاستعاضة عنهم بماكينة الغسل الآلي، بينما عمال طباعة المعاملات الرسمية يمكن الاستغناء عنهم في حال تم تفعيل المعاملات الإلكترونية بشكل كامل وفعّال.
وفي السياق نفسه، يمكن الاستغناء عن عمال المناولة في الجمعيات واللجوء إلى التعبئة الذاتية كما هو الحال في كثير من الدول الأوروبية. أما عمال تحصيل رسوم مواقف السيارات فيمكن الاستعاضة عنهم بجهاز دفع إلكتروني، وهو أمر مطبق بالفعل في كثير من دول العالم، بينما المراسلون في الجهات الحكومية الذين يحملون الملفات ذهابا وإياباً يمكن الاستغناء عنهم عن طريق تفعيل الأنظمة الإلكترونية، كما أن العمالة الخارجية للمطاعم التي تلاحق السيارات يمكن استبدالها بجهاز الطلب الذاتي المفعل في عدد من المطاعم العالمية.
من جهته، أكد عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لحقوق الانسان، عضو منظمة العفو الدولية مشاري السند، أنه «بسبب فرض الإجراءات الاحترازية في العديد من الدول وخاصة الكويت ولمنع انتشار وباء فيروس كورونا لا بد أن يكون التسوق وخدمات محطات البنزين وخدمات المطاعم ومواقف السيارات والخدمات الأخرى، خدمة شخصية من دون مساعدة أي عامل»، لافتاً إلى أن «التباعد الاجتماعي يفرض على الأفراد الكثير من التصرفات التي قد تزعجهم أحياناً، ولكنها ضرورية لمنع الاحتكاك المباشر لمنع انتشار الوباء بالمجتمع في ظل هذه الظروف مع سرعة انتشار الفيروس في كل الدول».
وتابع في تصريح لـ«الراي» أن «الجانب السلبي في هذه المرحلة هو الاستغناء عن العمالة وفقدان العمال لوظائفهم، ولكن الجانب الايجابي يتمثل في عدم الاحتكاك المباشر بين الأفراد والحد من انتشار العدوى بين الناس في المجتمع».
عبدالله بهبهاني لـ «الراي»: 75 في المئة من الفلوس ملوّثة
شدد طبيب الصحة الوقائية الدكتور عبدالله عادل بهبهاني، على «ضرورة استبدال طريقة الدفع بالنقود بطرق أخرى أكثر أماناً، خصوصاً طرق الدفع الإلكتروني وسبل الدفع اللا تلامسي»، معتبراً ذلك «أحد سبل كسر سلسلة انتقال فيروس Sars 2 COV المسبب لمرض كوفيد 19». وذكر بهبهاني، في تصريح لـ«الراي»، أن «النقود تعتبر ناقلاً للكثير من الجراثيم و الفيروسات، حيث إن الدراسات أثبتت أن نحو 75 في المئة من الأوراق النقدية ملوثة بها، وأن بعض العينات التي تم تحليلها في جامعة نيويورك احتوت على 3000 نوع مختلف منها». وأكد ضرورة أن «تكون أجهزة الدفع غير تلامسية (contactless)، حيث إن الأجهزة الأخرى المستخدمة للدفع قد تتسبب بنقل العدوى عبر اللمس كون بطاقات الائتمان مصنوعة من مواد بلاستيكية ومعدن»، داعياً إلى «عدم تداولها بين الأيدي». وأشار بهبهاني إلى أن «دولاً عدة قامت بفرض حجر صحي على الأوراق النقدية المتداولة، واحتجازها لمدة معينة مع تعقيمها باستخدام الأشعة فوق البنفسجية»، مشيراً إلى أن «تعقيم العملات المعدنية يمكن بواسطة رشها بالكلور أو الكحول المخفف». وفيما طالب بـ«الاستغناء عن عمال المناولة في الجمعيات والأسواق»، عارض التعبئة الذاتية في محطات الوقود، معتبراً أن «لها أثراً عكسياً نتيجة كثرة الأيدي التي ستلامس المقابض المتصلة بخراطيم مكائن تعبئة الوقود».